وزارة التضامن تقر حل جمعيتين في محافظة الغربية    تراجع أسعار النفط مع ارتفاع المخزونات الأمريكية    «المصرية للاتصالات» تعلن اكتمال مشروع الكابل البحري 2Africa    «المشاط»: 6 مليارات يورو استثمارات 1600 شركة ألمانية في مصر    خبير روسي: الجيش الأوكراني ينقل ما يصل إلى نصف أفراده من المنطقة الحدودية إلى كوبيانسك    30 ألف مشجع يساندون الأهلي أمام شبيبة القبائل في دوري أبطال أفريقيا    منال عوض تترأس الاجتماع ال23 لصندوق حماية البيئة وتستعرض موازنة 2026 وخطط دعم المشروعات البيئية    الحكومة: تسليم 265 كيلو ذهب بقيمة 1.65 مليار جنيه للبنك المركزي.. رسالة جديدة لدعم الاقتصاد الوطني    19 نوفمبر 2025.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    التضخم في بريطانيا يتراجع لأول مرة منذ 7 أشهر    تداول 97 ألف طن و854 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر    جامعة بنها ضمن أفضل 10 جامعات على مستوى مصر بتصنيف كيواس للتنمية المستدامة    زيلينسكي في تركيا.. محادثات تغيب عنها روسيا بهدف إنهاء حرب أوكرانيا    هجمات روسية تهز أوكرانيا.. ومقتل 9 وإصابة العشرات وأضرار بالبنية التحتية    الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته فى فعاليات معرض دبى الدولى للطيران 2025    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    رئيس القابضة لمصر للطيران في زيارة تفقدية لطائرة Boeing 777X    الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته فى معرض دبى الدولى للطيران    صلاح ينافس على جائزتين في جلوب سوكر 2025    كانوا واقفين على الرصيف.. وفاة تلميذة وإصابة 3 أخرين صدمتهم سيارة مسرعة بالفيوم    أخبار الطقس في الكويت.. أجواء معتدلة خلال النهار ورياح نشطة    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    الحبس 15 يوما لربة منزل على ذمة التحقيق فى قتلها زوجها بالإسكندرية    المايسترو هاني فرحات أول الداعمين لإحتفالية مصر مفتاح الحياة    6 مطالب برلمانية لحماية الآثار المصرية ومنع محاولات سرقتها    معرض «رمسيس وذهب الفراعنة».. فخر المصريين في طوكيو    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    محافظ الدقهلية يتفقد أعمال تطوير مستشفى طلخا المركزي وإنشاء فرع جديد لعيادة التأمين الصحي    أفضل مشروبات طبيعية لرفع المناعة للأسرة، وصفات بسيطة تعزز الصحة طوال العام    وزير الري يؤكد استعداد مصر للتعاون مع فرنسا في تحلية المياه لأغراض الزراعة    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    بولندا تغلق مطارين وتضع أنظمة دفاعها الجوى فى حالة تأهب قصوى    الإسكندرية تترقب باقي نوة المكنسة بدءا من 22 نوفمبر.. والشبورة تغلق الطريق الصحراوي    مصرع 3 شباب فى حادث تصادم بالشرقية    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    بعد غد.. انطلاق تصويت المصريين بالخارج في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    اليوم.. أنظار إفريقيا تتجه إلى الرباط لمتابعة حفل جوائز "كاف 2025"    هنا الزاهد توجه رسالة دعم لصديقها الفنان تامر حسني    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    تنمية متكاملة للشباب    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    الصحة: «ماربورج» ينتقل عبر خفافيش الفاكهة.. ومصر خالية تماما من الفيروس    صحة البحر الأحمر تنظم قافلة طبية مجانية شاملة بقرية النصر بسفاجا لمدة يومين    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    بحضور ماسك ورونالدو، ترامب يقيم عشاء رسميا لولي العهد السعودي (فيديو)    زيورخ السويسري يكشف حقيقة المفاوضات مع محمد السيد    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«خليفة مصطفى» المتهم الثالث فى عملية اغتيال «جمال عبدالناصر» الفاشلة فى حوار المفاجآت : الجناح العسكرى الإخوانى قتل «البنا»

مفاجآت مفجعة تضمنتها جلستنا المثيرة مع «خليفة مصطفى عطوة» عضو الجناح العسكرى بجماعة الإخوان المسلمين المتهم الثالث فى محاولة اغتيال الزعيم الراحل «جمال عبدالناصر»، كشف لنا «عطوة» الذى قال عن نفسه أنه تربى فى «حجر حسن البنا»، عن أن «البنا» كان مجرد «فاترينة» للمجلس الأعلى للإرشاد العالمى عند إنشاء الجماعة، وأكد المعلومة المعروفة عن أن الإنجليز قدموا للبنا «005» جنيه استرلينى لإنشاء جمعية «مكارم الأخلاق»، نافياً أن يكون «عبدالناصر» إخوانياً كما يدعون، وشدد على أن الإخوان هم من قتلوا «البنا» لأنه عاد لأحضان القصر وقال عنهم «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»، مشيراً إلى حادثة بصق المتهم الرئيسى فى حادثة الاغتيال الفاشلة «محمود عبداللطيف» على مرشدهم «حسن الهضيبى» بعدما أقسم على المصحف أنهم ليسوا إخوانا، وقال له «يا كافر يا ابن الكافرة»!.. محذراً من ولاية مسلحة يعد لها الإخوان فى سيناء تنفصل عن مصر لو سكتنا على هذا المخطط! لأن الإخوان توءم الصهيونية بالفعل!


أحذر من ولاية إخوانية مسلحة فى سيناء تنفصل عن مصر قريباً.. و«البنا» فاترينة للمؤسس الحقيقى للجماعة وهو المجلس الأعلى للإرشاد العالمى!




مفاجآت مفجعة تضمنتها جلستنا المثيرة مع «خليفة مصطفى عطوة» عضو الجناح العسكرى بجماعة الإخوان المسلمين المتهم الثالث فى محاولة اغتيال الزعيم الراحل «جمال عبدالناصر»، كشف لنا «عطوة» الذى قال عن نفسه أنه تربى فى «حجر حسن البنا»، عن أن «البنا» كان مجرد «فاترينة» للمجلس الأعلى للإرشاد العالمى عند إنشاء الجماعة، وأكد المعلومة المعروفة عن أن الإنجليز قدموا للبنا «005» جنيه استرلينى لإنشاء جمعية «مكارم الأخلاق»، نافياً أن يكون «عبدالناصر» إخوانياً كما يدعون، وشدد على أن الإخوان هم من قتلوا «البنا» لأنه عاد لأحضان القصر وقال عنهم «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»، مشيراً إلى حادثة بصق المتهم الرئيسى فى حادثة الاغتيال الفاشلة «محمود عبداللطيف» على مرشدهم «حسن الهضيبى» بعدما أقسم على المصحف أنهم ليسوا إخوانا، وقال له «يا كافر يا ابن الكافرة»!.. محذراً من ولاية مسلحة يعد لها الإخوان فى سيناء تنفصل عن مصر لو سكتنا على هذا المخطط! لأن الإخوان توءم الصهيونية بالفعل!



- لمن لا يعلم هناك ما يسمى بالمجلس الأعلى للإرشاد، وهو تنظيم خارجى مكون من أشخاص غير معلومين حتى للإخوان هنا فى مصر، وهؤلاء اختاروا 01 أشخاص فى مصر لتأسيس جماعة الإخوان المسلمين وكان من بينهم عبدالرحمن السندى والسيد عبدالله الريس، وهؤلاء استخدموا حسن أحمد عبدالرحمن محمد البنا الساعاتى لتكوين الجماعة أو مؤسسها الشكلى، وكان البنا يعمل محفظاً للقرآن فأرسل له الإنجليز بالتعاون مع هؤلاء خطاباً لهيئة قناة السويس بموجبه تم منح البنا 005 جنيه استرلينى لإنشاء جمعية مكارم الأخلاق التى عرفت فيما بعد بجمعية الإخوان المسلمين، والسؤال هنا: قناة السويس التى كانت تديرها فى ذلك الوقت كل من بريطانيا وفرنسا والأخيرة تعد من الدول التى انتهجت التبشير للنصرانية فى العالم العربى فكيف يمولون جمعية لمكارم الأخلاق الإسلامية؟ وفى مقابل ماذا؟
يجب أن تعلموا أن «حسن البنا» ليس مؤسساً لجماعة الإخوان وإنما كان الفاترينة التى استخدمها المجلس الأعلى للإرشاد، أما معرفتى بالبنا فتبدأ فى طفولتى المبكرة بمنزل جدى الحاج عطوة خليفة عمدة القرية حيث كان يتردد على منزلنا كل يوم أربعاء وكان عمرى وقتها خمس سنوات، أى أننى تربيت فى حجر «البنا» وأصبحت تلميذاً له على مر السنوات، وعضوا فى جماعة الإخوان المسلمين حتى نهاية حادثة المنشية، لكن لم يكن لى احتكاك مباشر به بعد أن أصبح مرشداً للجماعة، خاصة أنى كنت فى إحدى خلايا الجناح العسكرى للجماعة والذى أسسه عبدالرحمن السندى.
∎ من كان صاحب فكرة تكوين جناح عسكرى بالجماعة البنا أم رفاقه من الرعيل الأول؟
- الجناح العسكرى للإخوان أنشأه حسن البنا تحت رئاسة «عبدالرحمن السندى» فى نوفمبر 3491 ومهمته تنفيذ عمليات اغتيالات لخدمة أهداف الجماعة والمسئول عن توفير السلاح للجناح كان يدعى «السيد عبدالله الريس» وبدأ الجناح عمله بعد عودة السيد قطب من الولايات المتحدة الأمريكية بكتب الإلحاد وبعد انضمامه لجماعة الإخوان.
وكان أول جهاز سرى للإخوان يتكون من محمود لبيب ضابط فى جيش التشريفة للملك فاروق رئيسا، وكان من أشهر الناس التى تعمل لصالح الإنجليز فى مصر، وباقى الجهاز يتشكل من صالح عشماوى وعبدالرحمن السندى، والسيد فايز ومصطفى مشهور، وبعد ذلك أعاد السندى تشكيل الجناح فضم إليه محمود الصباغ، وأحمد حسانين ومصطفى مشهور وأحمد زكى، والصاغ صلاح شادى والضابط عبدالمنعم عبدالرءوف الذى تم فصله من الجهاز قبل الثورة، بالإضافة إلى محمود عبده والشيخ محمد فرغلى ويوسف عز الدين طلعت، وكانت هناك لجنة خاصة بالانفجارات وتختص بالعمليات التفجيرية وتم ضم الضابطين صلاح أبوشادى وعبدالمنعم عبدالرءوف ومعهما محمود عبده.
بدأ الجناح العسكرى تنفيذ عمليات الاغتيال بعد تكونه بأشهر قليلة وبالتحديد فى 32 فبراير 5491 باغتيال أحمد باشا ماهر رئيس وزراء مصر آنذاك ثم تلتها العديد من الاغتيالات منها محمود فهمى النقراشى الذى أصدر قراراً بحل الجماعة، وأيضاً اغتيال المستشار أحمد الخازندار رئيس محكمة استئناف القاهرة فى 8491، والذى كان ينظر قضية عرفت بقضية تفجيرات سينما مترو وأدين فيها أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين، أما الغريب فهو أن ينقلب الإخوان على مؤسسهم ليغتالوه وهذه قصة أخرى.
∎ لماذا تتهم الإخوان باغتيال حسن البنا وما دليلك على ذلك؟
- شهد 8491 عدة انفجارات نفذها الجناح العسكرى بداية من التفجير الذى حدث أمام وزارة الداخلية فى إبريل، ثم تفجيرات محلات داوود عدس فى يوليو تلتها محلات جاتنيوم وشركة العامرية للأراضى فى أغسطس وغيرها مثل حارة اليهود فى 22 و82 سبتمبر من نفس العام، فشعر فاروق بخطورة تلك الجماعة فأمر النقراشى باشا بحلها، وأذاع راديو القاهرة أمر الحاكم العسكرى العام رقم 36 لسنة 8491 بحل الجماعة بكل فروعها فى البلاد ومصادرة أموالها وممتلكاتها، وبعد أقل من عشر دقائق خرج الإخوان من المقر العام فوجدوا أن المكان قد تم حصاره من جميع الجهات من قبل الحرس الحديدى للملك فاروق وأنهم وقعوا فى الفخ وتم القبض عليهم جميعاً ماعدا حسن البنا المرشد العام ومؤسس الجماعة، وقدم البنا طلبا لمقابلة الملك فاروق «حامى المصحف»، فلم يكن من مصلحة الحكومة والملك قتل حسن البنا لأنهم كانوا قد تمكنوا منه تماما واشتروه ليعمل لصالحهم، وكان صمود المعتقلين من الجماعة واحتمالهم للتعذيب يستمد صلابته من «البيعة» التى أقسموا بها بين يدى البنا أو من يمثله فى حجرة مظلمة، فإذا تخلى زعيمهم عنهم وعن فكرة «الجهاد» كما لقنها لهم، فماذا يبقى؟! خاصة بعد بيان البنا الذى نشرته الصحف، والذى حمل عنوان «بيان للناس» يستنكر فيه أعمال رجاله ورفاق طريقه، ويدمغها بالإرهاب والخروج على تعاليم الإسلام، وبعد يومين من صدور البيان قبض على أحد قادة الجهاز السرى وهو يحاول نسف محكمة استئناف مصر! فاضطر البنا إلى كتابة بيان يتبرأ فيه من القائمين بهذا الفعل بعد مفاوضات مع الحكومة، عنوانه «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين».
∎ بافتراض صحة ما قلته لكنك لم تكن موجوداً أثناء التخطيط فما حجتك؟
- كنت موجوداً أثناء تخطيط مقتل «حسن البنا» لأنه من سياسة الجناح العسكرى تواجد أحد الكوادر ليتعلم كيفية التخطيط لإعداده مستقبلاً وكنت أنا هذا الكادر عندما خطط الإخوان لاغتيال «حسن البنا»، وقصة الاغتيال أنه عند ذهابه لمقر الجماعة بشارع رمسيس وكان برفقته مجموعة من الإخوان وهو على سلم المقر توقفت سيارة سوداء كاديلاك رقم 3739 ملاكى مصر وتم إفراغ ست رصاصات فى صدره وكان ذلك فى السادسة إلا خمسة مساء وكل قيادات الإخوان موجودة واقفة ولم يقم أحد بنقله للإسعاف المركزى الذى يبعد خطوات وادعوا أن مستشفى قصر العينى كان لديه أوامر بعدم إسعافه وظل ينزف على سلم المقر ما يقرب من 61 ساعة من السادسة مساء حتى العاشرة صباح اليوم التالى حتى يتأكدوا أنه عند وصوله للمستشفى يكون قد انتهى فعلاً، ثانياً لم يحضر من قياديى الإخوان أو أعضاء الجماعة جنازته، من قام بدفنه زوجته وبناته وإذا كان صاحب فضل فلماذا لم يذهبوا إلى جنازته وتم دفنه فى ترب الغفير فى ترب الصدقة، الإخوان ليس لديهم غالٍ، أخو عبدالله الريس كان مسئول التسليح بالحرس الملكى وعندما نصح أخاه بالابتعاد عن الجماعة تم اغتياله من خلال إرسال علبة حلاوة المولد مفخخة انفجرت فيه بمجرد فتحها والذى يدبر لاغتيال أخيه يقتل أى أحد.
∎ لماذا لم تنته الجماعة بعد مقتل «البنا».. هل لأنها فكرة كما يقولون؟!
- الإخوان أساتذة فى عقد الصفقات كانوا يريدون إرضاء الملك فقاموا بتعيين «حسن الهضيبى» بعد مقتل البنا والذى كان زوج شقيقة «مراد حسن» ناظر الخاصة الملكية على الرغم من أن الهضيبى لم يكن عضوا بالجماعة وليس من رعيلها، ولكن كان الملك فاروق من مؤيديه ولهذا تم اختياره مرشدا للجماعة وعندما قامت الثورة حل مجلس قيادة الثورة أى تنظيمات سياسية أو حزبية ولم يعد هناك إخوان مسلمون.
∎ وكيف تم اختيارك لتكون فى الجناح العسكرى؟
- كان جدى عمدة «بحطيط» وكان يعلمنى استخدام السلاح وضرب النار بوصفى الحفيد الوحيد له، وفى فترة الطفولة والمراهقة كان يتم تجميعنا فى مجموعات لتلقى الدروس الدينية ونمارس الأنشطة الدينية والرياضية فيما يسمى مجموعات «الكشافة» ثم تحولت إلى تدريبات للدفاع عن النفس وتعلم الرماية وصولا إلى حمل السلاح والذى كنت برعت فيه، ولهذا تم اختيارى فى الجناح العسكرى.
∎ هل فعلا أن جمال عبدالناصر كان منتميا للإخوان المسلمين قبل الثورة وانشق عنهم بعد نجاحها فأمروا باغتياله؟
- عبدالناصر عندما فكر فى ثورة يوليو كان لا يريدها انقلابا عسكريا مثلما حدث فى الثورة العرابية، كما لم يكن يريدها ثورة شعبية لا تملك القوة لتنفيذ مطالبها مثل ثورة 9191، بل أرادها عبدالناصر ثورة عسكرية لها قاعدة شعبية فتحدث لكل التيارات الحزبية والقوى السياسية المعارضة واستمال قادتها وهو كان يريد معرفة موقفهم تجاه ما يحدث وقتها، والدليل على ذلك أن مجلس قيادة الثورة ضم طوائف مختلفة من عبدالحكيم عامر والذى كان خاله حيدر باشا وزير الدفاع أيام الملك فاروق، وأنور السادات الذى كان ضمن قوات الحرس الحديدى للملك فاروق وصديق طبيبه الخاص يوسف رشاد، كان يريد نجاح ثورته بالتمكن من مراكز القوى فى مصر حتى لا يكون هناك احتكاك دموى أو عنيف ولذلك عند قيام الثورة لم تطلق رصاصة واحدة على أحد، جلوس عبدالناصر مع الإخوان ليس معناه أنه عضو بها ومشاركته فى حرب 8491 فى فلسطين ومعرفته بهم فى ذلك الوقت ليس معناه أنه عضو فى الجناح العسكرى للإخوان، ولكن عندما تسلم عبدالناصر رئاسة وزراء مصر فى مارس 4591 أعاد تشكيل مجلس الوزراء، وفوجئ ناصر بأن الإخوان يطلبون ضم مجموعة كبيرة منهم للحكومة على رأسهم أحمد حسن الباقورى، ووافق عبدالناصر على ضم عدد منهم لكن فوجئ ناصر بمكتب الإرشاد يطلب رئاسة الحكومة وهو ما رفضه ناصر ومجلس قيادة الثورة فقرر الإخوان الانسحاب من الحكومة والتشكيل الوزارى، لكن رفض الباقورى الانسحاب من التشكيل الوزارى ولم يستجب لأوامر مكتب الإرشاد الذى قرر فصلهم جميعا من الجماعة، وتم إعلان التشكيل الحكومى الجديد باستمرار الباقورى وباشرت حكومة ناصر المفاوضات مع الإنجليز وصولا لتوقيع اتفاقية الجلاء.
وكان المرشد العام فى ذلك الوقت هو «حسن الهضيبى» وبدأ تنفيذ مخطط للإطاحة بعبدالناصر فبدأ يجرى اتصالات مع السفارة الإنجليزية بالقاهرة للتحريض ضد عبدالناصر ويطالبهم بتأجيل اتفاقية الجلاء لحين الإطاحة بعبدالناصر مع وعد باستمرار الإنجليز فى مصر حال صعود الإخوان لمنصة الحكم وعودة الملك، كما قام الهضيبى بعقد جلسات مع اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية وقتها وتحذيره من نجومية ناصر وأنه يخطط للقضاء عليه والاستيلاء على كرسى الرئاسة وهو ما استجاب له نجيب وأعطاهم الضوء الأخضر للتخلص من ناصر، لكن نجح عبدالناصر فى إجبار الإنجليز على توقيع الاتفاقية ولهذا صدر قرار مكتب الإرشاد بضرورة اغتيال عبدالناصر وتم تكليف مجموعة من الجناح السرى العسكرى بالذهاب إلى الإسكندرية فى مساء الأربعاء 62 أكتوبر 4591، وكان الهضيبى يومها موجودا فى الإسكندرية وقبلناه يوم العملية ليباركنا.
∎ كيف تم التدبير للعملية فى حين أنه تم حل الجماعة من بعد الثورة؟
- اللواء محمد صالح طلعت أخو طلعت حرب باشا استفاد من العناصر المدربة لجماعة الإخوان فى تلك الفترة بعد حلها وتم ضمهم لجمعية الشبان المسلمين التى كان يرأسها حرب فى ذلك الوقت وتم تكثيف تدريبهم لمقاومة الاحتلال ووضعهم فى عمليات خط القنال ضد الإنجليز ثم كون منهم الحرس الوطنى للرئيس نجيب وعبدالناصر وكنت واحدا من المنضمين للحرس الوطنى.
قامت عناصر من الإخوان المنحلين بالاتصال بنا مرة أخرى مستنكرين وجودنا فى الحرس الوطنى أو الجبهة قائلين إن عبدالناصر باعنا للإنجليز وعقد معهم اتفاقية ستجعلهم موجودين عشرين شهرا أخرى، الأمر الذى صدمنا فى الثورة وفى قياداتها فقلنا لن نرحل حتى نعيد القناة لمصر كاملة أو نقاتلهم ومن هذا المدخل عاد الإخوان بشكل سرى وتم تجميع خلية الاغتيال التى منها أنا وأنور حافظ ومحمد على نصيرى ومحمود عبداللطيف وهنداوى دوير الذى كان قائد المجموعة .
∎ وما كان دورك فى العملية ؟
-كنت أنا وأنور حافظ نرتدى زى الحرس الوطنى للثورة ونقف على المنصة على بعد خطوات خلف عبدالناصر الذى كان يفتخر دائما بشباب الثورة الذين شكل منهم الحرس الوطنى على أن أعطى إشارة البدء فى إطلاق الرصاص بإصبع اليد كما كان متفقاً مع عبداللطيف بمجرد رؤيتها، وكان مكانى شمال المنصة وأنور حافظ عن اليمين الذى كانت مهمته إعطاء إشارة للنصيرى الموجود يمين المنصة ليحتضن عبدالناصر ويفجر نفسه بالحزام الناسف عند تلقى الإشارة، وكان عبداللطيف مندسا بين الجماهير العادية بجوار تمثال سعد زغلول فى مواجهة المنصة حتى يمكنه اعتلاؤه وإطلاق الرصاص إذا لزم الأمر لأنه أفضل واحد فى المجموعة فى إطلاق الرصاص من المسدس وكان من النوع «البراونينج» ألمانى الصنع 9 مللى وكان من أحدث الماركات فى ذلك الوقت وكان عبداللطيف يحمل طبنجتين من نفس النوع فى العملية خشية أن ينحشر الرصاص فى إحداها بسبب الرطوبة لأن هذا السلاح كان يأتى مهربا وكان يتم أخذ الرصاص أو شراؤه من معسكر الإنجليز .
∎ وماذا جرى فى المنصة ؟
كان عبدالناصر يخطب وعندما قال كلمة «الكرامة» أعطيت الإشارة لإطلاق النار وهو أنسب توقيت لأنه كان منفعلا ويرفع يده اليسرى كثيرا وهو وضع جيد لإطلاق الرصاص على قلبه وإصابته فى مقتل وفعلا أطلق عبداللطيف النار وكان عبدالناصر يحمل قلم حبر أحمر نوعه «تروبل» وجاكيت بدلته العسكرية دائما واسع فاصابت الرصاصة القلم الحبر ومرت بين جمال سالم وعبد الحكيم عامر لتستقر فى جسد أحمد بدر سكرتير هيئة تحرير الإسكندرية والذى مات فى الحال والرصاصة الثانية أصابت «المرغنى حمزة» زعيم الطائفة الخاتمية بالسودان والذى كانى يجلس خلف عبدالناصر وتحولت المنصة أمامى إلى بركة دماء مع استمرار عبداللطيف فى إطلاق الرصاص بعشوائية فى حين كان عبدالناصر حيا، بل يقف بكل شجاعة مصرا على إكمال الخطاب ويهتف للجماهير «محدش يمشى كله يخليه فى مكانه» وزملاؤه يحاولون إبعاده، وعندما عمت الفوضى وسط ذهولى بأن عبدالناصر مازال حيا ويتعامل مع الموقف بشجاعة أدركت حينها أن الله لم يقدر له الموت فى تلك اللحظة فأخذت أشير لعبداللطيف بوقف إطلاق الرصاص لكنه ظل يضرب وأصبت أنا بثلاث رصاصات فى ذراعى اليمنى، ومات فى تلك الحادثة 7 أشخاص، وقد كان هناك عسكرى اسمه محمد حسن إبراهيم الحلاتى أمسك بقدم عبداللطيف لدرجة أنه خلع بنطلونه وقام القسم الطبى بالقوات المسلحة باستخراج الرصاص من ذراعى، وعلى الرغم من ذلك فمازال إصبعى الإبهام مصابا بالشلل التام، ومن الطريف أن الحادثة كانت ستمر دون أن يكشف أحد أننى وأنور حافظ من مجموعة الاغتيال لولا أن قائد المجموعة هنداوى دوير سلم نفسه واعترف علينا وكشف المجموعة كلها وتم اعتقالنا.
∎ ماذا حدث فى التحقيقات؟
- بعد القبض علينا قام كل منا على حدة بالاعتراف على الآخرين، فاعترف عبداللطيف وتطابقت اعترافاته مع اعترافات دوير، وقام البوليس الحربى بتحويلنا من الإسكندرية إلى سجن القلعة فى نفس الليلة، وتمت المحاكمة فى اليوم التالى مباشرة فى محكمة الشعب برئاسة قائد الجناح جمال سالم والبكباشى أركان حرب حسين الشافعى والبكباشى محمد أنور السادات، ولقد اعترفنا جميعا بما كنا نخطط له وتم الحكم علينا بالإعدام.
∎ وماذا حدث بعد ذلك وكيف تم العفو عنك؟
- بعد الحكم بالإعدام تم ترحيلنا إلى سجن القلعة فى انتظار الإعدام فى الزنزانة رقم 6 وأنور فى زنزانة رقم 4 وبعد مدة طويلة أبلغونا أننا مكثنا فى سجن القلعة 12 يوما وأن الحاكم العسكرى العام وهو رئيس الوزراء جمال عبدالناصر قد خفف الحكم لى ولأنور إلى الأشغال الشاقة بدلا من الإعدام، لأننا كنا مازلنا طلبة فى الجامعة، وأنه تم التغرير بنا وتضليلنا، وبعد مرور تسعة أيام أخذتنا عربة جيب إلى مكان عرفنا أنه مقر المحكمة فى الجزيرة وعقب الدخول إلى عدة ممرات وجدنا أنفسنا فى حجرة على النيل وأعطونا ملابس مدنية جديدة، ثم دخلنا حجرة مجاورة ووجدنا أمامنا عبدالناصر، وكان يجلس على المكتب يدخن سيجارته الشهيرة، وأمامه على المكتب صور للحادث وملف التحقيقات.
اعتقدنا أن عبدالناصر جاء بنا إلى مقر المحكمة ليقتلنا أو ليشهد تعذيبنا على مشاركتنا فى تلك الواقعة، وقفنا أمامه قرابة الساعة وبعدها سألنا إن كان تم تعذيبنا، فكانت إجابتنا بالنفى فسألنا عن سبب مشاركتنا فى العملية؟ قلنا له إنه خائن باع البلد للإنجليز لأنهم طبقا للاتفاقية لن يرحلوا عن مصر قبل عشرين شهرا ولهم قاعدة عسكرية هى الأكبر ولهم حق العودة فى حال الاعتداء على أى دولة فى حلف بغداد، وقلنا له أنت والمجموعة اللى معاك عملاء للأمريكان اللى باركوا الثورة، ضحك عبدالناصر بشدة وقال القاعدة العسكرية لا يوجد بها أى عسكرى إنجليزى والموجودون مجرد خبراء أى أن الإنجليز رحلوا فعلا.. ومجلس قيادة الثورة لا يوجد به عملاء.
ثم سألنا عبدالناصر: من أين لنا بهذا الكلام؟ فقلنا من مكتب الإرشاد ومن ندوات حزب الوفد فكانت إجابته أن الوفد والإخوان يريدون عودة الملك واستمرار الإنجليز فى مصر، فهل تريدون ذلك؟ قلنا له: لا بالطبع نحن نريد دولة حرة مستقلة، ثم سألنا أكلتم فلم ننطق فطلب لنا أكلا ودخلت وليمة ساندوتشات فول وطعمية واستمر النقاش بيننا وبين عبدالناصر حتى الفجر، ثم حملتنا سيارة جيب وفوجئنا بأننا فى مدينة الزقازيق وقال الضابط المصاحب لنا: إن الحاكم العسكرى - أى عبدالناصر - عفا عنا وبعدها تم إعدام محمود عبداللطيف وهنداوى دوير وإبراهيم الطيب.
∎ ما حكاية أن محمود عبداللطيف بصق فى وجه «الهضيبى» داخل المحكمة؟
- فى المحاكمة تمت مواجهة حسن الهضيبى المرشد العام للإخوان ومحمود عبداللطيف المتهم الأول فأنكر معرفته بنا، وكان الهضيبى قد أقسم ثلاث مرات ممسكا المصحف بعدم معرفته بنا ولا يعرفنا ولا يعرف عبداللطيف فاكتشفنا أننا ضحية خدعة إخوانية كبيرة، فبصق عبداللطيف فى وجه الهضيبى فى المحكمة لحلفه اليمين والقسم على المصحف كذبا وصرخ بشكل هيتسيرى موجها كلامه للهضيبى: يا كافر يا ابن الكافرة!
∎ إذن كيف عملت فى مكتب عبدالناصر؟
- كان الحادث بعد انتهاء الامتحان بيوم واحد وبعد انتهاء التحقيقات، وكانت نتيجة الامتحانات تذاع فى الراديو وعرفنا منها أننا نجحنا بتقدير جيد ثم جاءت عربة جيب عسكرية إلى منزلنا وركبت أنا وحافظ، ولم نكن نعرف إلى أين نحن ذاهبون، ففوجئنا بذهابها إلى مقر رئاسة الجمهورية، وقابلنا عبدالناصر وسألنا: ناجحين وبتقدير جيد ناويين تشتغلوا فين؟! فرد حافظ: احنا مش عارفين لأن مستقبلنا انتهى مفيش مؤسسة حتقبل بينا، واحنا رد سجون، فطلب بالتليفون على صبرى وقال: العيال دى بلدياتك.. فرد صبرى وقالوا: للأسف يا ريس.. فقال له عبدالناصر: خدهم شغلهم معاك وفعلا عملنا فى جهاز توثيق وتنقية المعلومات لمجلس الوزراء التابع لرئاسة الجمهورية ثم فى مكتب السكرتارية الشخصى له لمدة 61 عاما حتى وفاته.
∎ كلامك يجعلك مستهدفا من الإخوان.. ففى تصورك لماذا يسكتون عنك؟
- أملك من الأدلة ما يدينهم وهم يعلمون أن اغتيالى سيفضحهم، على مدار 61 عاما فى مكتب عبدالناصر ومركز التوثيق، أملك قصاصات بخط يد عبدالناصر تدينهم أحتفظ بها للحفاظ على حياتى!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.