الفائدة الوحيدة لبهلول استامبول رجب طيب أردوغان أنه ذكرني بقصيدة جميلة للأستاذ صلاح جاهين والتي حين طالعت سطورها وأبياتها منذ أسابيع شعرت وكأنه نظمها اليوم, أو كأنه استلهمها من خصال ذلك الرجل الكريه المريض بوهم إحياء العثمانية والهيمنة علي مصر بالذات. (تركي بجم.. سكر انسجم.. لاظ شقلباظ.. اتغاظ هجم.. أمان أمان تركي بجم) كانت الصورة النمطية للأتراك في الذهن الجماعي المصري دائما مسخرة عظمي, وبالذات بعدما أخني الدهر علي الامبراطورية العثمانية, وحاصر إبراهيم باشا قائد الجيوش المصرية عاصمة الترك, فأسرع السلطان عبدالمجيد بتهريب زوجاته وحريمه وأغواته وابنائه إلي أوروبا, واستقدم حرسا ودركية من الروس لحمايته, ودرء غائلة جند المحروسة الذين دقوا إبواب عاصمته في عنف مزلزل رهيب. عند ذلك المشهد لم يجد المصريون مبررا يقنعهم بالعجرفة والغطرسة والزرزرة التركية, فجعلوا من الأتراك مسخة, وأوسعوهم سخرية وبهدلة في الأفلام والمسرحيات والنكات الشفاهية, ثم في مرحلة الاستقلال الوطني التي قادها الزعيم جمال عبدالناصر قام المصريون باستهداف الأتراك كونهم رمزا لأحقر أنواع الاستعمار الذي جاء بلدنا ليسرق الصناع والحرفيين والموهوبين والفنانين ويرحلهم إلي الاستانة ويترك القاهرة جدباء بورا تعاني التخلف والفقر الإبداعي, ثم كان الأتراك جزءا من مؤامرتي( حلف بغداد) و(الحلف الإسلامي) لحصار مشروع ناصر للتحرر الوطني, فازداد المصريون سخرية منهم واستهزاء بهم.. وفي ذلك السياق فيما أتصور جاءت قصيدة صلاح جاهين الجميلة التي ذكرتني بها سماجة وحماقة وقلة أدب رجب أردوغان:( سيكتير زمان.. سيكتير كمان.. ادخل ح نضرب في الملان.. خليك تقول أنا جلفدان.. ولا ينفعوك الأمريكان.. أمان أمان.. تركي بجم). لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع