كشف آخر تقرير صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء عن أن ساكنى المناطق العشوائية فى مصر بلغ 13 مليون نسمة، كما حدد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء هذه المناطق ب 1034 منطقة، فيما أكد معهد التخطيط القومى فى دراسة صادرة عنه وجود أكثر من 1109 مناطق عشوائية منتشرة فى 20 محافظة يسكنها نحو 71,7 مليون نسمة. الدراسة سجلت أن القاهرة الكبرى وحدها بها 76 منطقة عشوائية مساحتها 22 كيلو مترا، يسكنها أكثر من مليونى نسمة، ففى شمال القاهرة الكبرى مناطق شبرا الخيمة والمطرية وعين شمس وفى الجنوب دار السلام والبساتين وحلوان والتبين، وفى الوسط يوجد الفسطاط واسطبل عنتر وحكر أبو دومة وماسبيرو وفى الشرق منشأة ناصر والدويقة والزبالين، بالإضافة لوجود مناطق عشوائية فى الحدود المشتركة بين محافظتى القاهرة والجيزة بمناطق بولاق وإمبابة. د.صابر عبدالموجود الخبير بقسم بحوث المعاملة الجنائية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، والذى أعد دراسة مطولة عن الأسر فى العشوائيات وعلاقتها بالعنف، أكد لنا أن أهم المشكلات التى يعانى منها سكان المناطق العشوائية هى العنف بجميع أشكاله، حيث المشاجرات بالمطاوى والسكاكين والسرقة بالإكراه وجرائم الاغتصاب سلوكيات معتادة. وأن 5,33٪ من سكان العشوائيات يؤكدون أن المشاجرات منتشرة فى مناطقهم وأن 9,34٪ أكدوا انتشار البلطجة.
وإذا كان الملايين قد سكنوا فى العشوائيات فى عهد مبارك، ففى عهد مبارك أيضا سكن المصريون القبور.
ويقول عالم الاجتماع محمد الجوهرى فى إحدى دراساته إن كان سكان القبور غالبا ما يكونون أقارب بعضهم البعض، و37٪ منهم حرفيون والباقى موظفون ويعملون بالتجارة وبعضهم يعملون فى أعمال مرتبطة بالقبور.
وطبقًا لأحد بيانات وزارة الصحة أن هناك مولودا كل 27 ثانية فى العشوائيات والقبور، بينما بيانات وزارة التعليم تؤكد أن 60٪ من أطفال العشوائيات محرومون تماما من الخدمات التعليمية بجانب انخراطهم فى سوق العمل فى سن مبكرة لإعالة أسرهم، حيث نجدهم يعملون فى الورش أو كباعة جائلين وعادة ما تلتقطهم العناصر القريبة من المخدرات سواء للتعاطى أو الإتجار.
د. فادية أبوشهبة الخبير الجنائى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية قالت لنا: الغالبية العظمى من المسجلين خطر البالغ عددهم أكثر من 100 ألف هم من المناطق العشوائية حيث انتشار الفقر الشديد والعوامل التى تساعد على الانحراف وضيق السكن ونقص المرافق الأساسية بالإضافة إلى وجود عائلات إجرامية بأكملها فى هذه المناطق مثل الهجانة المتخصصة بالسرقة وتجار المخدرات.
كل هذا يجعل سكان العشوائيات ناقمين على المجتمع ورغم أن جميع علماء الاجتماع وعلم النفس توقعوا أن الثورة ستأتى من العشوائيات إلا أنها أتت من الشباب ولكن سكان العشوائيات كان لهم دور كبير فى ترويع المواطنين بعد الثورة فأصبحنا نجدهم يقطعون الطرق للسطو على المواطنين ويسرقون السيارات التى وصلت إلى 40 ألف سيارة مسروقة حتى الآن بل قبلوا أن يؤجروا ويحرقوا المجمع العلمى.
ولهذا على الرئيس القادم أن يهتم بالعشوائيات والنظر إليها ليس نظرة اقتصادية وإنما اجتماعية وصحية أيضاً فلابد أن نقضى على الفقر الذى يعانون منه وعلى الأمية ويضمن لهم أكلاً وشربًا جيدًا وألا تزيد المناطق العشوائية وتزيد البلطجة وترويع المواطنين.