حسمت الرياض حالة عدم اليقين التى أشاعتها جماعة الإخوان الإرهابية بأن تبدلا ما قد يحدث فى موقفها الداعم لمصر، وأوفدت الأمير محمد بن نايف ولى ولى العهد إلى الدوحة مساء الثلاثاء الماضى فى أول مهمة خارجية له بعد توليه موقع ولى ولى العهد فى أعقاب وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز، وتولى شقيقه الملك سلمان السلطة فى المملكة لتذكير الشيخ تميم بن حمد آل ثان أمير قطر بالتزام بلاده بدفع الاستقرار فى مصر ودعمها اقتصاديا وسياسيا، ولفت انتباهه إلى أن الحرص الخليجى على أمن مصر لايزال أولوية مطلقة للمملكة العربية السعودية ولدول الخليج، وأنه من غير الوارد الرجوع عن التعهدات التى قطعتها قطر بهذا الشأن، وأنها ليست التزامات شخصية مع الملك الراحل بل موقف دولة واجب الالتزام والتقيد به من الحكومة القطرية. وعلمت «روزاليوسف» من مصادرها أن ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن نايف كان حاسما فى نقله رسالة الملك سلمان إلى أمير قطر أنه فى حال عدم التزام قطر بتعهداتها فإن دول الخليج ستكون مضطرة إلى سحب سفراء كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين من العاصمة القطريةالدوحة مرة أخرى، والبدء الفورى فى تنفيذ حزمة العقوبات التى نصت عليها اتفاقيات الرياض التى وقع عليها أمير قطر شخصيا أمام الملك الراحل عبد الله بن عبدالعزيز فى حضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح. وكشفت المصادر، أن ولى ولى العهد السعودى طالب أمير قطر بالوقف الفورى للحملات الإعلامية ضد مصر التى عادت قناة الجزيرة إلى بثها واختلاقها، مشددا على أن موقف الملك سلمان هو نفس موقف الراحل الملك عبد الله، وأن استقرار مصر أولوية تصب فى صالح الأمن القومى الخليجى والعربى، وأن المملكة العربية السعودية ماضية بكل إمكاناتها وقدراتها فى السير نحو هذا الاتجاه، وأن الملك سلمان لن يسمح بأن تغرد قطر خارج السرب الخليجى خصوصًا فيما يتعلق بمستقبل الخليج وأمن شعوبه. وأكدت المصادر، أن الشيخ تميم جدد التزامه بالعودة إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه فى اتفاق الرياض التكميلى، ليس فقط بدعم مصر سياسيا واقتصاديا، ولكن أيضا بوقف الحملات الإعلامية التى عادت قناة الجزيرة إلى بثها بطريقة تصعيدية وإلى إبراز تأييدها للإخوان، والعودة إلى لجم الشيخ يوسف القرضاوى والشخصيات الإخوانية المقيمة فى الدوحة. التى عادت إلى الظهور مرة أخرى وبث سمومها تجاه الشعب المصرى. وأشارت مصادر «روزاليوسف» إلى أن ولى ولى العهد السعودى الامير محمد بن نايف أكد لأمير قطر أن الملك سلمان من أبرز المؤمنين بدور مصر المحورى فى الأمة العربية. وأن المعلومات التى استقتها الدوحة بشأن تحول فى موقف الملك سلمان من مصر لا أساس لها من الصحة. اللافت أن هذا التحرك السعودى جاء فى أعقاب اتصال أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسى بكل من الملك سلمان بن عبد العزيز، وأمير الكويت صباح الأحمد، وملك البحرين حمد بن عيسى، والشيخ محمد بن زايد ولى عهد إمارة أبو ظبى لتطويق الشائعات الإخوانية المغرضة حول تسريبات مزعومة بثتها القنوات الإخوانية، ومنابرها الإعلامية الممولة والمدعومة من قطر، وروجت لها قناة الجزيرة القطرية على نطاق واسع فى محاولة منها للوقيعة وإحداث شرخ فى العلاقات بين مصر والدول الخليجية الداعمة لها ماليا ومعنويا، فى إطار حملة منظمة ومكثفة استخدمت فيها جماعة الإخوان الإرهابية، وتنظيمها الدولى كل أسلحتها القذرة من أعمال إرهابية جبانة نفذتها فى سيناء وغيرها من المدن المصرية بغرض ترويع الشعب وتأليبه على الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالتزامن مع حملة من الشائعات المختلقة الذى تم تركيبها ودبلجتها بتقنيات فنية وصوتية، لكن فطنة الشعب المصرى، كما دول الخليج وحكمائه، كانوا فى حالة من الإدراك لكشف ألاعيب الإخوان ومن خلفهم، لذلك جاء رد العاهل السعودى الملك سلمان قويا ولافتا فى تأكيده للرئيس عبدالفتاح السيسى أن علاقة المملكة ومصر أكبر من أى محاولة لتعكير العلاقات المميزة والراسخة بين البلدين الشقيقين، مؤكدا أن موقف بلاده تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير وأن ما يربط بين البلدين الشقيقين نموذج يحتذى فى العلاقات الاستراتيجية والمصير المشترك، وهو نفس الموقف الذى أكده زعماء الخليج جميعا على عمق العلاقات المصرية الخليجية.∎