عام واحد فقط على تولى الإخوان حكم مصر.. أثبت كذب وخداع وفشل الجماعة فى إدارة البلاد، فعلى الرغم من محاولات الأنظمة السابقة وعلى مدار أكثر من 60 عاماً إثبات كذبها.. تغلبت عليهم الجماعة وفى عام واحد نجحت فى إثبات ذلك.. والديل على ذلك كل الممارسات التى فعلتها الجماعة تجاه ثوارها على السواء الذين بدأوا عصر مرسى بعصر الليمون للتوافق معه فى احتجاج «الفيرومونت» الشهير جدا، وحتى التعذيب والقتل فى الاتحادية والسحل والصفع فى المقطم وانتشار حالات زوار الفجر ضد الثوار حتى صغار السن منهم.
اجتماع فيرمونت انتهى بوثيقة اتفاق وطنى حول التأكيد على الشراكة الوطنية والمشروع الجامع الذى يعبر عن أهداف الثورة وعن جميع أطياف ومكونات المجتمع ويمثل فيها المرأة والأقباط والشباب. ضم الفريق الرئاسى وحكومة الإنقاذ الوطنى جميع التيارات الوطنية ويكون رئيس هذه الحكومة شخصية وطنية مستقلة. السعى لتحقيق التوازن فى تشكيل الجمعية التأسيسية بما يضمن صياغة مشروع دستور لكل المصريين. الشفافية والوضوح مع الشعب فى كل ما يستجد من متغيرات تشهدها الساحة السياسية. للأسف الشديد لم يتم تنفيذ أى من بنود هذه الوثيقة نهائيا واكتشفنا أننا خدعنا وأن الإخوان يستبيحون الكذب وكل شىء للوصول إلى أغراضهم فى الحكم. ويقول محمد جمال النفراوى عضو الجمعية الوطنية للتغيير وعضو ائتلاف شباب الثورة إن أول حدث كشف الإخوان وعلى رأسهم مرسى هو «جمعة كشف الحساب» رغم إعلانه تحقيق نسب قياسية فى الوفاء بوعود المئة يوم وهو ما لم يحدث. وعن التهديدات التى يتعرض لها شباب الثورة من قبل النظام الحاكم وجماعته قال «النفراوى» إنه فى عهد الرئيس المخلوع.. كانت هناك قضية شهيرة يستخدمها النظام الأمنى لاعتقال أفراد الجماعات الإسلامية.. فأى فرد منهم يريدون التخلص منه كانوا يتهمونه بالانضمام إلى تنظيم «العائدون من ألبانيا»، أما الآن وفى عهد النظام الإخوانى فيوجد نفس الأسلوب ولكن بشكل آخر.. فأى شاب من شباب الثورة أو حتى من الناشطين يريدون التخلص منه فإنهم يتهمونه بالاتصال ب «البلاك بلوك» ويعتقل على أثر هذا الادعاء. ويضيف: إننا كشباب للثورة كنا نلتمس العذر للجماعة قبل ذلك لأنهم فى رأينا كانوا حديثى العهد بالحكم وأى نظام جديد لابد أن تكون له أخطاؤه، لكن بعد الاعلان الدستورى الذى صدر فى نوفمبر الماضى وما أعقبه من انقسام للمجتمع وأحداث العنف التى حدثت عند الاتحادية والتى أدت إلى سقوط العديد من الضحايا والمصابين فقط سقطت آخر أوراق التوت عن النظام الحالى. أما محمد صبحى عضو هيئة الدفاع عن الثوار فقط أفدانا بأن تفاصيل عدد الشهداء والمعتقلين فى عهد مرسى، ومنهم شهداء فى أحداث ذكرى محمد محمود الأولى فى الفترة ما بين 26 نوفمبر حتى 2 ديسمبر 2012 والتى نشبت على خلفية الاحتجاجات بسبب الإعلان الدستورى ونتج عنه نحو 3 شهداء وفقا للكشوف المدرجة بدارالتشريح وقضايا جنح قصر النيل تحت عنوان «أحداث قرارات مرسى». فيما بلغ إجمالى أعداد شهداء الجنود المصريين خلال حادث رفح الإجرامى خلال الهجوم الذى تعرضوا إليه وراح ضحيته نحو 16 جندى من الجنود المصريين ولكن لم يتم تشريحهم فى دار التشريح التابعة لمصلحة الطب الشرعى. فيما بلغ إجمالى أعداد الشهداء فى أحداث الاتحادية فى الفترة من 6 ديسمبر حتى 12 ديسمبر2012 نحو 11 شهيدا وتم تشريحهم بمعرفة نيابة مصر الجديدة والتى نشبت على خلفية الاعتراض على الإعلان الدستورى ونتج عنها حدوث اشتباكات دامية بين المؤيدين للرئيس محمد مرسى وجماعته والمعارضين له ولقراراته وأطلق عليها «أحداث الاتحادية الدامية». بينما وصل أعداد شهداء أحداث مجزرة بورسعيد الثانية وفقا للكشوف المدرجة ممن تم تشريحهم فى أحداث بورسعيد «الثانية» التى نشبت بين أهالى بورسعيد والأمن عقب النطق بالحكم بإحالة 21 متهما فى قضية المجزرة لفضيلة المفتى نحو 38 شهيدا بينهم ظابط ومجند وشهيد مجهول الهوية فقط فى الفترة من 26 يناير حتى 28 يناير.2013 وكشفت الإحصائية أن جميع الشهداء ذكور بينهم 36 مدنيا وشرطيان وأحدهم مجهول الهوية فقط والباقى معلوم وجميع الإصابات نتيجة مقذوفات نارية مفردة لأعيرة نارية دون إصابة واحدة اشتباه فى اختناق بالغاز المسيل للدموع كما أدعو هم وتم استخراج 7 مقذوفات نارية مستقرة عيار62,7 مللى من بعض الجثامين. وعن أحداث التحرير والاتحادية الأخيرة التى نشبت بين قوات الأمن والمتظاهرين اعتراضا على سياسات مرسى وجماعته وللمطالبة بإسقاطهم ورحيلهم عن السلطة بلغ إجمالى الشهداء فى تلك الأحداث فى الفترة ما بين من 29 يناير حتى 4 فبراير 2013 نحو 8 شهداء بينهم مجهول الهوية وفقا لما تم إدراجه رسميا فى كشوف دار التشريح. وبلغ إجمالى شهداء السويسوالإسماعيلية فى الفترة من 25 يناير 2013 حتى الآن ممن تم تشريحهم وإدراج أسمائهم بالكشوف نحو 11 شهيدا بينهم 10 من السويس وواحدة فقط من الإسماعيلية وطبقا للكشوف فإنه تبين من التشريح أن جميع الضحايا ذكور منهم 10 مدنيين وضابط واحد فقط والفئه العمرية من «10 إلى 20 عاما» 3 ومن «20 إلى 30 عاما» 6 ومن «30 إلى 40 عاما» 2 وجميعهم مسلمون ونوع الإصابات المسببة للوفاة هى مقذوف نارى مفرد وتم إستخراج 3 مقذوفات نارية مستقرة فى جثثهم. فيما وصل إجمالى عدد الشهداء فى أحداث الاشتباكات فى محافظات الجمهورية المختلفة فى عهد الرئيس محمد مرسى نحو 3 شهداء. أما عن أشهر شهداء عصر مرسى فكان جابر صلاح جابر الشهير ب «جيكا» وسقط فى أحداث الذكرى الأولى لأحداث محمد محمود ويبلغ من العمر 17 عاما واستشهد خلال الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين إثر إصابته بخمس رشات بللى اخترقت جسده. أما «أحمد عبدالفتاح أبوالعلا» أول شهيد للخبز فى عهد مرسى واستشهد أثناء مشاجرة على رغيف الخبز بالإسكندرية خلال مشادة نشبت بين 4 عمال بمخبز بلدى وبين عامل وعاطل مما أدى لوفاة أحد عمال المخبز ويعد هذا أول شهيد للخبز فى عهد الرئيس مرسى. الحسينى أبوضيف أشهر شهيد صحفى أصيب أثناء تغطيته أحداث المظاهرات أمام قصرالاتحادية يوم 6 ديسمبر الماضى ونقل إلى مستشفى الزهراء الجامعى بالعباسية وقال تقرير الطب الشرعى عنه آنذاك إنه توفى برصاص حى وليس خرطوشاً وأقيمت له جنازة شعبية حاشدة من أمام نقابة الصحفيين. أما الطفل عمر صلاح عمران «بائع البطاطا» البالغ من العمر15 عاما أول شهيد من الأطفال يسقط بالخطأ برصاص أحد أفراد الأمن المركزى فى أحداث اشتباكات محيط السفارة الأمريكية ومن مفارقات القدر أن يكون من الحظ السيئ لهذا الشهيد أن ينسى أثناء خروج الجنازة الشعبية الحاشدة من مشرحة زينهم بالسيدة زينب إلى مسجد عمر مكرم بالتحرير على كل من الشهيد محمد الجندى وعمرو سعد عبدالرحيم كما أن وفاته كانت من أندر الحالات التى تعرض على الطب الشرعى بسبب إصابته بمقذوف نارى أحدث فتحة دخول دون خروج المقذوف أو العثور عليه وهو ما اعتبره الأطباء الشرعيون أحد أكثر الحالات ندرة التى عرضت على الطب الشرعى. و«الجندى» أو محمد نبيل عبدالعزيز الجندى أو «خالد سعيد الجديد» كما يطلق عليه حاليا الشهيد الذى دارت حوله حالة من الجدل الواسع حول أسباب وملابسات مقتله وما إذا كان مقتله نتيجه تصادم سيارة كما قال الطب الشرعى فى تقاريره النهائية أم نتيجه تعذيب كما روى أفراد من التيار الشعبى وأفراد أسرته ورغم صدور التقرير النهائى حول أن أسباب الوفاة نتيجة تصادم إلا أن الشكوك تحيط بالطب الشرعى حول ملابسات الوفاة وكيفية مقتله والظروف التى سقط خلالها المجنى عليه شهيدا ليفتح الباب من جديد لقضية خالد سعيد مرة أخرى. 100 شهيد حتى الآن فى حكم الرئيس مرسى وكل ذلك عدا شهداء الفتنة الطائفية والتى سقط خلالها العديد أيضا من الشهداء، سواء كان ذلك فى قرية الخصوص أو أحداث الكاتدرائية. فهذا هو حال الشباب والأطفال والثوار فى عهد مرسى.. قتل وسحل واعتقال وتعذيب.. كل ما كان يحدث فى النظام السابق والذى كان موجها بشكل أساسى إلى المنتمين إلى الحركات الإسلامية يحدث الآن مثله بالضبط ولكن ضد الشباب والثوار. أما مصطفى عبدالفتاح الناشط السياسى فيقول: هناك تشابه كبير جدا يصل إلى حد التطابق بين ما يحدث الآن فى مصر وبين ما حدث سابقا فى أحداث الثورة الإيرانية فالثورة فى إيران قامت على يد الشباب وقاموا بالتخلص من نظام الشاه ومن ثم قفز الإسلاميون هناك على هذه الثورة ثم بدأ التخلص من الشباب الذين قاموا بها حتى يتم القضاء على المعارضة تماما والمتأمل للوضع فى مصر الآن يجد أن ما يحدث بالضبط هو ما حدث فى إيران، حيث قام الشباب المخلص الثورى والمتمرد على الأوضاع فى البلاد بالقيام بثورة هى من أعظم ثورات الدنيا ثم جاء تيار الإسلام السياسى وقفز على السلطة وبعدها بدأت المواجهات بينها وبين شباب هذه الثورة والعمل على تصفيتهم لأنهم هم المعارضة الحقيقية وليس الأحزاب وقياداتها.