نشرت ابنة سيد مكاوى على حسابها الشخصى على موقع Sound Cloud تسجيلاً صوتياً لوالدها وهو يغنى قصيدة «تركى بَجَم» التى كتبها صلاح جاهين 1961 ضمن ديوانه «عن القمر والطين»، ومعنى «بَجَم» السكوت بسبب الخوف، يقول المقطع الأول منها: تركى بجم.. سكر انسجم.. لاظ شقلباظ .. اتغاظ هجم.. آمان آمان .. تركى بجم..والقصيدة تسخر من السياسيين الأتراك لانضمامهم لحلف الأطلنطى وتهديدهم لسوريا وقتها، وتعبر عن التوتر فى العلاقات «المصرية - التركية»، والذى يعود لأيام الإمبراطورية العثمانية، حيث كان العثمانيون يواجهون صعوبة فى السيطرة على مصر التى كانت تتمتع بحكم شبه ذاتى رغم أن والى مصر كان يتم تعيينه من تركيا، وكانت الضرائب تؤدى للسلطان العثمانى. وظلت مصر تتمتع بقوة كبيرة حتى إن الجيش المصرى فى عهد محمد على استطاع بقيادة ابنه إبراهيم باشا الانتصار على العثمانيين فى معركة قونية 1832، ولم ينقذ السلطان العثمانى إلا تدخل بريطانيا وفرنسا..وعندما أنهى أتاتورك الخلافة العثمانية 1924 توجهت تركيا نحو أوروبا مما باعد بينها وبين مصر، وتوترت العلاقات «التركية - المصرية» بعد ثورة 1952 خصوصا أن عبدالناصر اتجه نحو روسيا وانضمت تركيا لحلف الناتو، وحتى بعد تحول مصر نحو أمريكا ظلت العلاقات فاترة فى عهد السادات ومبارك. وجاء أردوغان الذى بدأ حياته السياسية باستغلال الدين فى الدعاية الانتخابية عند تأسيس حزب العدالة والتنمية 2001 وعمل على إعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية، فتدخل فى الصراع «الإسرائيلى - الفلسطيني»، وأقام علاقات مع حماس وجماعة الإخوان المسلمين فى مصر وليبيا. وفى الوقت نفسه تعاون أردوغان عسكرياً واقتصادياً مع إسرائيل، وأصبح داعماً للمشروع الغربى فى تقسيم الدول العربية والقضاء على جيوشها. وتوترت العلاقات «المصرية - التركية» فى 2013 بعد عزل مرسى، وتأييد أردوغان للإخوان المسلمين، والسماح للفضائيات المؤيدة للإخوان بالبث من تركيا. .أردوغان لم يقرأ التاريخ ولم يتعلم من تاريخ بلاده، خصوصاً حرب القرم 1853 التى قامت بها الإمبراطورية الروسية للقضاء على الدولة العثمانية، وبعد احتلال الروس لشبه جزيرة القرم استنجد السلطان العثمانى بمصر، التى أرسلت جيشاً انتصر على الجيش الروسى، وأشاد القادة العسكريون الأوروبيون بقوة الجيش المصرى، الذى لايزال حتى الآن متفوقاً على الجيش التركى، هذا ما يجهله أردوغان عن مصر وهو المريض بوهم إحياء الخلافة العثمانية، وهذا ما تعبر عنه القصيدة.