قد يلعب محمد يوسف دورا حيويا فى ديوان رئيس الجمهورية أو يكون مجرد موظف مستعبد.. إمكانياته ومواهبه مجهولة، هارب من «طابور تكدير» وحشى، ويبدو مرهقا، بعيدا عن الانسجام مع أجواء الرئاسة.. لكن موافقة د. مرسى على تعيينه فى الديوان الرئاسى تعد بداية طيبة واجبة لرد الاعتبار للرئيس الراحل محمد نجيب، فى حفيده محمد يوسف. الرئيس - حسب السفير محمد رفاعة الطهطاوى رئيس ديوان رئيس الجمهورية - «اكتشف» أن لحفيد الرئيس السابق محمد نجيب شكوى فى ديوان المظالم.. فقرر تشكيل لجنة خاصة لفحصها بعدما نمى لعلمه تدنى وضعه المعيشى.
«اكتشف» هذه صادمة، كأن الرئيس الخامس كان يجهل مأساة الرئيس الأول، المستمرة من أيام عبد الناصر حتى الآن يتوارثها أجيال تقاوم الانقراض.. و«نمى إلى علمه» أشد وأنكى، لأنها تجزم بأن د.مرسى خاض الانتخابات الرئاسية وهو يختزل محمد نجيب فى عبارة «أنه كان أول رئيس جمهورية بعد يوليو 25».
الاكتشاف فيما يبدو روع الرئيس فقرر تشكيل لجنة خاصة فورا، تفحص صحة الشكوى، وتتأكد من أنه كان هناك رئيس اسمه محمد نجيب تعرض وعائلته لظلم تتضاءل معه محاولات التعويض والتكريم مهما كانت.. يكفى أن رحلة العائلة الملعونة من سلطة عنيفة انتهت فى ديوان المظالم، بأمل الفوز فى السحب السنوى الكبير، وعلى ابتهال شجى صادق من الحفيد: «أحمد الله كثيرا أننى لم أعاصره.. لقد تعذبوا كثيرا».
بعد فحص الشكوى وافق د. مرسى على قرار السفير محمد رفاعة بتعيينه فى الديوان العام وحل أزمته المالية، ومعاملته كابن رئيس جمهورية سابق.. العبارة الأخيرة سوقتها الصفحة الرسمية لقناة 52 الفضائية لكنها لم تكن ضمن الخبر.
بماذا كان د. مرسى مشغولا عن متابعة رحلة العائلة الملعونة من عبدالناصر وخلفائه، حتى يبدو كأن الصدفة - الشكوى - قادته وهو رئيس إلى سيرة الرئيس الشبح المعتقل فى المرج، والمفترض أنه عاصر مأساته، هذا إن لم يكن شاهدا عليها.
القرار يمنح الحفيد الأمل فى وطن لا يجرح كرامة أبطاله، ويمنح مرسى نقطة، لكن ماذا عن الجد محمد نجيب؟
السؤال لا يطارد الرئيس ولا يضغط عليه لرد الاعتبار للرئيس محمد نجيب، فحقه سيعود له عاجلا أم آجلا كإحدى تجليات 52 يناير، فعلها د. مرسى أم لم يفعلها.. لكنه يتجاوز اتهام القرار بشبه الاستقطاب.. ولعل الرئيس يواصل بالإفراج عن معتقلى الثورة.