ليست مصادفة، بالتأكيد، أن تتزامن كل هذه الضربات المتلاحقة على وسائل الإعلام (المقروءة والمرئية) فى آن واحد. فلنا - وهذا حق مشروع - أن نتشكك فيما يحدث.. وأن نستفسر، عما يُراد بنا ولنا.. حتى تستريحوا ونريح رءوسنا.
فكيف يمكن أن نفهم ما قاله «د. عصام العريان» مستشار الرئيس السياسي من اتهامات لبعض وسائل الإعلام، بأنها مأجورة.. وتمول من الخارج(؟!).. ثم أليس الدكتور «العريان» - الآن - فى موقع تنفيذى يسمح له أن يكون مصدراً للمعلومات، لا باحثاً عنها (؟!).. فليقل لنا هو - إذا- ما يمتلكه من معلومات، إن كان لديه منها شيء.. وان لم يفعل، فما قاله خطير.. ولأهل المهنة نذير(!) عليه أن يدحض - عملياً - ما يقال عن أن هناك حملة شرسة تشنها جماعة «الإخوان» لتطويع الإعلام، وجعله أقل قدرة على انتقاد السياسات.
ولاشك أن هناك أخطاء يرتكبها بعض الإعلاميين.. لكن من قال إن الأخطاء تعالج بالأخطاء(؟!)، من قال أن يتم التعامل مع رجل يشغل موقع «رئيس تحرير» - وهو موقع لو تعلمون خطير - بهذه الطريقة الفجة، التى تم التعامل بها مع الزميل «جمال عبد الرحيم»، رئيس تحرير «الجمهورية» الصادر قرار باستبعاده.. مهما كان حجم الخطأ الذى وقعت فيه جريدته.. فالإقصاء بهذه الصورة ليس حلاً للقضية، بل هو صُلب القضية(!)
الصورة «قاتمة» بالفعل.. ولا يمكن تبريرها بأى حال من الأحوال.. فالكثير من ممارسات وتصريحات قيادات جماعة «الإخوان» تصب فى خانة تسليط الأضواء على أخطاء وسائل الإعلام بشكل يقنع الجمهور باتخاذ قرارات قمعية تجاه الأداء الإعلامي.. حتى إننا وجدنا داخل «الجمعية التأسيسية»، من يسعى لتمرير مواد دستورية تقمع الحريات الإعلامية.. فضلا عن الحرب «الافتراضية» التى تشنها لجان الجماعة الإلكترونية، على كل من يتجرأ ليقول رأياً معارضاً(!)
وهى كلها تفاعلات، لا يمكن فهمها، إلا فى إطار السعى لتصدير «انطباعات سلبية» للرأى العام، بأن الإعلام هو المسئول الوحيد عن الارتباك والخلل الحادث على الساحة السياسية.. وهذا كما نعلم ويعلم مسئولو الدولة جيدا، غير صحيح.. وتداعياته سوف تكون أخطر مما يمكن على أكثر من مستوى.
فيا أولى الألباب لا تقرعوا الأبواب الخطأ.. فالإعلام ليس «مطية».. ولو تدركون، هو.. «هامتكم» الأبية.. عينكم التى ترون بها، وأذنكم التى تستمعون عبرها.. فلا يغرنكم بالإعلام الغرور(!)∎