تعتنق «قوى الشر» فى العالم سياسة مرعبة تقول: «ليس المهم أن تكون القطة بيضاء أو سوداء.. المهم أن تأكل الفأر»!! المثير للحزن والشفقة والسخرية فى نفس الوقت أننا نحن «الفأر»!! فنحن الدول النامية، الضعيفة، الغلبانة، مكسورة الجناح، والتى لا تؤمن بالعلم، وتعبد «الجهل» إلها لها!! ولذلك نستحق أن نظل الفريسة والضحية والفأر!! وعليه العوض!! للأسف الحقيقة المؤكدة والمؤلمة فى هذا العالم هى أن «حروب المناخ» واقع مرعب ومخيف!! وأن البشرية مقبلة على مرحلة جديدة تصبح فيها «الهندسة المناخية» هى السبيل الأقوى للسيطرة والهيمنة على العالم!! وأن عبث العلماء فى مكونات المناخ وتغييره بأيدى الإنسان ينذر بكارثة إنسانية عالمية مروعة!! وأن التحكم فى المناخ سيظل هو السلاح المدمر فى حروب المستقبل!! والأكثر رعبا من ذلك أن الأبحاث والتجارب فى مجال تطوير «أسلحة تغيير المناخ» ليست قاصرة على أمريكا وروسيا فقط، بل تتنافس معهما فى هذا النشاط التدميرى دول أخرى كثيرة لا تعترف أى منها بحيازة وامتلاك أسلحة هندسة المناخ!! نحن يا سادة نعيش واقعًا عالميًا مخيفًا.. ولكننا نائمون!! لذلك تعتبر بعض القوى العالمية كالولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا أن أبحاث «هندسة المناخ» التى تتكلف مليارات الدولارات هى من الأسرار العسكرية شديدة السرية، كما أنها الطريقة الوحيدة السحرية والمضمونة للسيطرة والهيمنة على العالم بثرواته وخيراته، وذلك ببناء ترسانات ليس لها مثيل وغير مسبوقة من «أسلحة المناخ» اعتمادا على قدرة العلماء على التحكم فى تغيير المناخ، وهو ما أعلنته مؤخرا وزارة الدفاع الأمريكية من أن الجيش الأمريكى لن يخوض حربا تقليدية فى المستقبل، وذلك تخلصا من التكاليف الباهظة للجنود والدبابات والذخائر وحاملات الطائرات وغير ذلك، اعتمادا على «أسلحة تغيير المناخ» وهى تقنيات عسكرية شديدة التدمير بل وتتفوق كثيرا على «ترسانات الأسلحة النووية»! من يملك «أسرار» المناخ.. يملك العالم! يعتمد الانتصار فى الحروب على معرفة معلومات وأسرار الدول المعادية، والحكمة العسكرية تؤكد أن «من يملك المعلومات والأسرار يملك العدو»، لذلك لا تعلن الدول الكبرى عن أبحاثها وتجاربها التى تجريها عن أسلحة تغيير المناخ، ولا عن التكنولوجيا الحديثة التى تمتلكها للتلاعب فى هندسة المناخ، ولا شك أن غموض وعدم معرفة «هوية» هذه الدول يمنع السخط العالمى عليها بسبب الهلاك والدمار الذى تحدثه أسلحة المناخ ويظل الفاعل مجهولاً!! فالولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا تحتفظان بالمعلومات والأسرار العسكرية والاستراتيجية لنفسيهما، مع تجريم إفشاء المعلومات والأسرار حول المناخ لتظل لهما القدرة على السيطرة والهيمنة على دول العالم. مأساة هذا العالم «عدم الشفافية» فى العلاقات بين الدول، والمهم هو مصلحتى أنا أولا وليذهب الجميع إلى الجحيم!! ويكفى هذه الحقيقة المؤسفة التى بدأت رائحتها تفوح وتظهر على السطح وهى «تشكيك» الكثير من دول العالم فى «حمى» الترويج والتخويف من الاحتباس الحرارى، والزعم بأن ارتفاع درجة حرارة الأرض هو المسئول عن التغيرات المناخية الكارثية، والحقيقة هى أنها «غطاء» وخدعة للعبث والتلاعب بالمناخ لأغراض عسكرية وحربية، فكثرة الحديث عن التغيرات المناخية ما هو إلا نوع من الخداع الاستراتيجى الذى تمارسه الولاياتالمتحدةالأمريكية للتغطية على ما تقوم به من تجارب للتقنيات العسكرية التى تحاكى الظواهر المناخية. والدليل على ذلك ما قامت به أمريكا منذ سنوات طويلة مضت من أبحاث لتطوير «أسلحة المناخ»، منها البرنامج البحثى «HAARP» أى «برنامج البحث الشفقى فى مجال التردد العالى» فى عام 1990 الذى اشترك فى تمويله سلاح الجو الأمريكى، البحرية الأمريكية، جامعة ألاسكا، ووكالة البرامج البحثية للدفاع، وكان الغرض المعلن لهذا البحث هو دراسة منطقة «الأيونوسفير» فى الغلاف الجوى للأرض لتطوير تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية والترصد والمراقبة، ولكن المثير أن «روسيا» تشكك فى الأهداف المعلنة لهذا البرنامج البحثى لأنه يمكن من خلاله التحكم فى نظم اتصالات العدو كهرومغناطيسيا وإلكترونيا وإتلافها، كما حدد ضمن أهدافه «رسم خرائط» تفصيلية للبنية تحت الأرض لبلدان مثل «كوريا الشمالية وإيران» وهى تبعا للتصنيف الأمريكى دول معادية. ليت الأمر توقف عند هذا الحد بل إن وسائل الإعلام نشرت أن أمريكا وروسيا وقعتا اتفاقية اسمها «إينماد» (ENMAD) يتم بمقتضاها منع التلاعب بالظواهر الطبيعية مثل «البراكين - الزلازل - الأعاصير - الفيضانات - السيول - استمطار السحب» وغيرها من أسلحة الجغرافيا المناخية المدمرة، ورغم هذا يرى البعض أن هذه الاتفاقية هى مجرد «تعاون سرى» بين الدولتين للحفاظ على التوازن العسكرى العالمى. الأسرار الخفية.. لحروب المناخ كشف المؤتمر العلمى العالمى الذى عقد فى عام 1979 بعنوان «تغيير الجو بيد الإنسان» عن الكثير من الأسرار الخفية لعبث العلماء بمكونات المناخ والتى ترجع إلى أكثر من مائة عام، وخاصة التسريبات العلمية للدول الكبرى المتقدمة تكنولوجيا والتى تخفى وتحظر كشف أسرار أسلحة تغيير المناخ، بأن هناك إمكانية للتحكم فى «دوران الأرض» ومدارها ودورتها حول نفسها، وهو ما يعنى التحكم فى دورات المد والجزر فى البحار والمحيطات، والسيطرة على الأمواج ونقلها تدريجيا وجغرافيا إلى هذه المنطقة أو غيرها أو توجيهها مع حركة دوران الأرض أو عكس الاتجاه! المثير للدهشة أن العالم يبدو أنه اكتشف فجأة أو استيقظ على علم جدى اسمه «الجغرافيا المناخية» وهو العلم الذى يدرس الخواص الفيزيائية للكرة الأرضية، ويكشف ما يرتبط بها من ظواهر طبيعية مثل «الزلازل - البراكين - الأعاصير - الفيضانات - الجبال - الأمطار - السيول - حرارة الشمس - الموجات الكهرومغناطيسية.. وغيرها»، وتأثير كل هذه الظواهر الطبيعية على حياة البشر، وهو العلم نفسه الذى يؤدى إلى تغيير المناخ بيد الإنسان، والتلاعب بالهندسة المناخية بفعل فاعل، ووقوع ظواهر طبيعية فى غير توقيتها، وهو ما يقوم به العلماء فى الدول الكبرى من تسخير «هندسة المناخ» لإنتاج أسلحة دمار فائقة الدقة، ويطلقون عليها اسم «الأسلحة الجيوفيزيائية» وهى أسلحة عالية التقنية من شأنها إحداث كوارث اصطناعية أرضية أو جوية مدمرة فى أرض العدو، تؤدى إلى تدمير المبانى والمنشآت وإبادة الجنود دون الاشتباك المباشر معها، ومنذ سنوات ليست ببعيدة بدأت «قوى الشر» فى العالم فى استخدام «سلاح المناخ» كأحدث وأخطر أسلحة الهلاك والدمار فى حروب المستقبل، وهو بكل تأكيد اتجاه فى غاية الخطورة لا نعرف إن كان فى مصلحة البشرية أو الإنسان أو الأرض التى نعيش ونحيا عليها؟! لأن العبث والتلاعب بمكونات المناخ وتغييره بواسطة البشر سيغرق الإنسان والحياة فى أعماق مظلمة ومجهولة لا يعلمها إلا الله! بكل الصدق.. نحن نحذر من مغامرة التجارب الخطيرة لتغيير المناخ والعبث بالظواهر الطبيعية، لأنها للأسف الشديد قد تكون مقدمات حقيقية لنهاية الحياة والكون معا. وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة