أن يخرج وزير الري.. د. حسام مغازى منذ أيام ليعلن أن إذاعة «منسوب المياه بالسد» ونهر النيل.. أمن قومي.. وهذه المعلومة كانت متناولة فى الصحف على مدار خمسين عاما بشكل مستمر.. بل وتوضع فى الصفحات الأولى من الصحف الكبيرة والشهيرة دون أى حساسية، وكانت الأمور مستقرة، ولكن أن يخرج هذا التصريح من مسئول فى هذا التوقيت «المعقد» و«الحساس» لمجتمع به نسبة أمية كبيرة ويحمل بين شرائحه نسبة كبيرة من الفلاحين طبقا لبعض الإحصاءات خمسة ملايين ونصف المليون حيازة زراعية وقطاع كبير مرتبط بهذه الشريحة ومحصولها بالملايين. وهناك دون شك أزمة بين مصر وأثيوبيا واضحة للجميع.. هذا فضلا عن قطاع آخر محسوب على المعارضة بكل فصائلها بالداخل والخارج. وسؤالى البسيط: هل فكر وزير الرى ولو «للحظة» فى رد فعل هذا الأمر على طوائف هذا الشعب المختلفة، وكيف سيقرأ هذا التصريح، وكيف سيفسره، خاصة أن هناك من يقرأ ما بين السطور أكثر من مدلول الكلمات بحروفها المعتادة؟ فهل هناك ارتباك فى «حكومة 2015».. مجرد استفسار؟ ضحايا كثر أطفال ونساء ورجال.. حياة متوقفة بالعاصمة الثانية لمصر.. الفضائيات تنقل حجم الكارثة المروعة بالإسكندرية.. تعليقات بالآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، حالة من الغضب تسيطر على حجم الكارثة والمأساة فى كل بيت مصري، الكل فى حالة احتقان للمشهد من داخل الحكومة والمعارضة الطيبة والشريرة. ثم يأتى رئيس الوزراء المهندس «شريف إسماعيل» أولا يقبل استقالة محافظ الإسكندرية فور تقديمه استقالته ويتم تعيين نائبه لتسيير عمل المحافظة، ثم يسطع تصريحات رئيس الحكومة معلنا بفخر وعزة عجيبة أن «المسيري» محافظ الإسكندرية أدى عمله بكل إخلاص وقدم ما لديه من أفكار لخدمة أبناء المحافظة.. إذن من يتحمل الخطأ السياسى والجنائى يا معالى رئيس الوزراء؟.. فأعتقد أن أبناء محافظة الإسكندرية هم المخطئون.. أم قطرات المياه وسيولها كان يجب أن تخبرك بحجمها مسبقا بالموبايل.. معالى رئيس الوزراء أرجو ألا تستفز الناس ولا تستخف بالضحايا ولا تقلل من حجم الكارثة، وتحمل المسئولية بشجاعة.. أرجوك. سيادة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى أستحلفك بالله، والغالى والثمين.. أن تضع يدك كلها فى اختيار الوزراء والمحافظين.. مثلما تضعها فى اختيار قادة إدارات القوات المسلحة، بل وأستحلفك أن تمدها بتعليمات واضحة حاسمة فى اختيار الكفاءات التى لا تلعب فى اللون الرمادى فى كل قطاعات الدولة دون استثناء ومهما غضب منك البعض.. فالأمل يضيع.. فهل تسمعني. ولنا عودة