قبل إغلاقها.. منح دراسية في الخارج للطلاب المصريين في اليابان وألمانيا 2024    استشهاد رائد الحوسبة العربية الحاج "صادق الشرقاوي "بمعتقله نتيجة القتل الطبي    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الكبير.. سعر الذهب بالمصنعية اليوم الإثنين 20 مايو بالصاغة    اليوم.. البنك المركزي يطرح سندات خزانة بقيمة 9 مليار    شيخ الأزهر بالفارسية: نتضامن مع إيران في حادث طائرة إبراهيم رئيسي    قلق خليجي بشأن الطائرة المروحيّة التي تقل الرئيس الإيراني    إعلام إيراني: فرق الإنقاذ تقترب من الوصول إلى موقع تحطم طائرة الرئيس الإيراني    "علامة استفهام".. تعليق مهم ل أديب على سقوط مروحية الرئيس الإيراني    «مسكت المنتخب ليه؟».. حسن شحاتة يهاجم حسام حسن بسبب تصريحاته    حسين لبيب: الزمالك قادر على التتويج بالدوري هذا الموسم    لبيب: نملك جهاز فني على مستوى عال.. ونعمل مخلصين لإسعاد جماهير الزمالك    الشماريخ تعرض 6 لاعبين بالزمالك للمساءلة القانونية عقب نهائي الكونفدرالية    اليوم.. علي معلول يخضع لعملية جراحية في وتر أكيليس    استعدادات عيد الأضحى في قطر 2024: تواريخ الإجازة وتقاليد الاحتفال    مصدر أمني يكشف حقيقة حدوث سرقات بالمطارات المصرية    درجة الحرارة تصل ل 41.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق داخل مدرسة في البدرشين    جريمة بشعة تهز المنيا.. العثور على جثة فتاة محروقة في مقابر الشيخ عطا ببني مزار    نشرة منتصف الليل| تحذير من الأرصاد بشأن الموجة الحارة.. وتحرك برلماني جديد بسبب قانون الإيجار القديم    الإعلامية ريهام عياد تعلن طلاقها    د.حماد عبدالله يكتب: العودة إلى الماضى والنظر إلى المستقبل    عمرو أديب عن جلسة أوبر أمام البرلمان: احترموا مشاعر المصريين    تعرف على أهمية تناول الكالسيوم وفوائدة للصحة العامة    كلية التربية النوعية بطنطا تختتم فعاليات مشروعات التخرج للطلاب    أيمن يونس عن فوز الأبيض بالكونفدرالية: «الزمالك استعاد هيبته»    الصحة: طبيب الأسرة ركيزة أساسية في نظام الرعاية الصحية الأولية    حتى يكون لها ظهير صناعي.. "تعليم النواب" توصي بعدم إنشاء أي جامعات تكنولوجية جديدة    جوميز: المباراة كانت صعبة جدا وأهنئ نهضة بركان لأنهم وضعونا فى أزمات    عواد بعد التتويج بالكونفدرالية: سأرحل بطلًا إذا لم أجدد مع الزمالك    مسؤول بمبادرة ابدأ: تهيئة مناخ الاستثمار من أهم الأدوار وتسهيل الحصول على التراخيص    بعد الموافقة عليه.. ما أهداف قانون المنشآت الصحية الذي أقره مجلس النواب؟    شيخ الأزهر مغردا باللغة الفارسية: خالص تضامننا مع إيران    الشرق الأوسط بات على شفير الهاوية.. ومقاربة واشنطن المضلّلة    الأمم المتحدة: ما يحدث في غزة تطهير عرقي أمام العالم    العراق: المفاوضات مع الشركات النفطية الأجنبية بإقليم كردستان لم تحقق أي تقدم    اليوم.. محاكمة طبيب وآخرين متهمين بإجراء عمليات إجهاض للسيدات في الجيزة    اليوم.. محاكمة 13 متهما بقتل شقيقين بمنطقة بولاق الدكرور    مستشار اتحاد الصناعات: على الدولة إعادة النظر في دورها من مشغل إلى منظم    تقرير رسمى يرصد 8 إيجابيات لتحرير سعر الصرف    النائب أحمد الشرقاوي: قانون إدارة المنشآت الصحية يحتاج إلى حوار مجتمعي    مقرر لجنة الاستثمار بالحوار الوطنى: مصر أنفقت 10 تريليونات جنيه على البنية التحتية    خبيرة ل قصواء الخلالى: نأمل فى أن يكون الاقتصاد المصرى منتجا يقوم على نفسه    حظك اليوم برج الدلو الاثنين 20-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    عمر الشناوي: لو تم تجسيد سيرة جدي سيكون الأقرب للشخصية إياد نصار أو باسل خياط    منسق الجالية المصرية في قيرغيزستان يكشف حقيقة هجوم أكثر من 700 شخص على المصريين    عالم بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة    ارتفاع كبير في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 20 مايو 2024    نقيب الأطباء: قانون إدارة المنشآت الصحية يتيح الاستغناء عن 75% من العاملين    أيمن محسب: قانون إدارة المنشآت الصحية لن يمس حقوق منتفعى التأمين الصحى الشامل    تقديم الخدمات الطبية ل1528مواطناً بقافلة مجانية بقلين فى كفر الشيخ    أتزوج أم أجعل أمى تحج؟.. وعالم بالأوقاف يجيب    طقس سيئ وارتفاع في درجات الحرارة.. بماذا دعا الرسول في الجو الحار؟    وزير الأوقاف: الخطاب الديني ليس بعيدًا عن قضايا المجتمع .. وخطب الجمعة تناولت التنمر وحقوق العمال    متحور كورونا الجديد.. مستشار الرئيس يؤكد: لا مبرر للقلق    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    حكم إعطاء غير المسلم من لحم الأضحية.. الإفتاء توضح    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«مرسى» لن يكونمرشح «الإخوان» فى الانتخابات الرئاسية المقبلة!

الصورة من بعيد دائما ما تكون أوضح.. فانطباعاتها فى الذهن أكثر بقاءً.. وتحليل كل جوانبها - غالبا - ما يكون أكثر نقاء. وتزداد الصورة وضوحا إن كان من ينظر إليها جزءا من تكوينها.. عاش أحداثها.. احتك بأزماتها.. تفاعل مع مكوناتها، وإن ابتعد عنها بجسده يوما ما.
من هنا تأتى أهمية استضافة «روزاليوسف» لقيادات الجمعية المصرية لرجال الأعمال بألمانيا.. فهم عاشوا فى مصر وسط أنظمة سياسية مختلفة.. وتعايشوا مع ثقافة أوروبية تقدر المعنى الحقيقى للديمقراطية.. جمعوا بين خبرات المواطن ونظرة المغترب.. تحركهم أحلامهم بقدر ما ترشدهم حساباتهم.
وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع تقديراتهم.. تبقى رؤيتهم محل تقدير واعتبار، إذ يرون فى مجمل ما يرون، ما يمكن أن تبعده عن أعيننا سخونة الأحداث التى تحاصرنا «صباح مساء»، وخاصة أنهم يمثلون قطاعات مختلفة من النسيج الوطنى المصرى.
فمنهم من انحدر من أسرة «أرستقراطية» عريقة هو د.هانى النقراشى، الرئيس «السابق» للجمعية المصرية لرجال الأعمال بهامبورج
ومنهم المصرى «النابه» المملوء بحماس الشباب المهندس نشأت الفار، رئيس اتحاد رجال الأعمال المصريين بألمانيا.
ويدعمهم الخبير الاستراتيجى اللواء ياسين سند، الذى جمع بين صلابة مقاتل «الصاعقة» وسرعة بديهة رجل «الاستطلاع الحربى».
ولعل هذا التنوع الإيجابى، هو ما أغرانا لقراءة «كف الوطن» معهم بعد عامين من ثورة يناير فى وقت «صعب» تحتاج فيه البلاد لكل رؤية مخلصة من أبنائها.




∎ روزاليوسف: بداية.. كيف تفاعلتم مع أحداث الثورة المصرية فى «25 يناير» وكيف استقبلتم نجاحها؟
- د.م هانى النقراشى: الجالية المصرية فى ألمانيا كانت تتابع أحداث ثورة يناير يوما بعد يوم، وخاصة أن هذه الثورة حققت أملاً كبيراً للمصريين فى الخارج والداخل.
وكانت فرحتنا عارمة يوم «5 فبراير»، عندما خرجت الجالية المصرية فى مظاهرة عارمة، إذ بدأت بعدد محدود.. وفجأة انضم إليها الكثيرون من المصريين المقيمين هناك، فضلا عن الألمان أنفسهم.
وفى يوم 11 فبراير قبل إعلان التنحى، طلب منى التليفزيون الألمانى حوارا عن الثورة.. وجاءنا خبر التنحى ونحن فى الاستوديو.. فخرج الشعب الألمانى يشاركنا الفرحة، ونحن نغنى «النشيد الوطنى»، وجاءت هالة غنام «القنصل العام» لتهنئنا ومعها العلم المصرى، إذ كانت تغمرها هى الأخرى، الفرحة على عكس ما كان يشاع عن انحيازها ومن ثم المؤسسة الدبلوماسية للنظام السابق!

∎ روزاليوسف: الآن ومع اقتراب الاحتفال بالعيد الثانى للثورة كيف ترون مستقبل مصر؟
- المهندس نشأت الفار: أنا متفائل دائما بشأن مصر، لأنها أول دولة فى التاريخ يكون لها عاصمة حقيقية وتنظيم إدارى يسرى على الجميع.. فمهما مر عليها من أوقات ضعف تستطيع أن تنهض وتقف مرة أخرى، وأتذكر أننى وقت الثورة كنت رئيس الجالية العربية فى ألمانيا، وكان الجميع يتوقع أن الثورة ستفشل وكلها أيام وتنتهى، ولكننى كنت متأكداً من نجاح الثورة.
وفى خلال سنوات ستكون مصر من أكبر 10 دول اقتصاديا فى العالم.. وهذا هو رأيى حتى الآن على الرغم مما يحدث فى مصر من فوضى وقلق واحتجاجات، لأن الفرق بين النظام القديم والنظام الجديد، هو أن كل مصرى بعد الثورة بدأ يشعر أن مصر ملك له، كما أصبح هناك حرية رأى لأن الخوف انتزع من قلوب المصريين.. والفساد الداخلى فى بداية نهايته، فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، ولكنى كنت أتمنى أن يعدم فرد أو اثنان من النظام السابق مثلما حدث فى الثورة الفرنسية التى أعدمت عددا كبيرا من رموز نظامها السابق ولكن هذا لم يحدث فى مصر.

∎ روزاليوسف ألا تقلقكم الإضرابات المتزايدة بأى صورة؟
- نشأت الفار: رغم الفوضى التى تعانى منها البلاد إلا أن مصر تسير فى طريق صحيح، وخير مثال هو تركيا.. فمنذ 15 عاما كانت تنهار تركيا اقتصاديا، ولم تكن هناك عملة قوية بها، إذ انخفضت قيمتها الشرائية لحد لايمكن تخيله، نتيجة الحكم العسكرى.. إلى أن جاء أردوغان رئيس الوزراء التركى وكان لاعب كرة قدم.. وبعد توليه منصبه تحسن الوضع الاقتصادى لبلاده وخرجت تركيا من أزماتها.
وفى رأيى، مصر تعيش نفس الظروف الصعبة التى عانت منها تركيا.. ولكن الفساد فى طريقه للانقراض، فمصر ستتقدم اقتصاديا فى السنوات المقبلة، وخاصة أن لديها ثروة أعظم من مناجم البترول واليورانيوم، فيكفى طاقة الشمس.. وهى طاقة نظيفة نستطيع من خلالها أن نصدر منها الطاقة مثلما تصدر السعودية والعراق البترول.. والفرق أننا يمكن أن نصدر طاقة ليست لها آثار سلبية.. أما باقى الدول فتصدر طاقة تنتج عنها آثار جانبية تضر العالم.. ومن هنا جاءت فكرة مشروع د.هانى النقراشى عن الطاقة النظيفة فى مصر.
∎ روزاليوسف: كانت نسبة النمو قبل الثورة 3,7٪ لكن لم يشعر الشارع بنتائجها لسيطرة رجال الأعمال المتحلقين حول السلطة على هذا النمو.. ألا تخشون تكرار التجربة مع رجال الأعمال الإخوان؟!
- المهندس نشأت الفار: الديمقراطية والوعى الشعبى هما الفيصل الذى سيمنع الإخوان من السيطرة على اقتصاد الدولة حتى لا تتكرر إمبراطورية أحمد عز، كما أن الإخوان - فى تقديرى - أعقل من أن يرتكبوا أخطاء النظام السابق، خاصة إذا رأوا بأعينهم ما حدث لأباطرته.. وهنا أود أن ألفت انتباه إدارة الدولة الحالية أن الشارع إذا لم يستشعر نجاح ثورته، وأن خيرات بلاده عادت إليه.. هنا فقط أخشى من قيام ثورة الجياع التى لن تبقى ولن تذر.. وهذه الثورة احتمالات قيامها ستظهر خلال سنتين أو خمس سنوات على الأكثر، وإذا نجح النظام الحاكم الآن فى إدارة البلاد ولم يقم بتكرار تجارب سابقيه لن تقوم هذه الثورة لأن تحقيق العدالة الاجتماعية سيمنعها.. وهذه مسئولية وعى الشعب الجمعى أيضا.
∎ روزاليوسف: وإلى أى مدى ترون قدرة الشارع لتوجيه النظام أو الضغط عليه؟
- د.هانى النقراشى: كل الشواهد تؤكد على ذكاء الشعب المصرى فمن الصعب أن نصل لمداخله كما يصعب قياسه.. وتوقع ردود أفعاله.
وتحضرنى قصة طريفة كان بطلها أحد رجال المخابرات البريطانية أثناء الاحتلال الإنجليزى لمصر.. فقد قال الرجل «ضع نفسك مكان المصريين لتعرف كيف يفكرون.. ومع ذلك سوف تخطئ التقدير أيضا!»، لذلك لجأوا إلى أساليب إشعال الحرائق المجهولة.. ولم ينجح هذا الأمر فى تأجيج الفتن الداخلية والطائفية فى مصر.. لكن عندما جربوا هذا الأمر فى دول أخرى مثل الهند وقبرص نجح هناك!

∎ روزاليوسف: بمناسبة «الفتن الطائفية» كيف تقيمون مشهد الاحتقان المتصاعد بعد تزايد نبرات الغلو فى حديث تيارات الإسلام السياسى؟
- المهندس نشأت الفار: هذه التيارات يجب أن تدرك أن الجميع لن يضار من تطبيق الشريعة، لكنهم ليسوا محتكرى التحدث باسمها.. فلتطبيق الشريعة شروط معتبرة فقهيا.. فليس من الصحيح مثلا أن نطبق حد السرقة حاليا فى مصر دون أن نؤمن مصادر دخل معتبرة للجميع.. وهذا يقودنا إلى تحقيق العدالة الاجتماعية أولا.. فتحقيق هذه العدالة هو شرط تطبيق الحد شرعاً.. وفى الماضى كان هناك تكافؤ اجتماعى ومودة ورحمة بين الناس، لكن الآن لا يوجد تكافؤ أو مودة حتى أن الإخوة باتوا يختلفون على الميراث!
∎ روزاليوسف: هل لهذا التراجع السلوكى علاقة بنوع النظام الاقتصادى المطبق أم لأسباب أخرى؟
- المهندس نشأت الفار: فى تقديرى لا علاقة لهذا الأمر بالنظام الاقتصادى، حتى لو كان هناك من يحتكر رءوس الأموال فى البلاد! فالمهم أن تكون هناك عدالة اجتماعية تضمن «عيشة كريمة» للجميع.. وهذا هو أساس الانضباط السلوكى فى أي مجتمع كما هو الحال فى ألمانيا.
والسويد مثلا دولة متقدمة.. ويتحكم فى اقتصادها 11 عائلة فقط.. لكن النظام يحقق العدالة الاجتماعية وتوفير الرعاية الصحية والتعليم والدخل الذى يحقق حياة كريمة للجميع.. وهذا ما ينقصنا فى مصر.. كما أن الدعم يجب ألا يقدم لأصحاب الأجر الكبير.
- د.هانى النقراشى: أحب أن أضيف هنا نقطة.. فالمجتمع المصرى، شهد تغيرات كثيرة، ابتداء من عهد الملك فاروق، إذ بدأ فساد الأخلاق يظهر بصورة أكبر.. وبعد قيام ثورة يوليو أصبح أكثر قربا من نظام الحكم، خاصة بعد تأميم ثروات بعض الأسر وعلى رأسها أسرة محمد على.. وهو ما تسبب فى فساد أخلاقى كبير.. وزاد الفساد مع تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادى فى عهد الرئيس السادات ثم أصبح أكثر تغولا فى عهد «مبارك» وأصبح فسادا منظما.
∎ روزاليوسف: بشكل أكثر تركيزا، هل تتحدث عن الفساد المالى أم الفساد السلوكى، إذ يبدو الحديث وكأنه يسير فى اتجاهين مختلفين؟
- د.هانى النقراشى: الجانبان مرتبطان، وأتحدث عن الفساد المالى بصورة أساسية.
∎ روزاليوسف: نخشى أن يكون تقديرك يا دكتور لبدايات الفساد المالى متأثرا بميراث عائلة النقراشى مع ثورة يوليو، إذ يمكن أن نؤرخ كذلك لبداية الفساد المالى بظهور نظام «الإقطاعيات» الذى بدأ مع حكم محمد على نفسه!
- د.هانى النقراشى «ضاحكا»: ليس تماما.

∎ روزاليوسف: من الناحية العملية.. كيف يمكن أن نحقق العدالة الاجتماعية؟
- المهندس نشأت الفار: يمكن أن نسترشد بالتجارب الدولية.. فمثلا تضمن الحكومة الألمانية لرعاياها، حال «تقاعد» أى عامل 70٪ من راتبه إلى أن يجد عملا بمساعدة مكتب العمل.
وإن لم يجد عملا آخر، فيحول تأمين العمل إلى تأمين اجتماعى ليضمن حياة كريمة له.
د.هانى النقراشى: وهذا أفضل من دعم السلع.. فإعطاء سلعة مدعمة يشجع على استهلاكها فى المقام الأول.. لكن لابد من تشجيع الإنتاج.. وعندما يحقق نجاحه نرفع عنه الدعم.. فالخروج من أزمة الدعم يكون بزيادة الأجور.. ولنأخذ مثالا بإيران التى قررت رفع الدعم عن المواد البترولية، ثم وزعت قيمته على شعبها.
∎ روزاليوسف: ألا يوجد أى دعم فى ألمانيا للطاقة؟
-د.هانى النقراشى: يوجد دعم للطاقات المتجددة فقط.. وفى أقل وقت ستكون تكلفة الطاقة الشمسية أقل من تكلفة الطاقة المنتجة من البترول أو الغاز فى مصر لو أحسنا استثمارها وإنتاجها.
وإذا بدأت مصر من الآن فى العمل الجاد والبناء دون التفكير فى إقصاء الآخر والعمل لبناء الاقتصاد والعودة بمصر لعصورها الزاهية ستصل مصر لهدفها خلال سنوات.

∎ روزاليوسف: دائما ما تصطدم محاولات التنمية مع الترسيخ للديكتاتوريات ومنها بالتأكيد «الديكتاتوريات الدينية» وهو ما يخشى البعض منه فى مصر إذ يرون أن «الإخوان» لن يخرجوا عن هذا النسق.. كيف ترون المشهد؟
- المهندس نشأت الفار: ما ورد إلينا من قيادات الإخوان ممن التقيناهم يؤشر نحو عدم سعيهم لتأسيس دولة دينية.. وانطباعاتنا الأولية أنهم يخشون السير فى الطريق بمفردهم.. ويدركون أن مصر أكبر من أن يحكمها فصيل واحد.
اللواء ياسين سند: مصر أكبر من أن يحكمها فصيل واحد، لذلك أحب أن أوضح هنا خطأ ما حدث فى تشكيل التأسيسية.. فالدساتير يضعها العلماء وليس بالتوافق وهذه هى مشكلة الجمعية التأسيسية الحقيقية.. فهى لا تضم علماء وأساتذة دستور مثل الدكتور إبراهيم درويش الذى ساهم فى عمل دستور 16 دولة مختلفة.ولكن فى مصر لم يلجأ أحد لعمل دستور بلادنا!

∎ روزاليوسف: قبل أن نبتعد عن موضوع «العدالة الاجتماعية» هل ترون فى ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية، أنه يمكننا السير بخطوات جادة نحو تحقيقها أم أننا فى حاجة إلى الدعم الدولى كما تسعى الحكومة حاليا؟
- اللواء ياسين سند: مصر ليست فى حاجة إلى الدعم الدولى بأى صورة من الصور.. وأقطع لكم بأن مصر أغنى دولة فى الكرة الأرضية وبها مقوماتها دون احتياج لأحد.. والقروض توقعنا أكثر تحت سيطرة الشركات الأمريكية والأوروبية الكبرى.. «الكوربوريشنز»، ومن ثم إخضاع القرار السياسى للتوجهات الغربية.. وعلينا أن نحسن استخدام مواردنا أولا.. فلدينا مخزون من اليورانيوم والتيتانيوم والرمال السوداء فى سيناء وتقديرات هذا المخزون مذكورة فى دراسة سنة 99 أجرتها شركة استرالية تثبت إمكانية نهوض مصر فى سنوات قليلة.
كما يمكن أن تحصل مصر على 11 مليار دولار أرباحا من 11 مصنعا فقط تعمل بهذه القطاعات.
وقد كان هناك مشروع إنجليزى منذ عام 36 لتكون مصر أكبر منطقة حرة بالعالم.. رفضناه لأنه أتى من الاستعمار، لكنه من الناحية الواقعية كان يمكن أن يكون مفيدا.ونحن نعانى بالأساس من سوء الإدارة.. فالبنوك المصرية بها نحو 800 مليار جنيه راكدة، وهناك رعب من الاقتراض بسبب فترة الفساد التى عاشتها مصر فى عهد مبارك وزواج السلطة برأس المال، بالإضافة إلى الصناديق الخاصة التى تضم نحو 15 تريليون جنيه.وهناك أيضا مشروع مهمل منذ عام 99 لإعادة توزيع الثروة على المحافظات.. فجميع محافظات مصر لديها محاجر، عدا 4 محافظات بها مناجم.. فإذا توزعت هذه الثروات بالعدل على المحافظات فمصر ستنهض خلال 4 سنوات وتكون دولة عظمى.
ولابد أن نحافظ على زخم الثورة لأنها الثورة الوحيدة التى بدأت من القاع إلى القمة، بخلاف ما سبق من ثورات.
وكل هذه الحلول موجودة لدى الدولة لكن لا يوجد من يقرأ ويتحمس للتنفيذ.. وفى رأيى أن المجالس القومية المتخصصة لديها حلول لكل المشكلات التى تعانى منها مصر منذ 40 عاما ولكن هذه الحلول دائما فى الأدراج!
∎ روزاليوسف: بذكر روح الثورة، هناك من يطالب الإخوان، حاليا بتحجيم التظاهر على خلفية ما يشهده الشارع الآن.. كيف ترون مردود هذا الأمر؟
- اللواء ياسين سند: هذه الفكرة غاية فى الخطورة، لأنه لابد من الاستمرار فى التظاهر السلمى، لأن التحجيم سيقضى على روح الثورة.. وبعض وسائل الإعلام تركز على السلبيات فقط، وهو ما سبب حالة اكتئاب للشعب المصرى.
وبالمناسبة.. ساهمت أنانية بعض مرشحى الرئاسة السابقين فى تأزيم الموقف الداخلى لأن كلاً منهم سعى نحو one man show، فمثلا لو توافق صباحى وأبوالفتوح ما كان الفريق شفيق والإخوان وصلوا لجولة الإعادة معا.. كما كان كل هم عمرو موسى أن يحمل لقب «رئيس الجمهورية» بعد كل ما حصل عليه من مناصب.. وحتى الدكتور البرادعى مع الاحترام الكامل له ولمعجبيه يفتقد خبرة الإدارة السياسية للبلاد، وبالتالى أصبح الشارع مقسما إلى تكتلات «مشخصنة» وهو ما يصب فى صالح «الإخوان» بلا جدال.. لأنها القوى الوحيدة المنظمة.

∎ روزاليوسف: فى رأيك كم سيستمر حكم الإخوان لمصر؟
- اللواء ياسين سند: لن يتجاوز ال 10 سنوات إذا ما كانت هناك معارضة حقيقية.. لكن فى تقديرى لن يكون «د.مرسى» مرشحها المقبل!
المهندس نشأت الفار: اتفق مع تقدير اللواء ياسين.. فمصر ستظل هكذا حتى يأتى من لديه رؤية سياسية واضحة.. ويكون تابعا لحزب موجود فعليا داخل الشارع.. وهذا ما تفتقده الأحزاب الحالية ولا يتوفر إلا للإخوان والحزب الوطنى «المنحل»!
كما اتفق أيضا فى أن د.مرسى لن يستمر لولايتين، وإن كان الرئيس القادم إخوانيا هو الآخر.. وفى تقديرى لن يتوافق - كذلك - البرادعى وصباحى رغم التقارب الحادث الآن! ∎


م. نشات الفار



ياسين سند


د. هانى النقراشى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.