الذين يطعنون فى مصداقية وشرف ثورة يناير هم أنفسهم الذين تمثل ثورة يناير صلب وعماد شرعيتهم وشرعية وجودهم على الساحة الآن. ثورة يناير حدث فريد صنعه الشعب المصرى بدافع حقيقى ومسعى حقيقى نحو الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية لم يكن مستدرجا إليه ولا مأجورا إلى طريقه. ولا يصح أن توزن هذه الثورة الشعبية العظيمة بخطايا بعض أبنائها من المغفلين أو المأجورين، ولا أن تؤخذ بسذاجة ومراهقة بعض المنتسبين إليها، فقد كانت ثورة شريفة عاقلة ملهمة وتستحق الاحترام كعلامة فارقة فى تاريخ هذا البلد وهذا الشعب. وبينما يقف ثوار الخامس والعشرين من يناير على حافة التاريخ، ليقول كل منهم إنه شارك فى الثورة التى كانت الأعظم والأشرف والأطهر بين جميع الثورات، وليقول إن ثمانية عشر يوما وقفها مع رفاقه فى الميدان كانت الأعظم بين كل الأيام، وليقول إن مصر لم تعرف قبل هذه الثورة حياة، وإنها لن تعود مصر التى نرجوها ما لم تعد روح الميدان إلى قلب كل مصرى كما كانت فى أيام الثورة الأولى، عليه أن يذكر نفسه ببضع أسئلة فات الكثيرون إجابتها فى حينها. وتدور الأسئلة والإجابات فى جدل لا ينقطع حول الثورة بين أبنائها وخصومها، خاصة أن كثيرين اليوم اعتمدوا نظرية المؤامرة الكونية فى تفسير أحداثها، لكن الجدل الذى أقصده لا يتعلق بهذه الزاوية الخائبة التى ما جاءت إلا لتضرب فى أساس ما يمكن أن يأتى به الشعب المصرى إذا ما اتفقت كلمته ولو لدقائق. ما أقصدها هى الأسئلة التى ربما لو أجيبت لما كان حال الثوار كما كان، ولما انتهت تلك الحركة الشعبية النادرة بعدد كبير من أبنائها تحت خطوط اليأس والإحباط والكراهية والعدوانية. التفاصيل في النسخة الورقية