بكل الصدق القضية حياة أو موت!! والسطور القادمة فى منتهى الخطورة بحثا عن إجابة للسؤال المهم الذى يفرض نفسه: ماذا عن استعداد الأمن القومى المصرى فى مواجهة حروب المستقبل التى تستخدم أحدث وسائل التكنولوجيا المتطورة والمدمرة؟ هل السياسيون والمسئولون والعسكريون عندنا لديهم فكرة عن «أسلحة تغيير المناخ»؟ أو «أسلحة الموجات الكهرومغناطيسية» أو «أسلحة الليزر» ورفع درجات الحرارة وإحداث زلازل وبراكين وأعاصير وفيضانات وأمطار ومجاعات وغير ذلك؟ عموما ربنا يستر!! هل نحن مقبلون على عقود من «حروب المستقبل الدامية» التى لا يمكن تجنبها، ولا التخفيف من أهوالها؟! هل لأننا لا نؤمن بالعلم ونحتقره سندفع الثمن غاليا ويظل الأمن القومى المصرى مهدداً لأن الأمل فى التوقف عن «حروب المستقبل» يكاد ينعدم؟ إن العسكريين لديهم تصنيف رائع للصراع يضعه ضمن فئات ثلاث مختلفة، تبعا للمسرح الذى يدور عليه الصراع، فهناك مناوشات «محلية»، وهناك معارك «إقليمية» وهناك «صراعات استراتيجية»، وهذه الفئة الثالثة تشمل الصراعات التى يمكن أن تهدد بقاء الدولة ووجودها، ولذلك لابد من فهمها فى داخل سياق عالمى، وحروب المستقبل الدامية هى من هذه الفئة الثالثة التى تهدد بقاء الدولة ووجودها، فهل الأمن القومى المصرى مستعد لمواجهة هذه الأخطار المميتة التى تهدد بقاء الدولة؟ * قوى الشر والهيمنة على العالم اسمحوا لى أن أطرح هذا السؤال المهم: هل العالم يريد السلام حقا؟ الإجابة الصادمة والصادقة فى نفس الوقت هى.. لا!! لأن العالم لو كان يريد السلام حقا لبذل مزيدا من الجهد فى الاتجاه «ضد الحرب» ولكنه لا يفعل ذلك! بل إن ما يحدث هو العكس تماما حيث تريد الدول الكبرى فى العالم الهيمنة والسيطرة والاستغلال وإشعال الحروب ونهب الثروات وتهديد السلام العالمى. إن حضارة الإنسان الآن المتقدمة تكنولوجيًا بشكل رهيب ستكون السبب الأول فى تدمير العالم، وجعل حروب المستقبل جحيم من النيران يحرق الجميع، وهو مانراه أمامنا الآن فى سباق «التسلح التكنولوجى» الذى وصل إلى أعلى درجاته حيث تريد كل دولة أن تملك سلاحا بالغ التقدم لا تمتلكه الدول الأخرى ليكون لها السبق فى التدمير والهلاك والخراب، وهو ما يعنى امتلاك «استراتيجية الخطر» وهو ما لجأت إليه «قوى الشر» للسيطرة على العالم دون أن يكبدها ذلك أى خسائر بشرية، وهداها تفكيرها الشيطانى عندما اكتشفت أن الكوارث الطبيعية على مر التاريخ أهلكت الملايين من البشر ونشرت الخراب والدمار دون جيوش ودون أسلحة ودون أى تكلفة مادية على الإطلاق. لذلك فكر «الأبالسة» فى دول «قوى البشر» باللجوء إلى «العلم» واستخدامه فى إحداث كوارث طبيعية صناعية بفعل البشر مثل: «الزلازل- البراكين- الأعاصير- الفيضانات- الجفاف- المجاعات- السيول- الأمطار المستمرة-.... إلخ» وبذلك ينشرون الهلاك والدمار فى أى دولة يريدون بها ذلك، وفى سبيل تحقيق هذا وعلى مدار سنوات طويلة مضت نفذوا خطة جهنمية وهى سرقة العباقرة من العلماء المتميزين من كل أرجاء الأرض، ومن يفشلون فى إغرائه وخطفه من العلماء يتم تصفيته واغتياله، ليظل العلم والتقدم والتطور حكراً عليهم وملكاً لهم!! * المهم امتلاك «استراتيجية الخطر» أمريكا مثلا بها علماء من كل جنسيات العالم، ولو كانوا استطاعوا أن يصلوا إلى العلماء من الشياطين لكانوا سرقوهم وخطفوهم إلى جنة أمريكا!! لأنهم يدركون جيداً أنه بالعلم والعلماء يستطيعون امتلاك استراتيجية الخطر، فالمهم هى مصلحتهم بالدرجة الأولى وليذهب الجميع إلى الجحيم، تأملوا مثلا وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» بها علماء من كل دول العالم من ألمانيا واليابان والعراق والصين وتايوان وغيرها من كل أنحاء الدنيا، ونفس الخطة تنتهجها العديد من الدول الكبرى مثل إنجلترا، روسيا ، فرنسا، ألمانيا، الصين... وغيرها، لأن المهم هو السيطرة والاستغلال والهيمنة على العالم، ونهب ثرواته وخيراته لأنهم يؤمنون بأن الشعوب المختلفة مثلنا لا تستحق أن تعيش!! فهل وصل بنا الهوان والضعف والخضوع والمذلة إلى أن نقبل ذلك على أنفسنا؟ صحيح أننا وعلى مدار مئات السنين احتقرنا «العلم» وآمنا «بالجهل» وعشقنا التفاهة والسطحية لدرجة أننا مازلنا حتى هذه اللحظة نناقش قضية إرضاع الكبير وأن على كل موظفة امرأة أن تخرج ثدييها ونهديها وتقوم بإرضاع كل الرجال من الموظفين زملائها بالمؤسسة التى تعمل بها حتى تكون «محرمة عليهم» جتكم نيله وخيبة على كهوف الجهل التى تعيشون فيها وعلى التفكير المتخلف الذى يعشش فى عقولكم هذا إذا كان أصلاً لديكم عقول! يا أيها «الجهلاء» الأخطار تحيط بنا من كل جانب ونحن للأسف مازلنا نهتم بالعلاج ب«بول النبى»! بذمتكم ده كلام، عايزين الصراحة بعد كل إللى أنا شايفه وعايشه واستهزائنا «بالعلم» واحتقارنا له وعشقنا «للجهل» وعباداتنا له «نحن شعوب» لا تستحق أن تعيش! * التكنولوجيا الشريرة وإثارة غضب الطبيعة مع التقدم التكنولوجى العالمى الهائل أصبحت قدرات الأسلحة التكنولوجية المتطورة والحديثة جداً ذات قوة عالية فى التدمير، وقد أدى سباق التسلح إلى تكتم وإخفاء أسرار هذه الأسلحة وخطة بيعها أو تسريب أية معلومات عنها لأى دولة أخرى بحيث لا تمتلكها ويصعب عليها بل لا تستطيع مواجهتها، وهو ما جعل «قوى الشر» فى هذا العالم تعمل على تسخير التكنولوجيا الشريرة والقاتلة كأحدث سلاح تدمير فى حروب المستقبل. لذلك أصبح تدمير الطبيعة وإحداث كوارث بيئية صناعية خطيرة جداً، هو أخطر أسلحة الدمار الشامل حيث يميت الآلاف فى دقائق معدودة، ويدمر المبانى ويغرق المدن، ويسبب المجاعات وينشر الأمراض والأوبئة، ليس هذا فقط بل إن استغلال «التكنولوجيا الشريرة والمميتة» فى إثارة غضب الطبيعة مثل إثارة البراكين والزلازل والأعاصير والفيضانات واستمرار هطول الأمطار ورفع درجة حرارة طبقة الأرض وغيرها من مظاهر الدمار الشامل والتى لا يستطيع الإنسان مدنيا كان أو عسكريا مواجهته، كل هذا أدى إلى تطوير استراتيجيات الصراع العسكرى إلى «استراتيجيات الردع» و«الضربة الانتقامية» بحيث يصعب معرفة ما ستحدثه هذه التكنولوجيا المدمرة أو التنبؤ به، وتصبح كل الأحداث غير متوقعة وغير منطقية وهو ما أطلق عليها المحلل الاستراتيجى «كلاوس ويتز» اسم «الحروب الضبابية» لأن استراتيجيات «ضباب الحروب» تعنى مزيداً من التسلح بالأسلحة التكنولوجية الفتاكة وهى للأسف استراتيجيات تدفع إلى زيادة الخوف والتوجس والتوتر للاحتفاظ فى نفس الوقت بقدرة كافية للقيام بضربة انتقامية قوية، وهو ما يعرف عند، العسكريين ب «توازن الرعب» والمحزن أن استراتيجيات الحروب الآن أصبحت للأسف بسبب هذا التقدم التكنولوجى الرهيب والهائل مرعبة ومخيفة وغير مضمونة العواقب. فى مواجهة هذا الرعب ماذا نحن فى مصر فاعلون أمام قضية التلاعب بالمناخ باعتبارها قضية «حياة أو موت»؟!! إلى اللقاء بمشيئة الله مع الحلقة الثانية فى الأسبوع القادم.