على خلاف مسلسل الكارتون بكار ورشيدة والعلاقة الجميلة بين الطفل النوبى ومعزته التى أضفت على المسلسل الكثير من البراءة والرحمة والود ظهر على معزة بنوع آخر من الحب والود بين شاب ومعزته فماذا يحدث حين يحب رجل معزة كما يحب الرجل حبيبته؟! هنا تطرح المفارقة الفنية نفسها على الجمهور، فمجتمعنا الشرقى يرى عندما تتخطى العلاقة بين الحيوان والإنسان حاجز العلاقة الطبيعية العادية بين إنسان وحيوانه الأليف، يبدأ بتوجس بالخيفة والريبة من هذا الرجل ويبدأ الناس بالنظر لهذا الإنسان بشكل من التقزز والسخرية وتبدأ الأسئلة والمغامرة. بالرغم من المنافسة الشديدة فى مهرجان دبى للسينما فى دورته ال13 إلا أنه كان جليا المنافسة الواضحة بين فيلم «مولانا» الذى نال ضجة إعلامية كبيرة بسبب الأحداث السياسية الجارية بمصر وانتشار ظاهرة الدعاة الجدد الآن والترويج الجيد للفيلم المبنى على أحداث رواية الكاتب إبراهيم عيسى ويقوم بدور بطولته الفنان الشهير عمرو سعد على عكس منافسه الذى لم يهتم بالدعاية كثيرا والترويج لنفسه إلا قبل ساعات من العرض العالمى الأول له فى المهرجان، حيث أطلقت شركتا فيلم كلينك وMAD Solutions إعلانين تشويقيين للفيلم على معزة وإبراهيم ويكشف الإعلانان عن ملامح أولية للشخصيتين الرئيسيتين للفيلم بشكل مبهم يجعل المشاهد فى لهفة لأحداثه. لكن بعيدا عن الدعاية والترويج المكلف والمتكلف استطاع الفنان الصاعد على صبحى انتزاع لقب أفضل ممثل عن دوره لشخصية على معزة عن الفيلم الذى نال إعجاب جمهور مهرجان دبى ونال معه الممثل الشاب معه الفوز بجدارة متفوقا على نجوم كبار عدة. وكان فيلم «مولانا» و«على معزة وإبراهيم» الأكثر تنافسية فى المهرجان فكلا الفيلمين مصريان وعلى قدر عال فنياً، الفيلم الأول مولانا تدور أحداثه حول حاتم الشيخ الشاب ويقدم دوره الفنان عمرو سعد وهو شخصية داعية يبرز فى المجتمع بشكل حداثى فيتأثر بالمجتمع ويؤثر على وجهات النظر الأصولية الموجودة به، وينتقل من إمامة صلاة فى مسجد حكومى ليصبح ذا شعبية كبيرة فينتقل للإفتاء التليفزيونى بعد أن كبرت قاعدته الجماهيرية وهو يناقش ظاهرة الحيود عن الخطاب الدينى التقليدي، وحشد الملايين من المشجعين. ويبين الفيلم الصراع على السلطة، فيجد حاتم نفسه متورطا ضمن شبكة معقدة من الصراع فيكشف النقاب عن حياته الشخصية ويحاول البقاء فوق السياسة بعيدًا عن المؤسسات محاولا إيجاد وسيلة لإحداث تأثير فى مناخ من النفاق والخوف. والفيلم الثانى كان «على معزة وإبراهيم» وهو من نوعية أفلام الإثارة والتشويق فهو درامى وثائقى ويدور حول (علي)، شاب فى العشرين من عمره يحب معزة التى أسماها ندى نسبة لحبيبته التى يعتقد أن روحها تجسدت فى هذه المعزة ويواجه انتقادات كثيرة وسخرية لاذعة لمجتمعه بسبب ذلك، فتُرغمه أمه على زيارة أحد المعالجين الروحانيين، حيث يلتقى هناك (إبراهيم) الذى يعمل فى استديو تسجيل ويعانى من اكتئاب حاد ويسمع أصواتًا غامضة لا يستطيع فهمها فتبدأ فى إثارة خوفه، ويفسر الروحانى أنهم ملعونون وليفكوا السحر عليهم رمى ثلاث أحجار سحرية فى ثلاث مياه مختلفة حول مصر، فينطلق على برفقة إبراهيم ومعزته فى رحلة عبر (مصر) لمساعدة بعضهم فى التغلب على محنتهم وإيجاد أمل يدفعهما للتمسك بالحياة مرة أخرى وبعد جولتهم تتضح الصورة والسبب وراء ما يعيشون فيه. لكن فى رحلتهم يعيشون مغامرات وتجارب جديدة مؤثرة حول الصداقة والمصالحة واكتشاف الذات وقبول الذات. وعلى عكس ما توقع النقاد بأن الفنان عمرو سعد وتألقه فى دور الشيخ حاتم سيجعله يحصل على جائزة أحسن ممثل إلا أن لجنة التحكيم كان لها رأى آخر فالممثل الشاب على صحبى استطاع أن يطرح نفسه بدوره ويحصل على جائزة أفضل ممثل بالمهرجان، على صبحى هو ممثل مصرى شاب وعضو مؤسس لمجموعة «حالة» لمسرح الشارع (2001- 2010) وفى 2011 أسس فريق (قوطه حمرا) لفنون المهرج والسيرك الحديث. ويصنف ضمن مشروعات مسرح الشارع فى طليعة اهتماماته وقد تدرب على مهارات وفنون مسرح الشارع عبر الكثير من ورش العمل. كما تدرب على مذاهب مختلفة فى فن المسرح، حيث بدأ بالتمثيل الكلاسيكى وحاز على جوائز أولى على مستوى الجمهورية، ثم تدرب على فن المايم والرقص المعاصر والمهرج. تدريباته على مسرح الشارع ساعدته فى تأديته لدور البطولة فى الفيلم. بدأ على التمثيل فى مرحلة الثانوية العامة وشارك فى العديد من الأفلام القصيرة كما شارك فى صناعة فيلم «عين شمس» وأهل كايرو وفؤش الجيل وآخر أيام الصيف. وفى حوار روزاليوسف مع على: صرح بعض زملائك بأنك بدأت التمثيل منذ مرحلة الثانوية العامة هل هذا صحيح؟ - اتجهت للتمثل فى سن أصغر من ذلك أعتقد منذ ال 14 من عمرى وشاركت فى عدة مسرحيات وأفلام قصيرة وشاركت فى أفلام عدة من بينها عين شمس وأهل كايرو، بجانب مشروع قوطة حمرا سيرك الشارع المعاصر ومشروع حالة لمسرح الشارع. هل كنت تتوقع الفوز؟ - جميعنا لا نتوقع ذلك فى البداية نحن نجتهد وندرس ونشارك فى ورش من أجل التمثيل أما الفوز فهو شرف لى بعد تقييم لجنة التحكيم. هل تنوى ترك مشروع قوطة حمرا لمسرح الشارع؟ - أنا واحد من المؤسسين وسواء بى أو بدونى سيكتمل المشروع وسيستمر المشروع دائماً، فهو ليس مشروعى أنا فقط فجزء كبير من المشروع هو عمل جماعي. هل ترى أن مواقفك السياسة كمعارض ستؤثر على مسيرتك الفنية؟ - أنا لست معارضًا أنا مناصر للحق، ولا أعتقد أنها ستؤثر على بأى حال من الأحوال، بالعكس أضافت لى ولشخصى الكثير. هل هناك أعمال جديدة؟ - هناك عدة سيناريوهات مطروحة الآن، وعمل أقوم عليه من نوعية الديكو دراما وهو إنتاج أمريكى وبدأنا العمل منذ ثلاثة شهور والآن هو فى مرحلة البوست برودكشن. فى النهاية ماذا تقول لكل ممثل شاب وطموح؟ - أرفض الإجابة على مثل هذا النوع من الأسئلة أنا أرى أن كل واحد يفعل ما يريد فى إطار ما يراه جيدًا لنفسه ومن حوله ولمستقبله، فكل شخص لديه القدرة على إدارة حياته الفنية والخاصة بحرية.