قالت مصادر قطرية مطّلعة للعرب اللندنية، إن زيارة الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد السعودي إلى الدوحة تركزت حول ما تبدى للقيادة السعودية من تراجع قطري في الالتزام بأهم بنود المصالحة الخليجية، وهو دعم استقرار مصر. وأشارت المصادر إلى أن اللقاء الذي تم مساء الثلاثاء بين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر والأمير محمد بن نايف اتسم بالصراحة والوضوح، وأن ولي ولي العهد السعودي ذكّر أمير قطر بالتزام بلاده بدفع الاستقرار في مصر ودعمها اقتصاديا وسياسيا. وأعلنت دول مجلس التعاون الخليجيّ في ختام الاجتماع الاستثنائيّ الذي عقد في المملكة العربيّة السعوديّة في 16 نوفمبر 2014، انتهاء الخلاف الخليجي مع قطر وعودة السفراء إلى الدوحة، وفقا لشروط محددة بينها دعم مصر ووقف الحملات الإعلامية ضدها وضد الرئيس عبدالفتاح السيسي. وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إن الأمير محمد بن نايف التقى أمير قطر الشيخ تميم وبحث معه "الأوضاع الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات اهتمام مشترك"، لكن مصادر خليجية قالت إن الرياض منزعجة من عودة الدوحة للتحريض ضد مصر ورئيسها. ومن هناك جاءت الزيارة للفت انتباهها إلى أن الحرص الخليجي على أمن مصر مايزال أولوية مطلقة للسعودية ولدول الخليج. وكانت مؤسسات إعلامية قطرية أو محسوبة على قطر قد عادت إلى شن الهجمات الإعلامية على مصر ورئيسها، فضلا عن إطلاق عدد من التسريبات الهادفة إلى ضرب العلاقة بين القاهرة والعواصم الخليجية. وعادت قناة الجزيرة إلى تناول الشأن المصري بطريقة تصعيدية وإلى إبراز تأييدها للأخوان وبثت تسريبات لجلسة للرئيس المصري مع عدد من مساعديه قبل ترشحه للرئاسة تناول فيها العلاقة مع دول الخليج. كما أن الشيخ يوسف القرضاوي عاد إلى التحريض على بلده الأصلي مصر، مستفيدا من غطاء جنسيته القطرية. وروجت مؤسسات إعلامية عددا من الإيحاءات بأن العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز قد يتخذ مواقف من مصر مغايرة عن مواقف الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وأنه قد يسعى إلى الانفتاح على جماعة الإخوان بهدف خلق مناخ من الإشاعات يبرر تراجع الدوحة عن تعهدها السابق. وتعتبر هذه الزيارة أولى الزيارات الخارجية للأمير محمد بن نايف منذ توليه موقع ولي ولي العهد في أعقاب وفاة الملك عبدالله وتولي الملك سلمان السلطة. وأكد التحرك السعودي السريع لاحتواء الهجمة الإعلامية على مصر بأن من غير الوارد الرجوع عن التعهدات التي قطعتها قطر بهذا الشأن وأنها ليست التزامات شخصية مع الملك الراحل بل موقف دولة. وكشفت مصادر مطلعة في الدوحة أن الشيخ تميم جدد التزامه بما تم الاتفاق عليه في اتفاق الرياض التكميلي، ليس فقط بدعم مصر سياسيا واقتصاديا، ولكن أيضا بوقف الحملات الإعلامية التي تتولاها قناة الجزيرة وشخصيات إخوانية مقيمة في الدوحة. ويأتي الموقف السعودي في سياق موقف خليجي أوسع يعتبر جماعة الإخوان خطرا باعتبارها تنظيما سياسيا يرفع شعارات دينية، غير أن قطر فتحت بابها لبعض أعضائها البارزين وتسعى إلى توظيفها كورقة في جهودها في البحث عن أدوار إقليمية. ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي عربي في الرياض قوله "لا أعتقد أن الملك سلمان سيرهن العلاقات مع قطر بقضية الإخوان المسلمين غير أنني لا أعتقد أيضا أنه سيغير السياسة السعودية تجاه الإخوان داخل المملكة أو في مصر". وفيما كان العالم منشغلا بجنازة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وتداعيات انتقال السلطة في المملكة، ظهر القرضاوي في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير ليحرض المصريين على التظاهر واستهداف قوات الأمن والشرطة، ويهاجم حكم السيسي "الظالم" في مقطع فيديو ويصف مرسي بأنه "الرئيس الشرعي".