تظل قوة المرأة الحقيقية فى أنوثتها، وهناك رجال لديهم رعب من الأنوثة الطاغية للمرأة، ودائمًا يقال «المرأة نقطة ضعف الرجل»، إذن لو استغل الرجل قوة المرأة لصالحه سيكون عظيمًا، لذلك وراء كل عظيم امرأة. كثيرات حكمن دولاً وبلادًا وكانت أنوثتهن طاغية، وسار الرجل خلفهن، لكن بعيدًا عن الظهور الرسمى وبالنسبة للمرأة البسيطة التي تطغى أعباء الحياة عليها، هل تفقد أهم صفاتها، وهى الأنوثة؟ مؤخرًا ظهر مصطلح مدربة الأنوثة، وكانت أول من تحمله أسماء مراد الفخرانى، المتخصصة فى التنمية البشرية التى وجهت محاضراتها للمرأة فقط، وخصصتها فى محافظة المرأة على أنوثتها أو إعادة اكتسابها مرة أخرى. أسماء الفخرانى تقول: إن المرأة مخلوق ناعم خجول وأنوثتها تتضح فى رقتها وليس فى جسمها أو ملامحها، ورسالتى محو الصورة السلبية الناتجة عن العادات والتقاليد التى حولت هذا الملاك «الحنين» إلى كائن شرس، مرتفع الصوت، منفر التصرفات، سليط اللسان، نكدى. وتضيف: إنها درست علم اجتماع بآداب «عين شمس» وتخصصت فى التنمية البشرية، والتى أرى أن عمل غير المتخصصين بها جعل بها أخطاءً مهنية كثيرة تؤثر سلبيًا على المتلقى، وتخصصى سبب شهرتى، ولديّ أيضًا دبلومة إرشاد أسرى وأدرس حاليًا دراسات إسلامية لدمجها مع التنمية البشرية، وأقدم محاضرات تنمية بشرية للسيدات فقط، لإحساسى أن تأثيرى عليهن أكثر مقارنة بالرجال، وبدأت بمحاضرات الأنوثة والجمال، ثم استشارات أسرية للزوج والزوجة مجتمعين، وكنت أتحدث مع سيدات كثيرات على مواقع التواصل الاجتماعى، ونتيجة تفاعل العديد من الفتيات معى، دشنت صفحة خاصة بى باسم «كيف تصبحين أُنثي؟» لتعلم إتيكيت الأنوثة، وأحل لهن مشاكلهن من خبرتى كإخصائية اجتماعية، وبعد عدة محاضرات معهن فكرت فى تخصيص مكتب لاستقبالهن، وبالفعل حدث، وبالمكتب غرفة خاصة للجلسات السرية للمرأة المتزوجة والغرفة الأُخرى لكورسات تعليم إتيكيت الأنوثة للفتيات، ولديّ فيديوهات على موقع «اليوتيوب» لشرح تعليم الأنوثة، وأختبر الفتيات روحيًا وفى الذكاء. وقالت «الفخرانى»: إن أهم الاختبارات، اختبار الحنية، فالأنوثة ما هى إلا «حنية»، وتعقّل، وبُعد عن العصبية والعند والصوت المرتفع، والأنوثة الحقيقية هى التى تجعل الرجل يعشقها وينظر إلى روحها لا جسدها. أوضحت الفخرانى، أن جلسات الأنوثة تبدأ ب«تغميض العينين» والاسترخاء ومشاهدة فيديوهات تتناول «إتيكيت الأنوثة»، ومحاضرات الأنوثة والجمال تكون مناقشات بينى وبين الحاضرات، وهناك أيضًا جلسات خاصة وهى فى الأغلب تكون للمتزوجات، وتختص بالعلاقات الزوجية ومشاكل النساء مع أزواجهن التى لا يحبب ألا تكون على الملأ، والمرأة التى تتحدث عن علاقة الرجل بالمرأة على الملأ ينطفئ نور وجهها وينتهى حياؤها مع الوقت، وأرفض ما تفعله دكتورة هبة قطب فهى تتحدث بشكل عام وتتيح كلامها لمراهقين أو شباب يستخدمون كلامها بشكل خاطئ، والحديث فى العلاقات الحميمية على الملأ وقاحة وليس علمًا ينتفع به الناس، وحتى حينما أتحدث مع امرأة على انفراد أنتقى الألفاظ التى لا تخدش حياءها، وهذه الجلسة تمنح المرأة المتزوجة الثقة بنفسها وكيفية التعامل مع زوجها فى علاقتها الحميمية معه، وكيفية التعامل مع الزوج فى البيت، وقد انتشرت مقولتى بين النساء «اهمليه باهتمام»، وذلك يكون ردى على سؤال: كيف نظهر أنوثتنا لأزواجنا؟ فيجب على المرأة ألا تندفع أثناء تعاملها مع زوجها أو تظهر له حبها أو غيرتها بشكل مبالغ فيه، وعليها أن تُعطى له قدرًا من الحرية وتظهر له ثقتها فيه وتفعل أفعالاً تبين بها حبها له خلاف الغيرة، ويجب أن تبين له أن لديها شخصية قوية، والأنوثة نابعة من ذات المرأة فلا علاقة لها بالجمال أو الإغراء، فالجمال لا قيمة له دون أخلاق، والأنوثة نابعة أيضًا من ذات المرأة التى تثق بنفسها، والأنوثة جنسية وشخصية.. ومن هذه التفسيرات أرفض عمليات التجميل فزوجى هو الذى اختارنى، والجمال يظهر بالعِشرة والطباع الجميلة، وكثير من الجميلات منبوذات ممن حولهن لسوء سلوكهن، فالرجل الشرقى مهما تعامل مع فتيات وأحبهن وارتبط بهن يفضل أن يتزوج المرأة الخجول المتدينة التى ليس لها تجارب قبله، فهو دائمًا يفرق بين صديقته وبين زوجته، ومن أكبر الطرق التى تقود المرأة للثقة بنفسها هو اختبار الكاميرا الذى أقدمه داخل الكورس، حيث تصور نفسها وتشاهد الصور أو الفيديوهات بمفردها أو مع زوجها، ولدينا ظاهرة سلبية أن أغلب الفتيات بالجامعات ليس لديهن ثقة بأنفسهن، فهناك مثل يقول: «تكلم لكى أراك»، والرجل لا يسعى ليسمع المرأة، بل لينظر إليها، وبالتالى فهو لا يراها أثناء وقوفها أمامه، والسبب فى ذلك فتنة المرأة للرجل، وسلوك المرأة أمام تلك الفتنة من ملبس غير محتشم معتقدة أنها بذلك تظهر أنوثتها، وأثناء حديثى عن مثلث الهمس واللمس والنظرات. مشيرة إلى أنه يوجد بداخل كل فتاة طاقة تسمى طاقة الأنوثة، وهذه الطاقة غير متعلقة بالجمال إطلاقًا، فكم من امرأة جميلة تفتقد الأنوثة، وكم من امرأة متوسطة الجمال تكون مليئة بالأنوثة والرقة، وجمالها ينبع من روحها، الفتاة تظهر أنوثتها بقوة شخصيتها وعدم انجذابها لأحد وغموضها وعدم الاقتراب من الشباب. «الفخرانى» أكدت أن الأنوثة لا ترتبط بسن فمادامت المرأة على قيد الحياة فهى تملك أنوثتها، وسن اليأس هى سن الأنوثة الطاغية والنضج الشديد والعقل الرزين، فهى سن اكتمال المرأة، وبعد سن الأربعين يصعب التغيير فى هيكل الشخص نفسه، والمرأة تحافظ على أنوثتها حينما تصنعها لنفسها وليس لأى شخص آخر، فلو صنعتها لغيرها ستختفى أنوثتها بمجرد اختفاء ذلك الشخص، ومن عيوب المرأة المصرية أنها تحب أمومتها أكثر من أنوثتها ولديها شجن وحزن مبرح ولا تستطيع التعبير عن نفسها ولا أنوثتها.. وأنا أجتهد لإلغاء لقب النكدية الذى ارتبط بالمرأة المصرية، وهذه العيوب نتجت عن التربية الخاطئة التى لا يوجد فى قاموسها سوى العيب والخطأ لكل أفعالها حتى لو مع أسرتها فى البيت، ولا يوجد أحد غريب متواجد معهم يعيبون عليها الرقص واللعب ووضع المكياج وعدم ارتداء ملابس معينة فيجب إعطاؤهم ثقة عالية وحرية فى الأفعال ماداموا يفعلونها بالمكان الخطأ فبذلك سيختفى الكبت من سلوك البنات. وعن مدة جلسة الأنوثة والجمال قالت: إن مدتها ساعة وقد تمتد لثلاث ساعات، وأكثر المشاكل الزوجية تنحصر فى خيانة الزوج، وغالبًا يكون سبب ذلك وجود حاجز فى التعامل بينه وبين زوجته سواء فى المستوى الاجتماعى أو العاطفى أو المادى، وأكثر المترددين على المركز فتيات الجامعة، والاستشارات الزوجية للمتزوجات سواء فى بداية الزواج والتى يكون حلها أسهل أو بعد مرور فترة على الزواج، وأحصل على مقابل للجلسات بالمكتب، المقابل المادى للشخص الواحد ستون جنيهًا ولا يتعدى عدد الحاضرين بالجلسة 15شخصًا، والاستشارات الأسرية تكون مقابل مائة جينه. وأضافت: «من الممكن تقديم الرجل لكورسات أنوثة، لكن ستكون لها آثار سلبية كبيرة على المرأة خاصة المتزوجة لأنها ستتطلب أن يكون زوجها مثل المدرب فى التعامل معها، وهنا تحدث مشاكل، كما أن مجتمعنا الشرقى سيرفض سواء الزوج أو الأب، ولكن أطلب أن يكون هناك رجل يعطى كورسات تعليم الرجولة كيف يكون الرجل شجاعًا ويتحمل المسئولية وكيفية التعامل مع المرأة.