هناك اختلاف كبير بين طبيعة الرجل والمرأة وربما يكون هذا هو السبب الأساسي في المشكلات التي تواجه الأزواج، لأن كل منهما ينظر الي الأمور بمنظوره الخاص، ولكي تتقارب وجهات النظر يجب علي كل طرف أن يفهم طبيعة تفكير الطرف الآخر، بل ويتفهم أن هناك اختلافا لا خلاف وذلك نظرا لاختلاف الطبيعة والتكوين. نجد الرجل عادة ما يفكر بعقله قبل عاطفته ويقوم بالتحليل والاستنتاج فى أى مشكلة تواجهه، وعلى العكس نجد المرأة تتعاطف مع الآخرين من خلال عاطفتها قبل عقلها، ولذلك فمن السهل استعطافها أكثر من الرجل، كما أنه أيضا لا يهتم بالتفاصيل، فنظرته للأمر تكون عامة وشامله، لكن المرأة تهتم بأدق التفاصيل وتحتار كثيرا فى أخذ القرار بسرعة، لكن الرجل غالبا ما يتخذ قراراته بحزم وبدون تردد، كما نجده عادة ما يرغب فى سماع عبارات الإعجاب لما يقوم به من أعمال وما حققه من إنجازات حتى وإن كانت بسيطة، ولكن المرأة فى المقابل تعشق الكلام الحلو والإعجاب دائما بها وبأنوثتها وجمالها، ولأن مشاعرها هى التى تسيطر عليها فهى حساسة جدا تجاه أى انتقاد يوجه إليها على عكس الرجل فروحه رياضية نظرا لتقبله النقد أكثر من المرأة. ويعلق على ذلك د.علاء رجب استشارى الطب النفسى والعلاقات الأسرية ويقول: مما لاشك فيه أن التركيبة النفسية للرجل وللمرأة تختلف اختلافا كبيرا مما يتطلب أن يفهم كل منهما احتياجات الآخر بشكل إيجابي، وذلك من أول يوم فى حياتهما الزوجية، فيحاول كل منهما اختبار احتياجات الآخر وتلبيتها بالشكل الملائم له من جانبه، وأن يراعى نفسية الطرف الآخر، فالرجل والمرأة كائنان مختلفان ويظهر ذلك الاختلاف فى الجانب النفسى وطريقة التعامل والتفكير بل أيضا فى أسلوب الحوار، وهذا ما أشار اليه العلماء أن تركيبة المخ هى التى تجعل لكل من المرأة والرجل طريقته الخاصة فى التفكير ويعود الأمر إلى الاختلافات الجينية التى تعد من الأساسيات التى تحدد الاختلافات بين كل من نفسية المرأة ونفسية الرجل. ولأن طبيعة الرجل عقلانية أكثر من المرأة فهو يهمل جانبا أساسيا جدا للمرأة وهو الجانب الوجدانى وتلبية مشاعرها الرومانسية، ويستخدم لغة تنفيذ الأشياء دون وجود احتواء كامل لها، ويهتم بتلبية بعض الأشياء المادية معتقدا أن هذا هو ما كل ما تحتاجه المرأة فقط، وتلك هى أهم الأخطاء التى يقع فيها الرجل لأن معيار الحب والسعادة الزوجية للمرأة هو الاحتواء وأيضا الاحتياج الدائم للحوار الذى يملأ مشاعرها حبا وسعادة، فهى تبحث عن الاهتمام والاحترام والدعم والمساندة النفسية، وهنا يحدث أول مطب فى الحياة الزوجية وهو أين هى من عالم الرجل، فللأسف عندما تتزوج المرأة يكون الرجل هو عالمها الأول والشاغل الرئيسى فى حياتها، وهنا تظهر المشكلات وتتراكم بفعل الإهمال للمشاعر التى تريد إشباعا من رجل يبحث عن احتياجاته فقط. إذا لابد أن يفهم كل رجل طبيعة المرأة ويحاول أن يكون الشخص المناسب، وأن ينشأ بنك الحب ويضع إيداعات تجعل للحياة الزوجية رصيدا من بنك المشاعر ممكن ان يتم السحب منها فى حالة وجود خلافات زوجية، وعلى المرأة أن تمتلك مقومات للتعامل النفسى مع الرجل، فتفهم طبيعته القائمة على تذكر الصور والأحداث الزوجية بصورة عملية، وأن ترى كل شيء بمنظور عملى يناسب طبيعة الرجل، وأن تصر بشكل رهيب على المتطلبات الأساسية دون ملل أو إحباط و تتحدث معه بلغة متجددة دون استخدام كلمات تدل على أفكار مسبقة سلبية فى مواقف الحياة، ولذا يجب على كل طرف أن يتعلم أن للحياة الزوجية رخصة قيادة يجب قبل إصدار تلك الحياة أن يحاول كل طرف الحديث والحوار مع الطرف الآخر دون خوف أو قلق لأن المرأة تحتاج إلى الحوار الآمن والدفء النفسى الذى يعوض الكثير من المواقف السلبية داخل الحياة الزوجية. وأخيرا: ضعى نقاط الاختلاف بينك وبين الرجل فى ذهنك دوماً أفعال زوجك، حتى تتمكنى من فهم ردود أفعاله، ومنطقه فى التفكير مما يجنبكما العديد من المشكلات.