صلاح عيسى اثناء حواره مع »الأخبار« لابد أن نحترم نتيجة انتخابات الإعادة مهما كانت لأننا أصبحنا بلدا ديمقراطيا هناك فرص كبيرة لتياري أبو الفتوح وحمدين في الانتخابات القادمة بعد 4 سنوات فشل معسكر الثورة في الاتفاق علي قائد وراء مظاهرات التحرير احكام القضاء في قضية القرن واختلاف الآراء بين الناخبين المصريين حول انتخابات الإعادة.. وما يشهده الشارع المصري من حيرة في اختيار مرشح الرئاسة.. ومصير الانتخابات في حالة الحكم بدستورية قانون العزل واقصاء الفريق أحمد شفيق عن الانتخابات.. وفرصة حمدين صباحي في الصعود إلي السباق مرة أخري.. ومظاهرات التحرير للاعتراض علي النتائج الأولية للانتخابات.. والتوقعات بفوز اي الجناحين في معركة الإعادة.. هذه الموضوعات الشائكة وموضوعات أخري كانت اساس حوار »الأخبار« مع الكاتب والمفكر السياسي صلاح عيسي الذي تكلم باستفاضة عن الثورة والأخطار التي تتعرض لها وأيضاً تخوفات المصريين من كل من »الإخوان« و ما يطلق عليهم »بالفلول«. ما رأيك في رد الفعل الشعبي علي محاكمة القرن؟ هذا رد فعل متوقعا.. فكل مواطن يحول نفسه الي قاض ويصدر أحكاما تروق له في أي قضية منظورة وكان لدينا مثال لهذا السلوك في قضية شهيرة هي قضية سوزان تميم. ولكنها قضية القرن كما يقولون وتمس وطنا وشعبا؟ انا اقصد ان كل الامور التي حدثت لم تكن معروفة كلها في القضايا وكانت التهم محددة.. وليس معني صدور الحكم في هذه القضية انه يشمل كل الجرائم المنسوبة للمتهمين. فهناك قضايا تبديد أموال مازالت تنتظر بعضهم وقضايا استقلال نفوذ وبدأت قضايا يتم تحريكها المتعلقة بالبورصة وقضايا غسيل أموال أخري. في الوقت ذاته فإن الاحكام التي صدرت سوف تعرض علي محكمة النقض ومن الممكن اذا قبلت ان تعاد المحاكمة بدلائل واسباب تؤدي الي تشديد العقاب ولكن ما احب التأكيد عليه هو ان هذه الاحكام تحولت الي ورقة انتخابية في الصراع علي منصب الرئاسة. وما رأيك في مظاهرات التحرير التي تعترض علي الحكم؟ المظاهرات كانت متوقعة ولكن جري النفخ فيها وتوظيفها في مسائل انتخابية. وابعدت الناس عن الاشياء المهمة التي يجب ان تشغلهم مثل الانتخابات الرئاسية ولجنة وضع الدستور والضمانات التي يجب ان يقدمها المتنافسان للرئاسة. كيف تري نتائج الانتخابات الرئاسية؟ من وجهة نظري كانت هذه النتائج بالنسبة لي متوقعة الي حد ما مع بعض الاختلافات.. فمنذ البداية كان رأيي ان مرشحي الجناح المدني من الثورة تبدو فرصهم ضعيفة.. لذلك كانت النتيجة اللافتة للنظر والتي ظهرت مؤشراتها في الاسبوع الأخير من الحملة هو التصاعد الكبير للمرشح حمدين صباحي وحجم الاصوات الكبيرة التي حصل عليها والذي بدا وكأنه أحدث بعض الاعتدال نسبيا في ميزان التصويت. فقد كان تقديري من البداية يري ان المرشح د. محمد مرسي مرشح الإخوان سيفوز - رغم كل المؤشرات وبعض استطلاعات الرأي وحتي التوقعات في النخبة التي كانت تقول انه لن يوفق في النتائج - والمحك الذي بنيت عليه رأيي وتقديري في المرحلة الاولي هو ان الانتخابات عملية تحتاج إلي درجة عالية جداً من التنظيم والاستعداد وهو شيء موجود لدي الإخوان ظهر في انتخابات مجلس الشعب وفي كل الفاعليات والانشطة التي اقيمت في الفترة من 11 فبراير 1102 وحتي الآن.. خاصة إن الإخوان تكاد تكون الجماعة الوحيدة التي تملك التنظيم في مصر وتملك ايضا وحدة الارادة ووحدة الرؤية.. وبالتالي هي مؤهلة لأن تفوز في اي عملية انتخابية من أي نوع تجري في مصر.. واتوقع ان يكون هذا حظها في انتخابات المحليات التي ستجري العام القادم والتي ربما لا يهتم بها أحد ولا يرتب نفسه لها سوي الإخوان. صعود الفريق هذا بالنسبة للإخوان.. ألم يدهشك صعود الفريق شفيق؟ بصفة عامة لم تدهشني نتائج الانتخابات لأن الفريق احمد شفيق هو الآخر يملك قدرة تنظيمية ما وعلي نحو ما مثل موارد مالية وجماهير تتبني رؤاه واجنحة من الحزب الوطني المنحل كل هذه عناصر أهلته لان يحتل هذا الرقم في السباق.. ولاننسي ان ما بين ما حصل عليه الفريق هو كتله أخري من الرأي العام المصري التي تسعي للحصول علي درجة ما من الأمن وهي الكتلة التي أرعبها ان مصر قد تنزلق الي فوضي شاملة.. وايضاً نسبة أصوات من الذين يؤيدون الثورة ولكنهم يرون ان فوز الإخوان المسلمون بالرئاسة يمكنهم من الهيمنة الكاملة علي مقدرات الدولة وأن ذلك ربما يقود مصر الي مشاكل إقليمية ودولية وربما يؤدي في الداخل الي شكل من اشكال الانتقال غير المتدرج وعلي نحو ما غير المتبسط من دولة مدنية إلي دولة دينية. هذه الكتل الاخيرة اعطت اصواتها الي الفريق شفيق ولذلك لا تبدو النتائج لي مدهشة بشكل كامل ولكن ربما تبدو محيرة وخلقت لدينا جميعاً حالة من الحيرة في انتخابات الإعادة.. لكن في السياق الأعم هي تعكس تباينات في الحالة الموجودة في الشارع السياسي المصري. كيف نخرج جميعاً من هذه الحيرة؟ علينا أولاً أن نعرف كيف سارت الانتخابات من رأي ان الانتخابات جانب كبير منها جري علي مستويين لتحديد من هو المنافس الآخر.. فقد كان هناك من يرون ان الصراع يدور بين دعاة الدولة الدينية ودعاة الدولة المدنية.. وكان هناك مستوي آخر يقول ان الصراع يدور بين الثورة والثورة المضادة أو النظام الثوري والنظام البائد.. المستوي الثالث كان يري ان الصراع كان بين معسكر الثورة والمعسكرين الآخرين (الإخوان والفلول أو رجال الدولة السابقة) ولم يحدث شكل من اشكال التوافق بين التحليلات الثلاثة السابقة أو التحليليين الآخرين وهو ما نشأ عنه درجة من التشوش والتخبط ربما هي التي أدت إلي هذه النتيجة التي رأيناها في المرحلة الأولي من الانتخابات.. وربما ستؤدي إلي تأثيرات اخري في المرحلة الأخيرة من الانتخابات. الفائز بالانتخابات ما توقعاتك الخاصة للفائز الأخير في جولة الإعادة؟ أعتقد ان د. محمد مرسي مرشح الإخوان هو الذي سيفوز.. نتيجة لحالة الاستقطاب التي تتم الآن وحالة الاصطفاف الجديدة التي تقف الي جانبه.. واتوقع ان يحصل د. مرسي علي كل الاصوات التي حصل عليها في المرحلة الأولي من الانتخابات وعلي كل اصوات السلفيين التي ذهب بعضها له والبعض لأبو الفتوح.. واتوقع ان تتوحد جماهير التيار الاسلامي كله وراءه.. بالاضافة الي جزء كبيرمن الاتجاه الثوري الذي يري أن التنافس الرئيسي بين قوي رجال النظام السابق، ومن يسمون »بالفلول«.. وبالتالي هذا سيعلي من فرصه وقد يؤهله لكسب المعركة.. وقد يحدث ان تتغير النتيجة لصالح الفريق أحمد شفيق حيث من الوارد ان يحصل علي اصوات كثيرة من العناصر التي تري ان خطر الدولة الدينية اكثر من خطر النظام السابق ويعتقد ان الإخوان لو نجحوا فلن يغادروا السلطة وسيقومون بتهيئة الاوضاع لمصلحتهم.. ومن الممكن ان يحصل علي اصوات إضافية ممن تزايدت مخاوفهم بعد ظهور نتائج الجولة الاولي من الانتخابات نتيجة لردود الافعال غير المحسوبة والتي تحتاج إلي مراجعة. علي سبيل المثال حرق المقر الانتخابي لشفيق في الدقي..وهي أخطاء يجب ان يتوقف عنها الجميع لانها ستؤثر سلبا في موقف الناخب. وأعتقد آن شفيق حصل علي اصوات كثيرة في المرحلة الأولي من السباق بسبب اعتقاد أنه يتعرض لحملة ظالمة لاقصائه عن الانتخابات ووضع قوانين خاصة له.. ومكائد زائدة عن الحد جعلته يبدو لقطاع في الرأي العام أنه رجل مظلوم مثلما تعرض في إحدي الجولات للبعض الذي رفع الحذاء في وجهه. ما رأيك في الآراء التي تقول ان قرار المحكمة الدستورية العليا والتي ستفصل في الطعن بعدم دستورية قانون العزل السياسي في 11 يونيو القادم يمكن ان تعود بانتخابات الرئاسة الي نقطة الصفر؟ في حالة الحكم بدستورية قانون العزل فإن ما سيحدده الحكم نفسه طبقاً لتصريحات المستشار فاروق سلطان مؤخراً. فالحكم الذي سيصدر هو الذي سيحدد الاثار التي ستترتب عليه في نفس نصه.. قد ينص علي حذف شفيق أو أهمية حصول مرسي علي نسبة من الأصوات في انتخابات اشبه بالاستفتاء.. ولكني لا أعتقد أنه في حالة عزل شفيق ان يتم تصعيد حمدين بدلاً منه لانني وآخرين اعتقد أن فكرة التصعيد التلقائي لحمدين قد تكون غير قانونية.. لسبب بسيط ان الأصوات التي حصل عليها شفيق وهي أكثر من 5 ملايين صوت سوف تكون محل نزاع بين الجميع وكل مرشح سيطلب إعادة الانتخابات حتي يتم توزيعها بشكل انتخابي. فالذي يحدد أثار الحكم هو الحكم نفسه ولا أحد يستطيع التنبؤ به. وماذا عن الشكاوي التي تقدم حالياً وتري ان هناك تجاوزات تمت وساهمت في حصول البعض علي أصوات لم تكن سيحصلون عليها لولا هذه التجاوزات؟ أولاً لابد ان نسلم جميعاً بنتائج الانتخابات لانها كانت نزيهة ولم نسمع شكاوي فيها بالتدخل وما حدث تجاوزات صغيرة لا تؤثر في النتيجة مثل الحديث عن اضافة 4 ملايين ناخب الي كشوف الانتخابات وهم يمثلون الفرق بين من حضروا الاستفتاء علي التعديلات الدستورية في مارس 1102 وحتي انتخابات الرئاسة.. فهذا كلام مضحك لا يصدقه أحد.. فالعدد كما أكدته اللجنة العليا للانتخابات حوالي 009 ألف فقط وهي زيادة منطقية تنحصر في سن المواطنين الذين كانوا اقل من 81 عاما اثناء الاستفتاء واضيفوا إلي كشوف الانتخابات بعد انتقالهم الي سن الانتخاب. وقيل ايضا ان 009 ألف مجند من الأمن المركزي ادلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات.. كلنا يعرف ان الأمن المركزي انهار بعد الثورة وكان يحتاج الي تدعيم وأمدته القوات المسلحة بحوالي 05 ألف مجند حتي يستطيع الجهاز ان يزاول مهامه.. اعتقد ان كل ذلك اتهامات أو افكار تفتقد الي المنطق ولا دليل عليها.. واعتقد ان علي كل طرف خسر في السباق ان يبحث عن السبب الذي أدي إلي حصوله علي هذه النتيجة وحصول خصومه علي هذه الاصوات اي يبحث عن اخطائه هو لا أن يتهم اللجنة الانتخابية.. لأنه باعتراف الجميع »يوم الجمعة« قبل عمليات الفرز كانت اللجنة عظيمة والقضاء كان مشرفا و»يوم الأحد« بعد ان ظهرت النتائج وجهت الاتهامات الي اللجنة وبدأت الشائعات تجد طريقها.. هذا كلام لا يليق بنا كجماعات سياسية مصرية. مظاهرات التحرير ما رأيك في دخول مظاهرات التحرير كطرف في الاعتراض علي نتائج الانتخابات؟ علينا الا نبالغ كأعلام لما جري أو يجري في التحرير.. أنا فهمت ما جري في التحرير أن انصار بعض المرشحين الذين لم يوفقوا ولم يحالفهم الحظ نزلوا الي الميدان للاعتراض علي هذه النتيجة ولكي يطالبوا ببعض المطالب التي سعي إليها مرشحوهم اثناء الحملة الانتخابية.. واري ان معظم من نزلوا في التحرير من مؤيدي حمدين صباحي رغم انه كان نفسه معترضا علي ذلك وألحوا عليه في النزول إلي الميدان ولم يذهب.. وايضا انصار المرشح خالد علي. وأنا مندهش من هذا الوضع لماذا تعترضون الآن.. فكل المرشحين المحسوبين علي تيار الثورة رفضوا كل المطالب التي وجهت لهم بالتوحد في شخص واحد في انتخابات الرئاسة علي ان يظل الباقي مساعدين له.. ورفضوا جميعاً وكان من نتيجة ذلك خروج معسكر الثورة من السباق. وكان من المفروض ان يخرج هؤلاء المرشحون لمؤيدهم وللناس ويقولون اننا اخطأنا لاننا لم نقبل بهذه التسوية لا أن يخرجوا بمظاهرات تطالب بمطالب لا أظن انها قانونية مثل مطالبة المحكمة الدستورية بعزل شفيق طبقاً لقانون العزل. ما رأيك في قانون العزل السياسي والجدل الذي يدور حوله حالياً خاصة أن المحكمة الدستورية العليا ستفصل فيه قبل جولة الإعادة؟ أنا أري ان قانون العزل غير دستوري واعتبره اجراء يسيء الي كل من تحمسوا له ومضبطة مجلس الشعب التي تتضمن اقوال النواب اثناء مناقشته في تقديري كافية وحدها للحكم بعد دستورية هذا القانون لأنه تردد صراحة أنه قانون صادر من أجل شخص.. بالاضافة الي أن عزل شفيق بعد أن حصل علي أكثر من 5 ملايين صوت هو عزل لهذا الكم من المواطنين سواء اتفقنا او اختلفنا مع رأيهم.. لانهم اعطوا اصواتهم لهذا المرشح وأوصلوه للمرحلة قبل النهائية من السباق. تيارات سياسية جديدة ما رأيك في طرح 03 حزبا سياسيا وحركة اجندة وطنية علي مرسي وشفيق مقابل إعلان دعمها لاي منهما؟ لا أعتقد نجاح هذا المسعي ولا اعتقد انهم سوف يتفقون لأن هذه القوي لم تستجب لأحد عندما طالبناهم جميعاً بالتوحد خلف مرشح من الثورة وكانت النتيجة هي المأزق الذي نحن فيه حالياً. وهنا أحب أن أقول أن قوي الثورة مسئولة عن هذه النتائج. وبالنسبة للقوي التي تطالب بضمانات من د. مرسي مرشح الإخوان.. فلن يقبلها الاخوان خاصة إذا كانت هذه الشروط مجحفة.. وأري أن أي وعود يقدمها د. مرسي أو الفريق شفيق لأي تيار هي وعود في الهواء.. واشك ان ينجح هذا المسعي في ظل هذه الانتخابات. فقد كان رأيي أن صعود د. عبد المنعم ابو الفتوح ثم صعود حمدين صباحي يعكس بروز كتلتين موجودتين في الشارع المصري تستطيع ان تعيد التوازن للحالة السياسية في مصر.. بمعني تيار مدني ذو مرجعية اسلامية بالمعني الصحيح للمصطلح يمثله ابو الفتوح ويعتبر تجديدا لشباب التيار الإسلامي ومهم جداً أن يتواجد في المجتمع المصري الآن... والتيار الثاني ويمثله حمدين وهو القوي الليبرالية ذات الطابع اليساري.. وهو تيار يعتبر تجديداً لشبابها.. هذان التياران يمكن ان يكون لهما شأن كبير في الفترة القادمة إذا سعي كل منهما لتأسيس حزب يشكل هذه الرؤي وانا مازلت اعتبرهما أهم من تيارات الثورة.. وهذه التيارات تستطيع ان تهيئ نفسها للانتخابات القادمة.. أما الانتخابات الحالية فقد اعادت المحاولة التي كانت موجودة قبل الثورة.. وهو »الحزب الوطني« ويعتبر شفيق تجديدا لهذا الحزب.. و »الإخوان المسلمون« ويمثلهم د. محمد مرسي. ومن البديهي ان تجري بين الطرفين وقد تسفر عن نتيجة قد تكون مفاجئة تماماً للرأي العام.. التغير الفعلي سيحدث بعد أربع سنوات عندما يتشكل حزبي أبو الفتوح وحمدين بالاضافة الي حزب محمد البرادعي في هذه الحالة سيكون لدينا أحزاب حقيقية قوية تستطيع ان يكون لها شأن كبير في الانتخابات القادمة. ما الشكل الذي ستكون عليه جولة الإعادة بين د. محمد مرسي والفريق احمد شفيق؟ أتوقع ان كل القوي التي ستصطف مع الإخوان ستكون قوي منظمة أو شبه منظمة وبالنسبة للقوي المدنية والليبرالية التي كانت تؤيد ابو الفتوح وحمدين صباحي هي كتل غير مضمونة.. حمدين صباحي قال إنه لا يستطيع ان يصدرا مراً لمؤيديه ولا يستطيع ان يطلب منهم ان يصوتوا لهذا أو ذاك وبالتالي فهي كتل صعب معرفة اتجاهها.. فقد يقاطع بعضها الانتخابات وقد يعطي بعضها اصواتهم للإخوان.. وقد يعطي البعض اصواتهم لشفيق وخاصة من مؤيدي حمدين لأنهم مع الدولة المدنية. ألا يتعارض ذلك مع تيار حمدين الذي يرفض اي اتفاق مع النظام السابق؟ أظن ان الكثيرين ممن يؤيدون الثورة يفضلون الدولة المدنية وجزء من هؤلاء اعطوا اصواتهم لعمرو موسي لأنه كان يمثل هذا الاتجاه.. وأعتقد أن كتلة حمدين لم تكن كتلة مصمتة ممكن ان يكون لها قلب وهو الجناح الثوري الذي يرفض كلا من الإخوان والنظام السابق.. لكن فيها ايضا جناح ثوري يري أنه إذا عاد عمرو موسي في الإعادة كانوا سيعطون اصواتهم له. ماذا تتوقع رد فعل الشارع المصري في حالة فوز أي من شفيق أو مرسي؟ اعتقد ان هناك حالة من الاستعداد النفسي لكل فريق لأن يقبل نتيجة الانتخابات.. والنقطة الاساسية التي يجب ان نقبلها حالياً هي اننا اصبحنا بلدا ديمقراطيا فيه تعددية. جزء من دلالة نتيجة الانتخابات التي أجريت هو أنه لا يستطيع أحد ان يقول انه يمثل الشعب المصري.. فالشعب ذهب الي صناديق الانتخابات وكانت له اراء مختلفة.. جزء منها مع الإخوان وجزء مع الفلول وجزء مع الناصرية وجزء مع الليبرالية.. الي آخره ولكل جزء من هؤلاء الحق في التعبير عن نفسه بطرق ديمقراطية منها حق التظاهر أو الاعتصام وكافة الحقوق الديمقراطية التي يجب ان تصان اولاً وأن تنظم ثانياً بقوانين ديمقراطية وأنا ليس مع من يقولون انهم سيقومون بثورة جديدة.. هذا كلام ينتمي الي عالم التمني وتفكير يطلق عليه التفكير الرغبوي.. وهي احلام لن تتحقق لان الاجماع الوطني الذي تحقق من 52 يناير إلي 11 فبراير كان بهدف جري تحقيقه وهو ان يتنازل الرئيس السابق عن الحكم ويتم حل المؤسسات الموجودة وبناء مؤسسات جديدة وقد تم ذلك بالفعل. فينبغي ان نمارس حقنا في التظاهر والاحتجاج علي نتائج الانتخابات ولكن بشكل سلمي يحترم الخصوم السياسيين ويحافظ علي استقرار البلاد وفي الوقت ذاته يحترم نتائج الانتخابات طالما اجريت بنزاهة وحيدة.