استقالة محمود الخطيب نائب رئيس مجلس إدارة الأهلى لم تكن جديدة بل توقعها المقربون ضمن ما كان مدفونا داخل الأهلى تلك المشاكل التى لم تظهر إلا بتوقف النشاط الكروى بعد مذبحة بورسعيد، فأصبحت كل العيون تشاهد ما كان مغمضًا عنه، وهذه المشاكل بعضها قديم والآخر جديد وسوف نستعرض جوانب تلك المشاكل من القديم إلى الجديد. أول تلك المشاكل لكنها كانت صامتة هو جلوس الخطيب مع رجل الأعمال ياسين منصور وذلك كان من أجل عودة جوزيه لتدريب الأهلى عام 2009/.2010
وكان الخطيب قد عقد جلسة مع رجل الأعمال بدون علم حسن حمدى رئيس النادى الأهلى من أجل الاتفاق على تمويل الصفقات التى سيطلبها جوزيه فى حالة عودته لتولى القيادة الفنية للأهلى كان نواة الخلاف، لأن رئيس النادى الأهلى كان لا يرغب فى عودة جوزيه مرة أخرى لقيادة الفريق.
ثانيا: الخلافات التى وقعت بين حسن حمدى رئيس النادى ونائبه محمود الخطيب حول مصير عدلى القيعى مدير إدارة التسويق الذى تنتهى مهمته مع الأهلى فى نهاية ديسمبر 2009 حيث يرغب الخطيب فى إقصاء القيعى على أن يتولى هذه المهمة فى ذلك الوقت نادر السيد أو سيد عبدالحفيظ نجما الفريق السابقان أو خالد مرتجى عضو مجلس الإدارة لما يملكه من خبرة سابقة،فى الوقت الذى رفض حمدى التفريط فى القيعى مؤكدًا تمسكه به لما يملكه من خبرة فى هذا المجال.
ثالثاً :خلال رحلة الأهلى إلى الدوحة فى يناير 2012 لملاقاة الفريق الألمانى بايرن ميونيخ، حيث اعتذر حمدى وجاء اعتذاره ليضع الكثير من علامات الاستفهام حول المسألة، خاصة بعد انتشار أحاديث داخل النادى عن خلافات بين حمدى ونائبه الخطيب بشأن تلك المسألة، خاصة بعدما نصب الأول نفسه رئيسًا للبعثة، وأقنع أعضاء مجلسه بذلك دون الحصول على موافقته، وهو ما أغضب الأخير.
وتؤكد مصادر قريبة من الخطيب أنه يشعر بأنه أدى رسالته مع النادى، بالإضافة إلى سيطرة حالة من الإحباط عليه بعد الظروف الصحية التى تعرض لها من خلال إجراء 3 عمليات جراحية كانت اختبارا وامتحانًا قويًا له، بالإضافة إلى قانون الثمانى سنوات والذى بناء عليه تلاشت فرصه فى الوصول لمقعد الرئاسة والذى يمثل له حلمًا كبيرًا كان يستحقه نتيجة المشوار الطويل والرائع له سواء فى الملاعب أو خارجها.
المقربون يؤكدون أن الخطيب أبدى اعتراضه على عدة أمور داخل النادى خلال فترة غيابه أبرزها إسناد الإنشاءات الهندسية لفرع الشيخ زايد لأحد المكاتب الهندسية المعروفة، بالإضافة إلى عدم أخذ رأيه فى تغييرات قطاع الكرة التى خلفت وراءه حالة من الجفاء مع حسن حمدى رئيس النادى.
ومن ضمن الأسباب التى دفعت الخطيب للإستقالة فى هذه الفترة الصعبة التى يمر بها الأهلى فهو إعلان «فودافون» الذى قام بتصويره والذى عانى بعده الخطيب رد فعل معاكسا من رئيس النادى، الذى أكد له عدم رضاه عن تصوير الإعلان، وأن توقيت الإعلان غير مناسب ولا يتلاءم مع ظروف النادى والمشاكل التى تواجهه مع الرعاة ومن احتمال خسارة النادى عقد الرعاية من شركة اتصالات ومبلغ 141 مليون جنيه فى ثلاث سنوات.
هذا بالإضافة إلى تحفظ الخطيب على الطريقة التى تعامل بها النادى مع أزمة بورسعيد وعدم رضاه عن أسلوب النادى فى معالجة الأزمة والتحرك نحو استعادة حقوق أسر الشهداء بالشكل الذى يتناسب مع الحدث الكبير وباسم وتاريخ النادى الأهلى.
رئيس القلعة الحمراء أيضا قام بخطوات مرت فى الخفاء على الجميع باستبعاد الخطيب من عضوية لجنة الكرة المحرك الأساسى للفريق الأول لكرة القدم بالنادى وصاحب الشهرة الكبيرة للنادى بضم الثنائى سيد عبدالحفيظ مديرالكرة وهادى خشبة المدير التنفيذى للجنة كعضوين باللجنة بديلا لبيبو وطارق سليم العضو الذى غاب عن اجتماعات اللجنة منذ سنوات طويلة للظروف المرضية التى يمر بها وكبر سنه، وذلك حتى يتمكن حسن حمدى من اتخاذ القرارات المهمة والمصيرية الخاصة بالصفقات وتحديد أسماء المستبعدين بالفريق الأول بعيدا عن نائبه الذى غاب عن معظم جلسات لجنة الكرة فى الفترة الماضية، وأجل أكثر من اجتماع لها خاصة خلال رحلته العلاجية فى ألمانيا لإزالة فقرتين فى العمود الفقرى كنوع من العقاب السرى.
الحرب المستمرة اشتعلت عندما كان الخطيب يخطط للتخلص من رجال رئيس القلعة الحمراء عدلى القيعى مهندس الصفقات الحمراء ومدير لجنة التعاقدات بالنادى ومدير التسويق الحالى بالأهلى ومحرم الراغب مدير عام النادى السابق وزرع رجله محمود علام مدير مقر النادى بالجزيرة بديلاً للراغب وتصعيد الثنائى على عصام عبدالمنعم وعصام بدران بلجنة التسويق والاستثمار بالقلعة الحمراء تمهيدًا للإطاحة بالقيعى صاحب القوة التى لا يستهان بها بالنادى ويعمل له ألف حساب من الجميع حتى فى حال رحيله وعدم توليه منصبا رسميا ويكفى أن حسن حمدى رئيس النادى الأحمر تمسك به حتى آخر لحظة كنوع من رد الجميل له واستحدث له منصب مدير التسويق الرياضى فى منصب جديد لم يعرف فى الأندية المصرية من قبل إلا فى الأهلى فقط.
ورغم تراجع محمود الخطيب، نائب رئيس النادى الأهلى، عن استقالته التى تقدم بها، لأسباب صحية، فإنه رفض التراجع عن فكرة فسخ عقده مع شركة «فودافون مصر».
الجدير بالذكر أن حسن حمدى رئيس المجلس يحاول حاليا استقطاب عدد من الشخصيات لتكون بديلا له فى حكم النادى خلال الانتخابات القادمة، وذلك لتسهل عودة مجلسه فيما بعد أو التعاون معه فى خطته التى تهدف لإنشاء شركة كرة قدم باسم النادى يكون لها مجلس إدارة منفصل سيكون بالطبع أبرز المرشحين لإدارته حسن حمدى أو نائبه محمود الخطيب.
وقد قام مجلس إدارة النادى الأهلى بزيارة إلى مقر وزارة الرياضة من أجل تهنئة العامرى فاروق، وزير الرياضة الجديد، خاصة أنه أحد أعضاء المجلس لسنوات طويلة وحضر معه هذه الزيارة محمود الخطيب لتهنئة العامرى بعد الضغوط التى تعرض لها من حمدى، وأعضاء المجلس، لنفى هذه الاستقالة أمام الرأى العام لحين اتخاذ قرار نهائى بشأن الضغوط الحمراء على الخطيب لحضور زيارة مجلس الأهلى إلى وزير الرياضة.