في مظاهرات لم ترتق لمستوي المليونيات, تجمع المئات والآلاف في العديد من الميادين وتحركت المسيرات والمجموعات المحدودة عقب صلاة الجمعة أمس, منددة بما وصل اليه الحال, ورفض المشاركون في المظاهرات نتائج الانتخابات الرئاسية ولم يعترفوا بما جاءت به الصناديق, مطالبين بعزل الفريق أحمد شفيق, الذي وصفوه بممثل الفلول, وكذلك الدكتور محمد مرسي الممثل لتيار الإخوان المسلمين, الذين وصفهم بعضهم بالكاذبين. وشكك المتظاهرون في نتائج الانتخابات, حيث أكدوا أنها تم تزويرها. وتحدثوا حول التجاوزات التي تم تحرير محاضر بها, لافتين الي ان اللجنة العليا أغمضت عينها عن هذه التجاوزات واعتمدت النتيجة, وإتهم المتظاهرون اللجنة العليا بأنها ضالعة في التزوير, وأنها تعمل لمصلحة وأجندة المجلس العسكري, الذي يستهدف عدم تحقيق الاستقرار في البلاد, مطالبين بضرورة رحيله ومحاسبته عن الجرائم التي ارتكبها خلال أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية. وهدد المتظاهرون بأنهم لن يقبلوا بشفيق رئيسا لأنه ضالع في ملفات كثيرة لم يتم فتحها علي حد وصفهم. وعلت هتافات المحتجين مدوية ضد شفيق ومرسي والمجلس العسكري, مرددين الشعب يريد إسقاط النظام. كما هتف المتظاهرون ياشفيق ياعميل أنت مرشح تل أبيب, ومرسي باطل وشفيق باطل, واللجنة العليا باطل. كما رفع متظاهرو التحرير لافتات من أهمها لوحة لكل من مرسي وشفيق مكتوب عليها برنامج مرشحي التعاسة الجملة الأولي أضحي بالثوار علشان الإخوان تعيش, والجملة الثانية أضحي بالثورة علشان الفريق يعيش. وكتب المتظاهرون علي الأرض عند مدخل شارع محمد محمود الإخوان كاذبون في دلالة واضحة لرفضهم مرشح الاخوان الدكتور محمد مرسي. ونظم العشرات من المتظاهرين مسيرة بوسط الميدان تطالب بتطبيق قانون العزل السياسي علي أحمد شفيق, ومنعه من خوض جولة الإعادة. وطالب المتظاهرون بالتأكيد علي مدنية الدولة في الدستور الجديد, ورحيل المجلس العسكري, وتسليم السلطة الي سلطة مدنية ثورية. ورددوا هتافات من بينها مدنية مدنية من أسوان الي إسكندرية لا عسكري ولا إخوان الشرعية من الميدان, ولا فلول ولا إخوان عايزين الرئيس من الميدان, ويسقط يسقط حكم المرشد. ورفع العشرات من المتظاهرين أحذيتهم اعتراضا علي صعود شفيق للاعادة, وعلق المتظاهرون لافتة كبيرة كتب عليها ميثاق شرف الثورة بين الثوار ورئيس مصر القادم, الذي تفرزه صناديق الإقتراع لإلزامه بعدد من المبادئ التي يجب أن ينفذها لتحقيق مطالب الثورة, من بينها القصاص العادل من قتلة الثوار والإفراج الفوري عن ضباط8 ابريل, والمعتقلين السياسيين, وأن يتبني رئيس الجمهورية مشروعا قوميا للقضاء علي البطالة, هاتفين ابكي يا أم الشهيد ابنك مات اليوم من جديد. وظهرت دعاوي المقاطعة لجولة الإعادة, حيث رفع المتظاهرون لافتة كبيرة طالبوا فيها بضرورة الذهاب لإبطال الأصوات كرسالة اعتراضية علي الاثنين المرشحين. وانتشر في الميدان منشور يحذر من استخدام الدين ويحمل الثوار المسئولية كاملة لنجاح شفيق الذي أكد المنشور أنه ربما تراه رئيسا بسبب عدم التوافق الثوري, واخفاق القوي الثورية في التوحد. من جانبه, أكد جمعة محمد علي البورسعيدي في خطبته بميدان التحرير أن انتخابات المرحلة الأولي مزورة, وانه تم تحرير محاضر في اقسام الشرطة وأوراق رسمية تثبت تزوير الانتخابات. وشن هجوما عنيفا علي اللجنة العليا وأعضائها الذين وصفهم بأنهم أبناء مبارك.ووجه اليهم رسالة بأن التحرير لن يقبل شفيق, وسوف يسقط كل الفلول. وهاجم من يقفون وراء شفيق ووصفهم بجنود الفساد والرشوة. وأضاف أن الثورة المضادة تعمل بكل جهد وتقف علي قدم وساق ويستعينون بكل البلطجية والأمن ورجال الأعمال من أجل الانقلاب علي الثورة, موضحا أن الله سيحمي هذه البلد, كما حماها عن السقوط في ايدي إسرائيل وأمريكا. من جانبه, قال مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم, إن أعداء الثورة يحاولون الانقضاض عليها رغم أن الانتخابات أثبتت أن الثوار كثرة إلا أنها كثرة متفرقة وفشلت الجهود في توحيد صفوف الثوار حول مرشح واحد مما خدم أعداء الثورة. وأكد أن الواقع يفرض علينا الايمان بمتضادين هما شرعية الثورة وشرعية الانتخابات, مضيفا أن التوافق علي نتائج الصناديق يعني إهدار مبادئ الثورة. فيما قال شاهين, إن الذي يدمي القلب أننا وثقنا في أشخاص ظنا منا أنهم سيعبرون بنا الي الأمان لكن خذلونا في اشارة للمجلس العسكري. وتساءل لماذا لم يصدر قانون العزل في أول جلسة للبرلمان؟ ولماذا استمر البرلمان في أعماله بعد التعدي علي صلاحياته من قبل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية عندما قبلت شفيق بين مرشحي الرئاسة؟ ولماذا لم يتوقف مرشحو الثورة عن خوض الانتخابات حتي يطبق قانون العزل؟, مؤكدا أن المعركة الآن بين ثورة تريد أن تنجح ونظام يريد أن يستمر فوق أجساد المصريين. ونبه شاهين الي ان طول الفترة الانتقالية هدفه زعزعة ايمان المصريين بثورتهم, معتبرا أنها سهلت لاعداء الثورة مهمتهم في ادخال الخوف والذعر بقلوب المصريين, وطالب الجميع بالالتفاف حول الثورة, مؤكدا أن نجاح الثورة يحتاج الي الصبر والعزيمة. وأضاف قائلا: منبري ملك لمرشحي الثورة, وسأمنح صوتي للشهيد عماد عفت ولكل من مات لنحيا أعزاء.. وياليتنا حافظنا علي دمائهم. ولمح شاهين مرارا في خطبته الي احتمال عدم استمراره كخطيب لمسجد عمر مكرم. وقد هاجم الميدان شاهين مؤكدين أنه ليس خطيب الثورة, كما هاجم بعض أنصار شفيق خطيب الميدان محاولين منعه من الخطبة إلا أنهم فشلوا.