د. محمد غنيم أستاذ المسالك البولية بجامعة المنصورة وعضو الجمعية الوطنية للتغيير أكد أن الميدان فقد عذريته ونقاءه بسبب كثرة المليونيات على حق وغير حق مشيرا إلى أن الموجة الثانية من الثورة ستكون أقرب للنجاح حال فوز الفريق أحمد شفيق بجولة الإعادة، بينما يمتلك منافسه د. محمد مرسى تنظيما له عقيدة أيديولوجية يصعب مواجهتها.
د.غنيم شدد أيضا فى حواره معنا على أن بعض الثورات تشهد حدوث انتكاسات بنجاح للثورة المضادة، لكنها لا تستمر. منبها كل القوى الوطنية المؤمنة بالعدالة الاجتماعية إلى ضرورة التوحد حول مطالب محددة تسعى لتحقيقها.
ولفت غنيم إلى أن الجميع الآن يدفع ثمن الوفاق الذى حصل بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان فور تنحى مبارك ، فالجماعة الآن تكتوى بنار المادة 28 الخاصة بعدم الطعن على قرارات اللجنة العليا للانتخابات والقوى الثورية تكتوى بنار المادة 60 من الإعلان الدستورى نفسه والخاص بتشكيل الجمعية التأسيسية ، وإلى نص الحوار : ∎ كيف ترى مستقبل الثورة المصرية بعد الانتخابات ؟ - عندما ذهب الثوار إلى الميادين يوم 25 يناير لم يكن من أهدافهم أن يتبوأ الإخوان السلطة أو أن يكون نتاج الثورة تولية أحد الرجال الأساسيين فى النظام القديم ، أما أن تكون الإعادة بين د. محمد مرسى مرشح الإخوان والفريق أحمد شفيق رئيس مجلس وزراء النظام السابق ، فهذا يعكس جميع سلبيات المرحلة الانتقالية. ∎ ما علاقة المرحلة الانتقالية بإفرازات الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية ؟ - يوم 12 فبراير 2011 كان هناك هتاف يملأ كل شوارع وميادين مصر وهو «الجيش والشعب إيد واحدة»
وهذا الهتاف يعنى أن هناك شراكة وكان لابد أن يشكل مجلس انتقالى يعكس هذه الشراكة ، وهو ما لم يحدث. الاقتراب بين الإخوان والمجلس العسكرى الذى تمثل فى مشروع التعديلات الدستورية ، وتشكيل لجنة عليها الكثير من علامات الاستفهام مما أدى إلى اكتواء الأخوان الآن بنار المادة 28 والقوى الأخرى تكتوى بنار المادة «60»، حيث لم تستطع التوافق على لجنة الدستور ، وأخيرا تفكك شباب الثورة واصطناع مجموعات تدعى أنها من شباب الثورة. ∎ هل معنى ذلك أن الثورة انتهت ؟ - أصبح هناك قطاع كبير يكره الثورة ويناصبونها العداء لارتباطها فى أذهانهم بالغلاء والفوضى الأمنية وسوء الأحوال الاقتصادية ، بالإضافة إلى تفكك النخبة لأن النخبة لم تستطع أن تتوحد. ∎ هل هذا يعنى أننا لن نشهد موجة ثانية من الثورة ؟ - هناك فترات بعد الثورة يشوبها نوع من الفوضى وأحيانا يصيبها نجاح للثورة المضادة، لكن هذا النجاح لن يستمر لأنه دائما ما تقوم موجات ثانية وثالثة ضدها. ∎ وهل هذا سيتحقق بنجاح د. مرسى أم الفريق أحمد شفيق ؟ - تراجع د. محمد البرادعى جعلنا بين خيارين كلهما أصعب من الآخر ولو كان البرادعى استمر لما كانت هناك جولة إعادة.. لكن فى كل الأحوال فى حالة نجاح شفيق سيكون نجاح الثورة الثانية أسهل ∎ لماذا؟ -لأنه كلما تم تعميق المتناقضات كلما فازت الثورة وأحمد شفيق يمثل تناقض الثورة. ∎ حتى لو نجح من خلال صناديق الانتخابات بطريقة حرة ونزيهة؟ - لن تكون هناك ثورة ثانية فى حال فوزه بانتخابات نزيهة لكنه إذا لم يسر على الطريق السوى فهذا سيعجل ويؤثر على قيام الموجة الثانية للثورة. ∎ وهل مازالت المليونيات تحظى بنفس التأييد الشعبى؟ - الميدان فقد عذريته ونقاءه والثورة الثانية ليست بالضرورة تكون بالنزول للميدان لكن هناك أشكالا مختلفة منها على سبيل المثال تشكيل جبهة مثلما حدث بين حزبى الدستور والكرامة والقوى الثورية الأخرى يكون لها ثقل تفاوضى. ∎ وماذا فى حال فوز د.محمد مرسى؟ - لن يحدث شىء. ∎ ومتى نشهد موجة ثانية للثورة ضد د.مرسى؟ - بنجاحه ستكون كل عناصر الدولة فى أيدى الإخوان الرئيس والحكومة والبرلمان والمحافظين وإذا امتلك الإخوان كل المفاتيح فلن يكون هناك تداول سلمى للسلطة. ∎ هل هذا يعنى إننا قد نشهد ثورة ثانية بعد الفترة الأولى من الانتخابات؟ - جماعة الإخوان لديها قاعدة منظمة ولهم عقيدة سياسية عكس أحمد شفيق ليست له قاعدة منظمة وكل من حوله عقيدتهم هو تحقيق المصالح الاقتصادية والانقضاض على ثروات مصر، وبالتالى ليس بالضرورة أن تكون ثورة ثانية ضد مرسى لأن خروج الحركات سيقابله خروج حركات إسلامية. ∎ بالتالى يكون اختيار الرئيس هو المرحلة الأخيرة فى الثورة؟! - لا..لكن يجب على القوى الوطنية التى تؤمن بالعدالة الاجتماعية عن يقين وليس «بالأونطة» أن تنظم نفسها من الآن وأن تدافع عن الفكرة وتنشرها بين الناس. ∎ لكن لن يكون الميدان هو صاحب الشرعية؟ - الميدان فقد بريقه بسبب كثرة المليونيات على حق وغير حق من أجل مطالب حقيقية تهم الجميع ولكن من أجل مطالب خاصة وأصبحت الشرعية للبرلمان. ∎ متى تعود للميدان شرعيته؟ - إذا كانت هناك مليونيات تنظم من أجل جموع المصريين وأهدافها تهم كل المصريين فالجميع سيتوحد فى الميدان.