كثيرون صنعوا تاريخًا كرويًا رائعًا جعلهم خالدى الذكر على ألسنة الجماهير، وحرص هؤلاء النجوم أن تكون نهاياتهم سعيدة. ليس معنى أن يصنع اللاعب تاريخًا وبطولات أن يحتكر لعبة كرة القدم فالجماهير تنسى الأهداف ولا تغفر الفرص الضائعة التى أضاعت بطولات، ولا حتى من أضاعوها. عند كل الجماهير لا نجم يعلو فوق البطولات، أو الأداء، لذلك هناك نجوم ربما عليهم البحث عن مستقبلهم فى الاعتزال خاصة أنهم تجاوزوا الثلاثين عامًا وبدأت الشيخوخة الكروية تظهر عليهم. عماد متعب، حسام غالي، أحمد فتحي، محمود شيكابالا، حسنى عبد ربه، أسماء كبيرة، صنعت بطولات، قدموا الكثير لأنديتهم وللمنتخب على مدار سنوات طويلة مضت، لكن هل سيكون العطاء فى السنوات القادمة على قدر ما قدموه سابقا؟ بعضهم تراجع مستواه بالفعل مؤخرًا وتسبب فى أخطاء كارثية وكلهم أصبح غيابهم عن قائمة المنتخب ملحوظًا. «غالي» أحد أبرز لاعبى الأهلى له مشوار احترافى ناجح فى الملاعب الأوروبية، إلا أنه أصبح دائم افتعال المشاكل مع زملائه بالأهلي، مناداة الجماهير له بالكابيتانو ربما فعلت به ما لا يُحمد. بدايات تراجع غالى ظهرت جليًا فيما لقاء مصر وتونس فى تصفيات كأس العالم تحت قيادة شوقى غريب عندما وقع فى أخطاء كارثية جعلت الكابيتانو نفسه يبكى على نفسه، وبدأ مسلسل طويل من التراجع اللافت للمستوى الفنى جعل الجميع يهاجمونه إلى حد وقوع حادثة اقتحام التدريب لأول مرة فى تاريخه بسبب تراجع مستواه، وبدا التأثر واضحًا من اللاعب تجاه الجماهير بعدما تسبب فى خسارة فريقه الموسم الماضى أمام المصرى البورسعيدى والتى خسرها بنتيجة 2-3 بسبب أخطاء فردية فى بداية المباراة من غالي. تراجع مستوى اللاعب دفع حسام البدرى المدير الفنى للأهلى لعدم الاعتماد عليه بشكل أساسي، هذا بالإضافة إلى المشكلة التى افتعلها مع أسامة نبيه المدرب العام للمنتخب، بالإضافة إلى رفض هيكتور كوبر المدير الفنى لمنتخب مصر جميع الضغوط التى تعرض لها مؤخرا لضمه لقائمة الفراعنة، حيث أكد عدم الحاجة له من الناحية الفنية. «غالي» دخل فى صراعات جماهيرية بسبب تراجع مستواه الفني، حيث قام عدد كبير من جماهير القلعة الحمراء بالاعتداء عليه داخل جدران النادى مطالبين برحيله عن النادى واعتزال الكرة بعدما ورط فريقه فى أكثر من هزيمة خلال الموسم الماضي، وهو ما ترتب عليه صدور قرار بمنع جماهير الأهلى من حضور تدريبات الفريق فيما بعد. وبعيدا عن المستوى الفنى المتراجع لكابتن الأهلى فهناك الكثير من الانتقادات التى وجهت له من قبل زملائه بالفريق بسبب أسلوب التعالى الذى يتعامل به مع الجميع والذى وصل لحد الاشتباك مع بعضهم، ليتحول غالى من كابتن الأهلى الذى دوره حل أزمات اللاعبين إلى مثير للمشاكل مع اللاعبين. عماد متعب أحد أبرز مهاجمى الأهلى وهدافه وصاحب الثلاثية الأفريقية مع منتخب حسن شحاتة، قاد الأهلى للتتويج بالكثير من البطولات المحلية والقارية بأهدافه الحاسمة فى الدقائق الأخيرة منذ تصعيده من صفوف الناشئين، وآخرها بطولة الكونفيدرالية فى الدقيقة 95. افتقد متعب الكثير من مستواه الفنى حتى افتقد موقعه بمنتخب مصر وأيضا ضمن صفوف فريقه الأهلى ليتحول اللاعب فى أفضل أوقاته وحالاته البدنية أسيرا لدكة البدلاء، إن لم يكن خارج 18 المباراة ليكون المهاجم الرابع وربما الخامس فى كثير من الأوقات، وهو ما دفع الكثير من محبى وعشاق عماد متعب مطالبته بالاعتزال واحترام تاريخه الطويل فى عالم الساحرة المستديرة، بعدما خرج اللاعب من حسابات مديره الفنى حسام البدرى الذى طالب أيضا إدارة ناديه بعدم التجديد للاعب لعدم وجود أى استفادة فنية منه. هاتريك اللاعب الذى أحرزه مؤخرًا فى شباك الألومنيوم لم يشفع له وظل المهاجم الرابع فلم يشترك فى مباراة الزمالك وظل أسير الدكة. أحمد فتحى أحد نجوم المنتخب المصرى فى عصره الذهبى الحائز على لقب بطولة الأمم الأفريقية ثلاث دورات متتالية 2006 2008، 2010، هذا فضلا عن سجله المليء بالبطولات المحلية والقارية مع الأهلى منذ انتقاله له من صفوف شيفلد يونايتد الإنجليزى عام 2006. ستكون بالطبع سعيد الحظ لو كنت مديرا فنيا لفريق يملك لاعبا مثل أحمد فتحى «جوكر» الكرة المصرية لما يملكه اللاعب من إمكانيات فنية وبدنية تؤهله للعب فى أكثر من مركز وتنفيذ تعليمات المدير الفني، حيث يجيد فتحى اللعب فى مركز الظهير الأيمن ولاعب الوسط المدافع، بالإضافة إلى مركز المساك التى لعبها فى أكثر من مناسبة لتعويض غياب بعض اللاعبين. ورغم الإمكانيات الفنية للاعب فإن الفترة الأخيرة شهدت تراجعًا كبيرًا فى مستواه الفنى والذى يعود لعامل السن الذى أثر كثيرا عليه مستواه داخل المستطيل الأخضر. بدأ تراجع مستوى فتحى بعد رجوعه من رحلة الاحتراف القصيرة بنادى أم صلال القطرى قبل أن يعود للأهلى مجددا، ليؤدى مستويات غير جيدة فى معظم المباريات خاصة الموسم الماضي، وظهر ذلك فى حملة السخرية التى صاحبت عرضياته التى كانت تنتقل من أقصى الملعب إلى أقصاه بلا وجهة أو خطورة. طالبت بعض جماهير الأهلى اللاعب بالاعتزال مؤخرا بعدما أظهر الناشئ محمد هانى الظهير الأيمن للفريق إمكانيات فنية جيدة أتاحت له الفرصة لحجز مقعد أساسى فى الجبهة اليمنى قبل أن يشغل فتحى مركز لاعب الوسط لحل أزمة الأهلى فى هذا المركز الذى يعانى من عدم وجود بدائل. «شيكابالا» لاعب يملك المهارة إلا أنه نادرًا ما يوظفها لصالح فريقه، لا يختلف اثنان على موهبته، نجح الأباتشى كما تلقبه جماهير الزمالك فى كتابة اسمه ضمن أساطير القلعة البيضاء، رغم عدم حصوله على بطولات توازى موهبته أسوة بلاعبين كثيرين فى تاريخ النادي. شيكابالا قدم أفضل مستوياته الفنية عام 2010 تحت القيادة الفنية لحسام حسن التى وصل خلالها لأن يصبح أفضل لاعب فى مصر قبل أن يدخل اللاعب فى العديد من الأزمات والمشاكل التى بدأت بخروجه عن النص ومهاجمته حسن شحاتة المدير الفنى للزمالك فى موسم 2011 بعدما قام باستبداله فى مباراة المغرب الفاسى فى دور ال 16 لدورى الأبطال الأفريقي، ليخرج اللاعب معارا لصفوف الوصل الإماراتى قبل أن يعود للزمالك ويخرج من خلاله لنادى سبورتنج لشبونة البرتغالي. وتوقع الجميع أن يواصل شيكابالا إبداعاته بأحد أعرق الأندية البرتغالية إلا أنه دخل فى خلاف جديد مع المدير الفنى لفريقه وقتها قرر على إثرها العودة للقاهرة متجاهلا خطابات ناديه بالعودة لتدريبات فريقه ليستمر اللاعب قرابة العام ونصف العام دون تدريبات مكتفيا بمباريات الخماسى التى حرص على أدائها مع أصدقائه المقربين. وقبل بداية الموسم الماضى قرر أحمد حسام ميدو المدير الفنى لفريق الإسماعيلى وقتها إعادة اللاعب للحياة الكروية من جديد مطالبا التعاقد معه ليقدم اللاعب مستوى متوسطًا قبل أن يعيده الزمالك لصفوفه يناير الماضى بناءً على توصية من ميدو نفسه الذى تولى قيادة الزمالك فنيا فيما بعد. شيكابالا رغم أدائه وإجادته فى بعض المباريات الموسم الحالى فإنه واضح جدًا أنه لا يُكمل 90 دقيقة إما أن يتم استبداله أو أن يشارك كبديل. مطالبات عديدة خلال الفترة الأخيرة لجهاز الزمالك بمحاولة إشراك أحمد رفعت ومحمد إبراهيم بدلا من شيكابالا على اعتبار الحفاظ على موهبتهما وكونهما صغيرى السن عن شيكا والمرجح أن تتضاءل فرصة مشاركات شيكابالا بعد عودة محمود عبد المنعم كهربا من الإعارة وشفاء مصطفى فتحى من الإصابة ليكون لدى الزمالك أيمن حفنى وأحمد رفعت ومحمد إبراهيم ومصطفى فتحي، وهنا يكون شيكابالا قاب قوسين أو أدنى من الاعتزال. حسنى عبد ربه قيصر نادى الإسماعيلى وأحد رموز قلعة الدراويش، والحاصل على لقب أفضل لاعب فى أفريقيا عام 2008 بعدما توج المنتخب بلقب أمم أفريقيا فى ذلك العام. وصفته جماهير الدراويش بتوتى مدينة الإسماعيلية انقلب عليه الكثيرون داخل المدينة الساحلية بسبب تراجع مستواه الفنى كثيرا خلال السنوات الماضية بعدما أجرى عمليتين للرباط الصليبى أفقدتاه كثيرا من مستواه الفني. طالبت بعض جماهير الإسماعيلية نجمها بالاعتزال واحترام تاريخه الطويل بعدما أصبح نقطة ضعف كبيرة يستغلها المنافسون، على أن يتولى اللاعب منصبًا قياديًا بالفريق عقب الاعتزال، إلا أنه يظل رافضا لفكرة اعتزاله الكرة طمعا فى مواصلة مشواره داخل المستطيل الأخضر والذى يفقده الكثير من محبيه وعشاقه، ولا يغيب عن أحد مشكلته مع أحمد حسام ميدو وقت توليه الإدارة الفنية للفريق لإصراره على المشاركة، فى النهاية يمكن لأى لاعب أن يفرض نفسه على تشكيل الفريق الذى يلعب له، لكن لا يُمكن أن يفرض نفسه لمجرد أن اسمه مسجل فى سجل البطولات أو لمجرد عشق الجماهير له. البدايات الجميلة يلزمها نهايات سعيدة أيضًا لتظل عالقة فى أذهان الجماهير، فهناك لاعبون لمع نجمهم فى الشباب، لكنهم فى النهاية اختاروا أن يجبروا الجماهير على تجاهلهم، وهناك من فضل الاعتزال فى قمة العطاء ليجبر الجماهير على التعلق به أكثر، بل وصل الأمر إلى حد المطالبة بعدم الاعتزال. الخطيب حينما قرر الاعتزال فاجأ الجماهير وحتى فى مباراة اعتزاله عاتبته الجماهير قائلة: «لا يا بيبو لا، لا مالكش حق» فما كان منه إلا أن بكى وقال: ألف شكر، وبعد 3 سنوات من اعتزاله طُرحت فكرة إعادته للملاعب مرة أخرى ليشارك مع المنتخب فى كأس العالم، لكن الطرح لم يكتمل. اللاعبون بعدما يتجاوزون الثلاثين عامًا بسنوات معدودة يعرفون أن الاعتزال أقرب إليهم من حبل الوريد، هناك من يختار الاعتزال فى قمة العطاء الكروي، ومنهم من ينتظر أن تطلبه منه الجماهير ربما بشكلٍ لا يليق. حازم إمام كان نجمًا وأيقونة الزمالك إلا أن الجماهير لم تغفر له بتاريخه تراجع نتائج الفريق وهتفت «كفاية يا حازم». على الجانب الآخر فى القلعة الحمراء كان الأمر مختلفًا فاختار نجماه تريكة وبركات الاعتزال فى قمة العطاء الكروي، بركات ترك المستطيل الأخضر واقفًا على قدميه وتريكة ختمها ببطولة قارية. متعب، شيكا، عبد ربه، غالي، فتحى أمامهم نموذجان وعليهم الاختيار، مع الوضع فى الاعتبار من هو حازم إمام عند جماهير الزمالك، وكيف كسب تريكة وبركات من الاعتزال وظلا أيقونتين حتى الآن.