بدأ العد التنازلى لاستقبال شهر رمضان الكريم.. ولاستقبال الشهر الكريم مظاهر اعتدنا عليها فى كل عام مثل ازدحام الشوارع بالناس وتكدس حركة المرور والزيادة الكبيرة فى حجم المعروضات من السلع الغذائية المتميزة والاعتيادية.. وهناك من يشترى وهو مستمتع والكثير منهم يشترى وهو مضطر ليحاول أن يشعر أسرته بتغير طعم الحياة مع قدوم الشهر الكريم.. والحقيقة أن كل هذه المظاهر بعيدة كل البعد عن جوهر الشهر الكريم وأسلوب التعامل معه . فالصيام هو مدرسة الصبر بالإمساك والامتناع عما أباح الله فى وقت حدده الله وجعل لذلك جزاءً وثوابًا.. فقال الله تعالى فى الحديث القدسى « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به».. والحكمة من الصيام كما عرفنا الله بها فى القرآن الكريم هى «لعلكم تتقون».. فالتقوى هى الهدف من الصيام.. والتقوى تعنى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.. فالصيام من أهم أسباب التقوى.. ومن أجل ذلك شرع الله الصيام. أما ما يحدث بعد دخول الشهر الكريم مباشرة من إلهاء للناس بما يعرف بمسلسلات رمضان والتى تتكالب على المشاهد من كل حدب وصوب.. والبرامج الترفيهية.. ومشاركة الراقصات فى تقديم البرامج الدينية.. والعديد والعديد مما تعودنا عليه على مدار عشرات السنين من وسائل الإعلام.. فهو لا يسمن ولا يغنى من جوع.. ولكنه للأسف الشديد يضيع الفرصة على الصائمين قطف ثمار التقوى فى موسم الخيرات والمغفرة.. أعاذكم الله من اللهاث خلف وسائل الإعلام ورزقكم ثمار الصوم وتقوى الله.. وكل رمضان وأنتم فى ظل عطاء الله وكرمه.