كنت أتوقع صدور قرار وزارة الداخلية بإلغاء مسابقتى الدورى والكأس، ولم يكن مفاجأة أو صدمة لى، وطالما ناديت بضرورة تجميد النشاط الكروى فى مصر وتحديدا بعد الثورة مباشرة، وبعد أن فقد الأمن هيبته بسبب سنوات من الذل والمهانة عاشها الشعب المصرى وذاق خلالها المر والإرهاب الأمنى من أجل المحافظة على أمن السلطة، وبعد أن تصور رجال الأمن أنهم الأسياد والشعب هم العبيد، ولم يكن هناك حل إلا بتدخل الجيش ليحفظ الأمن فى مصر، ولاشك أن جهودا مضنية تبذل منذ فترة لمحاولة استعادة الثقة بين الشعب والشرطة ولاشك أن الشرطة تبذل المستحيل لإعادة الأمن فى البلاد، خاصة من البلطجية وقطاع الطرق والعصابات المتخصصة فى السرقات ومن المسجلين الخطر، والذين استغلوا فترة الانفلات الأمنى لترويع البشر وفرض إتاواتهم وسرقتهم بالإكراه، إلا أنه حتى يستعيد الأمن دوره ومكانته وهيبته تماما فسوف يستغرق هذا وقتا ليس بالقليل، وليس من المنطقى من أجل أن يحقق أصحاب المصالح والبيزنس وأصحاب الملايين أهدافهم وأغراضهم واستمرار عمليات البيزنس فى مجال كرة القدم سواء من خلال عودة النشاط الكروى بإقامة مسابقتى الدورى والكأس من خلال الشركات الراعية والقنوات الفضائية الخاصة وتحصيل العمولات أن يتم تهديد أمن المواطن المصرى، ومازلنا نعيش كارثة استاد بورسعيد التى راح ضحيتها أكثر من70شهيدا ولم تنته محاكمة القتلة بعد ولم تبرد دماء الشهداء ولم تهدأ ثورة أهاليهم وذويهم، ومازال الألتراس يرفضون عودة النشاط حتى يتم القصاص لهؤلاء الشهداء،
وغضبهم ليس خروجا عن القانون أو الشرعية، لأنه طبيعى وبالفعل نسى الجميع دماء الشهداء رغم أنه لم يتم القصاص بعد، ولم يفكر أصحاب البيزنس سواء فى اتحاد الكرة أو فى الأندية إلا فى مصالحهم الخاصة، وراحوا يتغنون بالخسائر المالية ونسوا أرواح الشهداء ودماءهم كأنها لا تعنيهم فى شىء، ونسوا أمن مصر وسلامة جماهير الكرة، ونسوا أنه لم يستتب الأمن فى مصر ولم تستقر الأوضاع ولم يهدأ الشارع المصرى، ومازالت المظاهرات والاعتصامات وحالة الانفلات الأمنى قائمة، ومازال الفلول مصرون على زعزعة الاستقرار فى مصر لتحقيق مآربهم فى إفشاء الفوضى فى البلاد، وأنا شخصيا أؤيد قرار وزارة الداخلية وأراه قرارا مثاليا وطبيعيا، وأن أى رفض لهذا القرار يعنى مزايدة على استقرار مصلحة البلاد، ولتحقيق أهداف خاصة فى مقدمتها تدمير أى خطوة تتخذ فى سبيل إعادة الاستقرار للبلاد، ويكفى الدور الرخيص الذى يلعبه الإعلام الخاص إلى الآن سواء فى الصحف أو فى القنوات الفضائية أو من فلول النظام السابق فى وسائل الإعلام المختلفة والذين مازالوا يحرصون على ضرب الاستقرار والهدوء فى مصر فى إطار خطة موضوعة منذ قيام الثورة لم يتم تنفيذ خطواتها بنجاح إلى الآن بسبب التخلف والأمية التى تعانى منها البلاد وبسبب الجوع والفقر والذى يستغله الفلول ويستغلون الجياع والبلطجية لتنفيذ مخططهم الدنىء.