لا داعٍ لتحريك الجيوش وحاملات الطائرات والمغامرات العسكرية التى قد تكبد خسائر بشرية وتؤدى إلى ضغوط الرأى العام. ولم يعد ممكنًا بعد هيروشيما ونجازاكى استخدام السلاح النووى لاعتبارات أخلاقية.. فالحروب الجديدة هى بالتلاعب فى المناخ، بحيث ينفجر إعصار هنا، وسيول هناك، وتعصف ريح «صرصر» ببلد ما، فتجعلها كالعهن المنفوش، الأمر الذى يجعل الأمر كجرائم الحرب بطريقة ما. تغير المناخ وتقنيات التغيير البيئى وإدارة الإشعاع الشمسي، وتعديل الطقس، والحرب الجوية، كأسلحة دمار شامل.. يبدو الأمر تخيليًا أو فيه مبالغة، لكن الواقع يؤكد أن ما كان خرافيًا أصبح ممكنًا أو شبه ممكن. فمع التغيرات المناخية التى يشهدها العالم، رأت دراسات علمية أن الأمر لا يمكن تفسيره فى ضوء ظاهرة الاحتباس الحراري، والتلوث، وما إلى ذلك من ظواهر، الأمر الذى حدا بمركز «جلوبال ريسرش» الكندى إلى إطلاق السؤال: من يسيطر على الطقس والمناخ؟ ووجه المركز البحثى المرموق أصابع الاتهام على الفور إلى وكالات المخابرات الأمريكية وعلى رأسها «CIA» والتى تدعى من جانبها أنها لا تعرف شيئًا عما يحدث فى العالم، من تزايد درجات الحرارة لأقصى معدلاتها تارة، وانخفاضها للحد الأدنى تارة أخري، أو حتى عن سقوط الأمطار بتلك الغزارة وتسببها فى كوارث فى أكثر من دولة. ورأى المركز الكندى أن التلاعب بالطقس سيمثل كارثة قد تعصف بالحياة على كوكب الأرض. البروفيسور آلان روبوك أستاذ قسم العلوم البيئية فى جامعة روتجرز بولاية نيوجيرسى كشف عن أنه قبل ثلاث سنوات تلقى مكالمة هاتفية من مستشارين لوكالة المخابرات المركزية استفسرا منه عن إمكانية التلاعب بالمناخ، وكتب تقريرا عن التمويل المشترك بين ال«سى أى إيه» وعلماء للهندسة الجيولوجية، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة لديها تاريخ طويل من استخدام الطقس بطريقة عدائية، وخاصة فى كوبا بحيث تزداد الأمطار غزارة بما يحدث الكثير من الخراب. وقال روبوك إنه تم وضع قوانين لحظر تعديلات معادية للبيئة فى عام 1978ومع ذلك هناك عمليات خطيرة تقوم بها كل من الولاياتالمتحدة والصين وروسيا لا يمكن الكشف عنها، للتحكم بالطقس وتغييره لأغراض مدنية وعسكرية. وتومئ وثائق إلى تورط وكالة المخابرات المركزية فى هذا النوع من الأبحاث، خاصة بعدما افتتحت مركزًا بحثيًا بشأن تغير المناخ فى 25 سبتمبر 2009 وأغلقته في20 نوفمبر 2012 للتمويه.. وفى العام التالى يوم 17 يوليو 2013، تم الكشف عن وثائق جديدة تؤكد أن ال«سى أى إيه» تمول الأبحاث وصرفت 630 ألف دولار فى دراسة علمية واحدة عن التحكم فى المناخ العالمي. ورفض إدوارد بريسز، المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية، تأكيد دور الوكالة فى الدراسة، وكان من أشد المعارضين لتلاعب أجهزة المخابرات الأمريكية فى المناخ أعضاء الحزب الجمهورى والذين قالوا فى بيان بالكونجرس إنه لا ينبغى أن تبحث أى مؤسسة أمريكية فى تغير المناخ. وفضح قرار وكالة الاستخبارات المركزية لتمويل العمل العلمى فى الهندسة الجيولوجية وبرنامجها الجديد(HAARP) ، فضلا عن أن هناك تقريراً فضح تمويل ال«سى أى إيه» للأكاديمية الوطنية للعلوم. وقبل أيام تسرب تقرير بحثى مدعوم من وكالة المخابرات المركزية يؤكد استخدام التدخل فى المناخ كسلاح بشكل فعال، وبحسب تقرير المركز الكندى فإن السلوك الإجرامى من الوكالات الحكومية السرية لدى الولاياتالمتحدة معروف ويكشف عنه الستار يوما بعد يوم. وتحت عنوان «الطقس.. حرب» قال موقعClimate Review إن الجيش الأمريكى يسيطر على المناخ، وكشفت وثائق تعود لعام 1994 اشتراك كل من القوات الجوية الأمريكية والبحرية الأمريكية فى تقنيات تعديل الطقس. وتكشف الوثائق عن اقتراح سلاح الجو الأمريكى لتطوير نظام تعديل الطقس المسرح النطاق باستخدام black.Phillips الكربون والمختبرات(AFMC) والجيوفيزياء DirectorateReleased ، وهناك اقتراح البحرية الأمريكية لتطوير تعديل الطقس الجديد weapons.Code C2741 فرع التنمية الحربية، فضلا عن ورقة بحثية تؤكد انتهاء الولاياتالمتحدة من عمليات امتلاك الطقس والسيطرة عليه بحلول 2025 وقدمت فى مؤتمر القوات الجوية الأمريكية والجيش الأمريكى المشترك بعنوان «ندوة تكنولوجيا اختبار تعديل الطقس» وكان مقدم العرض الدكتور أرنولد بارنز من مختبر فيليبس فى هانسكوم قاعدة للقوات الجوية، وكرر فيها استخدام الكربون الأسود لتعديل الطقس. وكشف الموقع عن قدر كبير من القدرات الحالية للولايات المتحدة للتلاعب فى الطقس والمناخ، ومنها استمطار السحب وإنشاء العواصف والرياح العاتية والتى تستخدمها كأسلحة وغيرها من النظم أصبحت أكثر تعقيدا، حيث إن بيئة الغلاف الجوى ستظل عاملا رئيسيا فى فعالية هذه الأنظمة. وفى تقرير لموقع روسيا اليوم اتهمت الحكومة الروسية الولاياتالمتحدة بما يسمى بإرهاب المناخ، وخاصة بسبب برنامج HAARP ، والتى لا يحكمها المجتمع العالمي، وخلق الأسلحة القادرة على تغيير المناخ مما يؤدى إلى كسر خطوط الاتصالات اللاسلكية والمعدات التى يتم تركيبها على سفن الفضاء والصواريخ، وإثارة حوادث خطيرة فى شبكات الكهرباء ولها تأثير سلبى على الصحة العقلية للأشخاص ملء مناطق بأكملها، وقد أعرب الجيش الأمريكى عن نواياه مسبقا لاستخدام المناخ لصالحه ليس فقط على أرض المعركة، ولكن فى جميع الأوقات. ويعد استمطار السحب طريقة مثيرة للجدل لتعديل المناخ باستخدام «يوديد الفضة» والثلج الجاف والأملاح المختلفة والجزيئات الاصطناعية ويمكن بهذه الجزيئات التسبب فى هطول الأمطار، وتغيير المناخ بشكل لا يمكن التنبؤ به ويؤدى فى بعض الحالات إلى كوارث خطيرة. وتعد دراسات المناخ ودراسات الهندسة الجيولوجية SRM ومشروع مانهاتن الجديد، من أبرز المخططات التى تهدف إلى السيطرة على الطقس والمناخ فى كثير من الأحيان وتؤدى الى مشاكل خطيرة مثل نقص المياه. وتمول المخابرات الأمريكية العديد من الأنشطة العلمية للتلاعب بالمناخ، بدءًا من عام 2008 على التحديد، وفى العام ذاته ناقشت وزارة الأمن الداخلى مشروعًا بعنوان «إعصار»، كما أشرفت على مؤتمر بعنوان «مفاهيم غير تقليدية لتسخين الغلاف الجوي» وناقش الأعاصير المهندسة وخفض كثافة الإعصار.. بعدئذ بعام وافق مجلس الشيوخ على المشروع «إعصار». وفى 15 أغسطس 2010، كثفت وكالة ناسا محاولاتها لتنفيذ عمليات السيطرة، فى حين يضغط مسئولون بالمخابرات الأمريكية على علماء شركات مثل «كين كالديرا» للطاقة الشمسية والهندسة الجيولوجية، لتقديم الاختراعات فى تعديل الأعاصير. ومن ضمن العلماء المشتركين فى إجراء تلك المشروعات والعمليات لتغيير المناخ مع مسئولى وكالات المخابرات «وليام لاسكا» من وزارة الأمن الداخلي، والدكتور «إدوارد هيوم» من جامعة جونز هوبكنز مختبر الفيزياء التطبيقية، والدكتور «جو جولد» من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، والدكتور «ويليام كوتون» من جامعة ولاية كولورادو. وتبقى الحقيقة غير واضحة، لكن شيئًا ليس مستبعدًا، فهل حقًا الولاياتالمتحدة بصدد السيطرة على المناخ بحيث تصنع تسونامى مثلا فيمحو بلدًا من على الخريطة؟