نحن السبب فيما وصلنا إليه، نحن القوى السياسية والأحزاب، مسئولون عن الوصول إلى الطريق المسدود، ولا نلوم إلا أنفسنا. وإذا كان البعض يعترض على وصول شفيق للجولة الثانية فى انتخابات الإعادة متهمين إياه بالتزوير، فنحن السبب أيضاً لأن الثوار لم يتحدوا على مرشح واحد، فوجدنا حمدين صباحى وخالد على والإسلاميين لم يتحدوا على مرشح واحد، فوجدنا مرسى وأبو الفتوح والعوا، وفى نفس الوقت لم تتفق الأحزاب على مرشح واحد، والمستقلون، وعندما افتقد الجميع التوحد على مرشح يمثل الجمهورية الثانية أعطى الفرصة لأصحاب الشأن والنفوذ بالدفع بشفيق مرشحاً ثم فائزاً، وأخيراً الدخول إلى المرحلة الثانية لجولة الإعادة. وإذا كان المعارضون لشفيق يتهمون المجلس العسكرى بأنه وراء كل ذلك فأيضاً نحن مسئولون وشركاء فيما يحدث. فمنا من سعى وجرى لحصد الغنائم من المناصب والأكثرية العددية فى البرلمان ولم يصمدوا لإسقاط المادة 28 التى حصنت اللجنة العليا للانتخابات، فضلاً عن سياسة التكويش على التأسيسية للدستور، فلم يحصدوا شيئاً. وحتى الإعلان الدستورى المكمل لم يخرج إلى النور. وليس هناك معنى للأحكام الصادرة ببراءة نجلى مبارك ومساعدى العادلى إلا معنى واحداً وهو أن الرئيس القادم الفائز فى انتخابات الإعادة سوف يحمى هذه الأحكام ومعنى ذلك أيضاً أنه شفيق لا غيره. وبمعنى أكثر دقة أن الانتخابات ستجرى فى موعدها، أما الكلام عن المجلس الرئاسى فلن يسمن ولا يغنى من جوع، لأنه غير قانونى ولن يسمح المجلس العسكرى بتنفيذه لأنه سيجرنا إلى الوراء. ويعتبره المجلس تشكيكاً فى النوايا وسيضرب خطط التوقيتات الزمنية ويعوق من وجهة نظر المجلس توقيت تسليم السلطة. وفى نفس الوقت رفض حمدين صباحى وأبو الفتوح أن يكونا نائبين لمرسى على أن يقوم أتباعهما بالتصويت لصالح مرسى عقد الأمور أكثر وهو ما سيجعل مرسى أيضاً يرفض عرضهما بالانضمام إلى المجلس الرئاسى، فلم يتوحدوا قبل الانتخابات ولم يتوحدوا بعد الانتخابات، أما الأصوات التى تنادى بمقاطعة انتخابات الإعادة ستجعل نتيجة الانتخابات بلا أدى شك فى صالح شفيق. فإذا لم يتوحد المصريون على كلمة سواء وتتوحد كل الأحزاب والقوى السياسية وراء مرشح بعينه فلن يفيد البكاء على اللبن المسكوب، أما الرهان على ظهور قانون العزل للنور قبل انتخابات الإعادة فهو رهان خاسر لأن جميع الرؤى واضحة وضوح الشمس والمؤشرات والدلائل تشير إلى حتمية إجراء الانتخابات فى موعدها مهما خرجت المليونيات ومهما اعترضت ومهما طالبت. المهم أن يحافظ الجميع على مصر وعلى أمن مصر أياً كان الفائز فى جولة الإعادة ولو لفترة رئاسية واحدة لأن الأحزاب الكبرى سعت مبكراً من أجل الحكم بغض النظر عن تحقيق أهداف ونجاح الثورة. ولو فكرت الأحزاب الكبرى فى مصر أولاً ستعلو وتعلو مصر معهم.