سباقات طويلة من التسلح شغلت العالم علي مدار التاريخ ليظل البحث قائما طوال الوقت عن نمط جديد أكثر قوة وتأثيرا فبعد الأسلحة التقليدية والكيماوية والبيولوجية والنووية هل يمكن أن يمتد البحث يوما إلي عوامل طبيعية تعامل معها الإنسان علي أنها مؤثرات خارج نطاق سيطرته فأقصي ما يمكنه في مواجهة المطر أو الرياح أو الثلوج هو التنبؤ بها ومحاولة التكيف معها.. ليبقي السؤال هل يمكن أن ينجح الإنسان في السيطرة علي عوامل الطقس واستغلالها كسلاح جديد في المعارك ضد الاعداء؟ نشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية تقريرا نقلت فيه مخاوف البروفيسور الأمريكي والخبير في مجال الطقس آلان روبوك من أن تستخدم المخابرات الأمريكية الطقس كسلاح وهي المخاوف التي تتزامن مع صدور تقرير مهم عن أبحاث الهندسة الجيولوجية يقول روبوك إن المخابرات الأمريكية شاركت في تمويله. وخلال نقاش حول استخدام الهندسة الجيولوجية لمواجهة التغير المناخي في إطار فعاليات الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لتطوير العلوم بولاية كاليفورنيا قال البروفيسور روبوك إنه تلقي اتصالا هاتفيا قبل 3 سنوات من رجلين زعما أنهما مستشاران لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي اي ايه» وسألاه «إذا كانت هناك دولة تتحكم في مناخ الولاياتالمتحدة هل يمكننا أن نعرف ذلك؟». وأوضح روبوك «بعد تفكير أجبت نعم هذا ممكن لأنه إذا وضعنا مواد كافية في طبقات الجو العليا لعكس ضوء الشمس فسيكون بإمكاننا أن نري المعدات التي تم وضعها ونكتشف ما إذا كانت أي جهة تحاول التلاعب بطقسنا ام لا». وأضاف أنه اعتقد حينها أن السؤال الحقيقي الذي أراد الرجلان معرفة إجابته هو «إذا تمكنت الولاياتالمتحدة من السيطرة علي مناخ دولة أخري هل ستتمكن هذه الدولة من اكتشاف الأمر؟». وقال روبوك الذي يبحث في المخاطر والفوائد المحتملة لاستخدام جزيئات الغلاف الجوي العلوي لمحاكاة آثار التغيير المناخي الناتج عن الثورات البركانية إنه شعر «بالرعب» من طرح هذا النهج. وأكد أنه لا يريد أن تنفق الضرائب التي يدفعها في مثل هذه الاستخدامات الخطيرة وأن أي بحث يجب أن يتم بانفتاح وعلي المستوي الدولي حتي لا يتم استخدام نتائجه لأهداف عدوانية. ويوضح البروفيسور الأمريكي أنه توجد نماذج من الهندسة الجغرافية يمكن استخدامها من أجل إحداث تغيير في آثار الاحتباس الحراري من خلال بعض الوسائل التي تتضمن نشر جزيئات الكبريت في طبقات الهواء العليا من أجل إعادة توجيه ضوء الشمس مرة أخري إلي الفضاء. وهناك أيضا وسيلة اخري بغرس الحديد في المحيطات لتشجيع انتشار الطحالب الجائعة للكربون كما يمكن خلق مناطق عاكسة علي سطح الأرض. ويشير روبوك إلي أن الآثار طويلة المدي لهذه الاستراتيجيات غير معروفة حتي الآن وأن عددا من الخبراء أعربوا عن مخاوفهم من أن هذه الاستراتيجيات تحمل مخاطر كبيرة. مخاوف روبوك تزايدت في ظل تقرير مرتقب حول الهندسة الجيولوجية تنشره الأكاديمية الأمريكية الوطنية للعلوم خاصة أن قائمة رعاة التقرير تشمل بعض أجهزة المخابرات الأمريكية ويزعم البروفيسور أن «سي اي ايه» كانت قد أخبرت أحد زملائه أنها تريد أن تمول هذا التقرير لكنها تريد ألا يصبح هذا الأمر معروفا بصورة كبيرة. ويضيف «أن تكون سي اي ايه ممولا رئيسيا لمثل هذا التقرير هو أمر يثير مخاوفي بشدة حول طقس من الذي سيخضع للسيطرة». ويقول البروفيسور آلان بروك ان الإدارة الأمريكية لها تاريخ معروف للجميع فيما يتعلق باستخدام الطقس في صراعاتها مثلما قامت «بزراعة السحب» خلال حرب فيتنام ليتسبب الوحل الذي خلفته الأمطار في قطع طريق إمدادات رئيسية لفيتنام الشمالية كما قامت الولاياتالمتحدة «بزراعة السحب»(أي استمطار السماء) أيضا فوق كوبا لتتسبب الأمطار في تلف محصول قصب السكر.