زحفوا على الأموات وحواف المدن.. أزعجوهم.. أقلقوا منامهم.. وربما أضفوا على نومتهم الأبدية بعض «الونس».. ضاق بهم العيش فعجلوا بآخرتهم.. أحلامهم لا تزيد عن الحصول على أربعة جدران، وجيران غير الموتى، وشارع يسعدون بالانتماء إليه.. والتخلص من لقب «مواطن عشوائى» الذى يطارد نحو 14 مليون مصرى بحسب بعض احصاءات رسمية.. إنهم سكان المناطق العشوائية وسكان المقابر. قلبنا فى أوراق برامج المرشحين لرئاسة الجمهورية لنبحث عن موقع هؤلاء المصريين فيها.. فوجدناها على الهامش.. أو «عشوائية» كما هو حال المناطق التى يسكنها هؤلاء المواطنون المصريون.. فلم يتخط الأمر حاجز الوعود.. دونما إشارة مريحة لتحقيق أحلام هؤلاء البسطاء بجيران غير الموتى واربعة جدران وشارع يسعدون بالانتماء إليه.. فجاءت البرامج الانتخابية للمرشحين للرئاسة مشتملة على قرارات دون ذكر آليات لتحقيق هذه القرارات.
حمدين صباحى
تبنى المرشح الرئاسى حمدين صباحى فى برنامجه الانتخابى خطة لتطوير العشوائيات ليكون لكل مواطن مصرى سكن لائق وآدمى لتوسيع المعمور المصرى، وشمل عدة اتجاهات للتعامل مع هذه الظاهرة وهى توفير مساكن لمن لا مأوى لهم وسكان المقابر والعشش خلال عامين، وإحلال المناطق المتدهورة عمرانيا العشوائيات والمسكن غير الملائم على مدى أربعة أعوام، وبناء نصف مليون وحدة سكنية جديدة سنويا لمواجهة الزيادة السكانية وعمليات الإحلال والتجديد.
وأرجع المرشح فى برنامجه أسباب نشوء وانتشار العشوائيات إلى إهمال سياسات الإسكان الخاصة بالفقراء لمدة طويلة، و«يعطى برنامجنا اهتماما كبيرا بالظاهرة من حيث الكم (بناء مساكن كافية وملائمة للمواطنين) ومن حيث الكيف (تطوير العشوائيات وتحسين الخدمات والأمن وظروف السكن فيها)» حسبما جاء فى نص برنامج المرشح الرئاسى، الذى قدم تصورا تفصيليا عن حجم الظاهرة بمصر لتشمل أنواع العشوائيات».
وقدم البرنامج دراسة تفصيلية لمشكلة العشوائيات، والتى قسمها إلى عدة أنماط ولكل منها طريقة فى المعالجة والتطوير وهى العشش، ومساكن الإيواء، ومساكن القبور (المدافن)، والإسكان العشوائى غير المنتظم وشبه المنتظم.
ولم يغفل المرشح الرئاسى الآثار الاجتماعية الواقعة على سكان العشوائيات، والتى من أهمها انعدام الخصوصية المؤدى إلى شيوع الرذيلة، وتردى المستوى التعليمى والأخلاقى وانعدام الإحساس بالانتماء، بالإضافة إلى كونها معامل تفريخ للسلوك غير السوى، على حد تعبير المرشح، مقرا بعدم دقة الإحصائيات التى شملت أعداد تلك المناطق التى حصرها مركز المعلومات ودعم القرار ب1034 منطقة عام 2009، والجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء ب 909 مناطق عام 2010، ومعهد التخطيط القومى ب1109 مناطق عام 2010، لافتا إلى أنه فى القاهرة وحدها يوجد 18 منطقة عشوائية كبرى (كل منطقة تضم أحياء متعددة) تقع على 3670 فدانا وبها 4 ملايين نسمة (عين شمس، المطرية، المرج، الوايلى، الزاوية الحمراء، منشأة ناصر، عزبة الهجانة، البساتين، الفسطاط، دار السلام، طرة المعصرة، عرب غنيم، وكفر الحلو والحكر والتبة).
«أما إذا أضيفت المناطق العشوائية التى برزت حول الطريق الدائرى خاصة فى محافظة القليوبية والجيزة (الخصوص، المرج، بهتيم، بلقس، قليوب، شبرا الخيمة، العمرانية، أبوقتادة، أرض اللواء، إمبابة، أرض عزيز عزت) فإن النسبة فى القاهرة الكبرى ترتفع لتضم سبعة ملايين نسمة بعدد 80 منطقة كبرى» حسبما جاء فى برنامج المرشح.
وعلى مستوى القاهرة التزم المرشح بإزالة 20 منطقة من المناطق المطلوب إزالتها دون أمل فى الإبقاء عليها، وتطوير 68 منطقة قابلة للتطوير، ورفع كفاءة 13 منطقة مطورة نسبيا.
وجاء البرنامج شاملا عرض الحلول التى تمثلت فى الاخلاء الفورى لمناطق العشش والعشوائيات المتدهورة والخطرة وتحويل سكانها إلى مساكن إيواء مؤقتة حتى يتم نقلهم وتوزيعهم إلى أماكن عمرانية جديدة، نقل سكان العشوائيات المطلوب تطويرها بإخلاء الوحدات السكنية مؤقتا مع تخطيط المنطقة وبناء عمارات مرتفعة بواسطة مطورين عقاريين ويعطى لسكان الوحدات الأصلية وحدات سكنية بديلة فى هذه العمارات ويتم الاستفادة من باقى الوحدات تجاريا. وبذلك يتم إحلال هذه العشوائيات دون تكلفة على الدولة، فضلا عن رفع كفاءة العشوائيات القريبة من أنماط السكن العادى عن طريق تحسين المرافق ورصف الشوارع، وأخيرا تغيير شروط الارتفاعات عند إعداد المساكن البديلة لمراعاة ضرورة التوسع الرأسى خاصة فى القاهرة وبعض المحافظات التى تفتقر الظهير الصحراوى.
عبدالمنعم أبوالفتوح
ركز المرشح الرئاسى عبدالمنعم أبوالفتوح على مبدأ «تحويل تبعية صندوق تطوير المناطق العشوائية إلى رئاسة الوزراء بدلا من وزارة الحكم المحلى (يقصد التنمية المحلية حاليا) وزيادة مخصصاته وربطه بمؤسسات المجتمع المدنى العاملة فى هذه المناطق» حسبما جاء بنص برنامج المرشح الرئاسى.
كما قرر أبوالفتوح التعامل مع هذه المشكلة عن طريق حلول تكاملية تدمج بين البعدين الاقتصادى والاجتماعى، مع التخطيط العمرانى، كما قسم العشوائيات حسب نسبة الخطورة على السكان فهناك مناطق من الممكن تطويرها وأخرى تجب إزالتها وتوفير بدائل آمنة وملائمة لسكانها.
أحمد شفيق
قرر المرشح الرئاسى أحمد شفيق تعيين مفوض رئاسى لتطوير العشوائيات، على أن يكون هناك برنامج لمواجهة المشكلة للعمل على تطوير العشوائيات، واتخاذ ما يلزم من خطوات تشريعية وتنفيذية فى هذا الاتجاه من خلال مراجعة قانون التخطيط العمرانى بما فى ذلك مساحات البناء فى الكردونات بالقرى والارتفاعات فى المدن.
كما التزم المرشح فى برنامجه الانتخابى بتوجيه جزء من حصيلة الضرائب إلى عمليات تطوير العشوائيات وتعديل أوضاع المقيمين بها، بالاضافة إلى توصيل المرافق المختلفة إلى كافة المناطق العشوائية وخاصة فى الريف والمناطق الحضرية.
محمد مرسى
وحرص البرنامج الانتخابى للمرشح الرئاسى محمد مرسى على توفير المحفزات المالية والعمرانية، التى تشجع العائلات المصرية القاطنة بالعشوائيات على اتخاذ قرار الانتقال بنفسها وبدون ضغط من جانب الدولة.
وتلخص اتجاه المرشح فى تقنين الأوضاع القانونية لقاطنى العشوائيات، «مما يعنى ملكيتهم القانونية للمبانى التى يعيشون فيها، وبالتالى قدرتهم على مبادلة قيمتها الشرائية بغيرها فى السوق العقارية، وهنا تأتى آليات التحفيز المناسبة لسكان كل منطقة على حدة، بداية من بدائل الانتقال وتسهيلات التملك العقارى وحتى توفير خدمات البنية التحتية مقدما فى الأماكن الجديدة»، حسبما جاء فى نص برنامج المرشح.
عمرو موسى
لم يتناول برنامج المرشح الرئاسى عمرو موسى أى إشارة فى برنامجه الرئاسى عن التعامل مع ذلك الملف، غير انتوائه «تعيين شباب فى مناصب قيادية فى مشاريع قومية، مثل مشروع القضاء على العشوائيات»، كما جاء نصا ببرنامج المرشح الرئاسى.