أعطى الفوز الساحق لمرشح الحزب الجمهورى الملياردير الشهير دونالد ترامب، بولاية نيويورك محل ميلاده بنسبة 60.5 % وعدة ولايات أخرى مقابل منافسيه جون كاسيك وتيد كروز، دفعةً كبيرة له بعد هزيمته سابقاً فى ويسكنسون، وصعب فرص الحزب من استبعاده من قائمة المرشحين بمؤتمر الحزب الجمهورى فى حال عدم حصوله على العدد المطلوب لمندوبيها فى كل الولايات للاستحقاق الانتخابى، وهو 1237، وربما يكون ذلك مبررًا كافيًا لاختيار الحزب لمرشح آخر يتم التوافق عليه من قبل القيادات الرئيسية بمؤتمر الحزب الجمهورى لكن نظرا للفوز الساحق لدونالد ترامب بملايين الأصوات الإضافية للجمهوريين وجذب بعض أصوات ملايين الديمقراطيين «غير الراغبين فى التصويت لهيلارى كلينتون» فى جميع الولايات، كل ذلك جعل احتمالات استبعاد الحزب لدونالد ترامب ضئيلة للغاية، وتسعى الآن معظم قيادات الحزب الجمهورى من خلال اجتماعاتها المتواصلة واتصالاتها بدونالد ترامب الدعوة إلى التلاحم والإجماع عليه كمرشح وحيد للحزب، ومحاولة إقناعه بالبعد عن الانتقادات الشرسة لفساد قيادات الحزب الجمهورى، وعدم تكرار آرائه وتعليقاته المتطرفة اللاذعة والمثيرة للانقسام ببناء سور لحجب هجرة المكسيكيين غير الشرعية إلى الولاياتالمتحدة وبدعوته إلى منع المسلمين مؤقتا من دخول الولاياتالمتحدة. وقد أصر ترامب فى تصريحاته الأخيرة على عدم صحة تلك الأتهامات، وأصر على أنه «ليس غبيا، بل بالعكس»، نافيا أن يكون مثيرا للانقسام. ووصف نفسه بأنه «موحد». ولكن المساعى لتوحيد الحزب الجمهورى وتشكيل جبهة موحدة ضد الديمقراطيين دفعت إلى محاولات للتقارب بين المرشح الجمهورى المحتمل دونالد ترامب وقادة الحزب، حيث التقى ترامب منذ بضعة أيام مع مسئولين من الحزب من بينهم رئيس الغالبية الجمهورية فى مجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب بول راين، وقال بول راين فى مؤتمر صحفى عقده بعد لقاء دونالد ترامب: «أعتقد اننا عقدنا اجتماعا مشجعا. لا يخفى على أحد بوجود خلافات بينى وبين ترامب. لقد تحدثنا اليوم بشأن خلافتنا وهو أمر معروف ويبقى السؤال: ما الذى يجب القيام به من أجل توحيد الحزب الجمهورى»؟ ترامب الذى أثارت تصريحاته السابقة بشأن قضايا متعددة انتقادات من جانب الديمقراطيين وعدد من قادة الحزب الجمهورى، قال: «إنه اتفق إلى حد كبير مع بول ريان بشأن قضايا أمن الحدود والتجارة وتعزيز القوات المسلحة الأمريكية». ولعل تصريحات دونالد ترامب الأخيرة إلى وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية خير دليل على ذلك بنفيه القاطع أنه معادٍ للإسلام، عندما قال: «كلا بالتأكيد، ولكنى معادٍ للإرهاب». وأضاف: «لديّ العديد من الأصدقاء المسلمين، وإن أحدهم قال له: «يا دونالد لقد أديت لنا فضلا عظيما، فقد طرحت مشكلة لم يرغب أحد فى مناقشتها». وقال ترامب لشبكة تليفزيون سى بى إس الأمريكية: «إن للعالم مشكلة كبيرة جدا فيما يتعلق بالإرهاب الإسلامى المتطرف، وأضاف: «إذا نظرت إلى الموضوع على نطاق العالم، ترى أن العالم ينفجر، والمسئولون عن كل هذا الضرر غير مبالين». ودعا ترامب المسلمين فى العالم إلى مواجهة المشكلة قائلا: «إن على المسلمين التعاون مع الشرطة. المسلمون اليوم لا يسلمون المشتبه بهم. إذا لم يتعاونوا لن تحل المشكلة». كما قال ترامب إنه لن ينسى الملاحظات التى أدلى بها رئيس بلدية لندن الجديد صادق خان، التى وصفها بالبغيضة جدا. وكان رئيس بلدية لندن الجديد صادق خان حذر من أن آراء ترامب «الجاهلة» عن الإسلام «من شأنها جعل الولاياتالمتحدة وبريطانيا أقل أمنا». الملياردير الشهير دونالد ترامب تولى إدارة شركة العائلة فى العام 1971 ، جنى ثروته من بناء إمبراطورية عقارية: من فنادق، وأبراج، وكازينوهات فى الولاياتالمتحدة وخارجها. كان ترامب شريكاً فى ملكية مسابقة ملكة جمال الكون وملكة جمال أمريكا، حتى العام 2015 ، ثروته الهائلة، تبلغ 10 مليارات دولار، لديه 5 أطفال، من زيجات ثلاث: عارضتا أزياء وممثلة. متزوج الآن من ميلانيا ترامب (45 عاما) السلوفينية الأصل وعارضة أزياء سابقة. أما المنافسة بين المرشحين الديمقراطيين بيرنى ساندرز (74 عاما) وهيلارى كلينتون تشير النتائج إلى أنها على مقربة من حصول هيلارى كلينتون على تذكرة تمثيل الحزب الديمقراطى فى انتخابات نوفمبر القادم، وإن كانت وسائل الإعلام تتحدث عن منافسة محتدمة فى مؤتمر الحزب الديمقراطى لحصول بيرنى ساندرز على تمثيل الحزب بعدد ملايين الأصوات التى حصل عليها فى معظم الولايات من الشباب والمحايدين، واتهاماته اللاذعة لقيادات الحزب بالانحياز وتفضيل اختيار عليه، فهزيمة ساندرز فى انتخابات نيويورك ُبعدته بمسافة طويلة عن آماله فى الفوز على منافسته التى أصبحت على مقربة من الحصول على تذكرة تمثيل الحزب الديمقراطى فى انتخابات نوفمبر القادم، بعد حصولها على 2240 من العدد المطلوب لمندوبيها فى كل الولايات للاستحقاق الانتخابى وهو: 2472 بينما بيرنى ساندرز حصل على 1472 من العدد المطلوب حتى الآن. وقالت هيلارى كلينتون السيدة الأولى، وعضوةٍ مجلس الشيوخ ووزيرة الخارجية السابقة، أمام أنصارها فى أعقاب أعلان نتيجة التصويت: «دونالد ترامب يُقسِّم الناس، ولكن نحن لدينا تصوُّر مختلف جدا. نحن نريد أن نتعاون من أجل الصعود وليس من أجل تمزيق كل واحد وتركه فى الأسفل». ويتوقع الجميع فى الولاياتالمتحدة حربا إعلامية شرسة ومدمرة للسمعة بين المرشح الجمهورى دونالد ترامب، ومرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون، ربما تصل تكلفتها إلى بليونى دولار من الطرفين، وسيكون بالقطع طرفا رئيسيا فيها الانتهاكات الجنسية للرئيس الأسبق بيل كلينتون، وتكتم هيلارى على فضائحه بالبيت الأبيض، وقبل وصوله للبيت الأبيض، وستكشف تلك الحرب طبقا لتصريحات المقربين من دونالد ترامب النقاب عن انتقامات هيلارى من تلك النساء ومنهن بالطبع «مونيكا لوينسكى» (42 عاما) الممنوعة بأوامر من بيل وهيلارى كلينتون حتى الآن من الحصول على أى وظيفة بالشركات الكبرى بالولاياتالمتحدة التى تحرص على علاقاتها بالمسئولين بالبيت الأبيض والكونجرس ومجلس النواب، والمحافظة على شعور الرئيس الأسبق بيل كلينتون وزوجته السيدة الأولى ووزيرة الخارجية والسيناتور السابقة عن ولاية نيويورك هيلارى كلينتون. ويقول بيرنى ساندرز، السيناتور الديمقراطى المنافس لهيلارى كلينتون: «أنا قلق حقاً على مجريات العملية الانتخابية فى ولاية نيويورك، والولايات الأخرى وآمل أن تتغير الطريقة فى المستقبل. لست الوحيد القلق، فمراقب مدينة نيويورك والمدن الأخرى يتحدثون اليوم عن إشكاليات الناخبين». كما أن هيلارى تعرضت أثناء ولايتها كوزيرة للخارجية لاتهامات أخرى، منها احتمال أنها انتهكت القواعد الاتحادية، وذلك باستخدام حساب بريد إلكترونى خاص لشئونٍ رسمية. وتخضع الآن لتحقيقات من قبل المباحث الفيدرالية الأمريكية، التى ربما تعلن أنها انتهكت القواعد، وتكلفها هذه الاتهامات خسارة الانتخابات الأمريكية، أو إجبار الحزب لها على عدم الترشح للرئاسة وترك الساحة للسيناتور الديمقراطى المنافس بيرنى ساندرز.