نشرت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحية استهلتها بالإشارة إلى أن الإسرائيليين والفلسطينيين كانوا يعملون لعدة أشهر، بوساطة أمريكية، على مجموعة من المبادئ التى من شأنها أن تخدم كأساس للمفاوضات حول اتفاق سلام نهائى. ومن المرجح أن يكتشف العالم فى نهاية مارس المقبل ما إذا كانت هذه الجهود ناجحة أم لا. حيث إن اتفاق كلا الطرفين على المبادئ الأساسية - التى تعد إطارا لإجراء مزيد من المحادثات - سيكون بمثابة خطوة مهمة. ولكن بعد ذلك تأتى مهمة أكثر صعوبة، وهى تحويل هذه المبادئ إلى اتفاق نهائى من شأنه الاعتراف بقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وتشير الصحيفة إلى أنه غالبا ما ينظر إلى المبادئ التى يعمل وزير الخارجية جون كيرى على صياغتها على أنها أفكار أمريكية الصنع. ولكن عوضا عن كونها مطالب مستحيلة تفرضها واشنطن، سوف تعكس هذه المبادئ الخيارات التى ترى الإدارة الأمريكية أنها ممكنة حول مواقف كلا الطرفين بشأن القضايا الرئيسية والنقاط التى قد يستطيعون الموافقة عليها فى الاتفاق النهائى. وحتى مع ذلك، لا توفر هذه المبادئ ضمانا للقبول؛ حيث إن الضغوط السياسية على كل من الجانبين تعد هائلة، خاصة داخل إسرائيل. وتقول الصحيفة إنه من المتوقع أن يدعو هذا الإطار إلى وضع حد للنزاع وجميع المزاعم، يليه الانسحاب الإسرائيلى التدريجى من الضفة الغربية (على أساس حدود عام 1967 ) مع ترتيبات أمنية غير مسبوقة فى وادى الأردن ذو الأهمية الاستراتيجية.
وستحتفظ إسرائيل بالسيطرة على بعض الكتل الاستيطانية وسيتم تعويض الفلسطينيين بأراض إسرائيلية بديلة. وتفتقر إلى العديد من القضايا الأساسية الأخرى إلى مثل هذا الوضوح، من بينها تقرير مستقبل القدس. فقد أخبر الرئيس الفلسطينى محمود عباس الصحيفة أنه بإمكان الجنود الإسرائيليين البقاء فى الضفة الغربية لمدة تصل إلى خمس سنوات كجزء من اتفاق سلام؛ ووعد أيضا بأن فلسطين ستكون منزوعة السلاح ولن تملك إلا قوة شرطية؛ ودعا لبقاء قوة تابعة لحلف شمال الأطلسى إلى أجل غير مسمى. وترى الصحيفة أن قبول عباس لمخاوف إسرائيل حول الأمن واستعداده الواضح لمعالجتها يعد مؤشرا إيجابيا.