مع انطلاق الحملة القومية للقراءة للجميع هذا العام والتي أطلقتها السيدة سوزان مبارك نحتفل بمرور عشرين عامًا علي هذا المشروع العظيم الذي بفضله لم تعد القراءة ترفًا أو رفاهية.. بل أصبحت حقا للجميع.. وهذا هو شعار الحملة هذا العام.. «القراءة حق للجميع».. و«القراءة للحياة».. فاسترد الكتاب عرشه.. وأصبح للمكتبة مكان ومكانة في بيوتنا ونحن نحتفل بمرور عشرين عامًا علي مشروع القراءة للجميع. «الطريق إلي النصر.. أكتوبر 1973» كان عنوان الندوة التي نظمتها مكتبة سوزان مبارك العامة بالعجوزة التابعة لجمعية الرعاية المتكاملة بمشاركة طلاب وطالبات بعض من المدارس الإعدادية والثانوية بالعجوزة وبحضور السيدة ليلي شاش والسيدة ليلي جوهر من أعضاء مجلس إدارة الجمعية، وأدار الندوة اللواء فراج أبو العينين مدير المكتبة وتم استضافة اللواء أركان حرب ممدوح خليفة مدير الاستطلاع السابق واللواء بحري يسري قنديل رئيس الاستطلاع البحري سابقاً. تمت مناقشة كيفية الوصول للنصر بفترة إعداد طويلة وليست وليدة لحظة تم فيها العبور.. يقول اللواء بحري يسري قنديل: «يجب أن يعلم الشباب أن ظروفنا ليست كظروفهم وأننا عندما حاربنا بدأ طريق الإعداد بعد سنة 1948 وكانت بمثابة أخذ الثأر من عدو شرس عملنا وبجهد للتأهل لمواجهته وأنا كنت رئيس استطلاع القوات الحربية في حرب أكتوبر وكما كان الشباب أكثر من رائع في الحرب أنا الآن كمدرس في كلية القادة والأركان أتعامل مع الشباب وأجده يتمتع بملكات وإمكانيات عظيمة، فمعطيات العصر من كمبيوتر وإنترنت تؤهلهم للإبداع، فالبحوث التي كنا نعدها تعتبر متواضعة بالمقارنة بما أراه اليوم من بحوث الشباب، فالشباب رائع ولكنه في عصر مظلوم فأيامنا لم تكن القارات الثلاث تساند إسرائيل، فقد كنا نلجأ لروسيا مثلاً، أما الآن فالوضع مختلف.. وما أتمناه أن مثل هذه الندوات تركز علي أن انتصار أكتوبر لا يقتصر علي الاحتفال بشهر واحد في السنة بل يجب أن يكون طوال العام بعرض روح أكتوبر بطريقة بسيطة تجذب الشباب وليس مجرد مذيعة تحاور بطلاً من أبطال الحرب يوم 6 أكتوبر فقط علي التليفزيون لأن هذه الروح أكبر من مجرد يوم. أما اللواء أركان حرب ممدوح خليفة فيقول: «كنت أيام حرب الاستنزاف رئيس قطاع الجبهة وعندما نطلب شابًا نجد عشرين متحمسين، وأنا أري أن الشباب الآن لا تنقصه الحماسة وإنما يريد من يوجهه ويريد قضية يلتف حولها ويتمسك بها لأن الأمل الآن في الشباب وهذا الجيل الجديد، وأسعد عند رؤية الشباب في مثل هذه الندوات، وأجد أسئلتهم رائعة واهتمامهم وانجذابهم للسماع عن البطولات، فأشعر بمدي حبهم لبلدهم ورغبتهم في تحقيق أمل بلدهم فيهم». وقال اللواء فراج أبو العينين مدير المكتبة: «نجد إقبالاً شديدًا من الطلبة بالمدارس للاشتراك في مثل هذه الندوات المهمة، فهناك العديد من الشباب الواعي الذي يرغب في المعرفة وهذا كان شرطي عندما عرضنا علي المدارس في منطقة العجوزة فكرة الندوة، وبالفعل جاء 20 ولدًا وبنتًا من مدارس «العجوزة والقومية» و«طلائع المستقبل» الخاصة و«بين السرايات» التجريبية، وأنا سعيد بانجذاب الأولاد للموضوع وللمحاضرين خاصة أن المحاضرين نزلوا إلي مستوي الأولاد الفكري بغرض إشراكهم في أحداث الحرب وأنها لا يمكن اختصارها في يوم واحد بل تم عرض الأحداث من 5 يونيو ليكون الدرس المستفاد أن النجاح لا يأتي فجأة وإنما يحتاج لسنوات من الإعداد والثقة بالنفس والتأهيل والإيمان والثقة بالله وبالإخلاص وأن يقوم كلٌ بدوره وعدم القفز إلي النتائج مباشرة، والتمسك بالإرادة مهما واجه الشباب المصاعب»، وأضاف اللواء فراج'' واليوم فرصة لافتتاح معرض الأطفال من لوحات الخط والفن والتصوير لأن مثل هذه الأنشطة هي ما تبني شخصية الشاب المتوازن فتصبح المكتبة قلعة للمعرفة وكذلك لممارسة الهوايات وإشباع كل الميول الفنية والثقافية للأطفال والشباب. سعادة واهتمام ظهرا علي وجوه الشباب المشارك وكثير منهم طلب التصوير مع المحاضرين أبطال النصر. منة محمد - الصف الثالث الإعدادي تقول: «أحب الاشتراك في ندوات المكتبة التثقيفية لأنه مهما قرأنا عن البطولات فلسنا كمن عاشها لذا سعدت جدًا برؤية اثنين من أبطال الحرب خاصة أنهما لم يكتفيا فقط بالحكاية عن الحرب وإنما أظهرا كيف يكون الشاب متحمسًا وصاحب إرادة وكيف يعمل بجهد وإخلاص في أي وقت لإدراك النجاح». أما وليد عاطف - بالصف الأول الثانوي فيقول: «أنا أحب القراءة في المكتبة خاصة قصص البطولات لذا عندما عرفت أن هذه الندوة ستستضيف أبطال 6 أكتوبر تحمست جدًا وأكثر ما أسعدني ثقة هولاء الأبطال بنا وكيف يروننا جيلاً مثقفًا ومتحمسًا بالرغم من وجود كثير من الشباب التافه أو الذي يضيع مجهوده فيما لا يفيد إلا أن الشباب الآخر الواعي الذي يستفيد من معطيات الحياة حوله أيضاً موجود ويشجعه هؤلاء القدوة». رانيا وائل - الصف الثاني الإعدادي تقول: «اشترك دائمًا في أنشطة المكتبة الفنية والثقافية لأنها تملأ وقتي بالمتعة بجانب المذاكرة وهذه أول مرة أحضر فيها ندوة ولكنها لن تكون آخر مرة فقد استفدت كثيرًا من حديث الأبطال وأعطاني حماسًا وإصرارًا علي النجاح حتي ولو في المدرسة لأن أي نجاح هو نصر». أما محمد أحمد - الصف الثاني الثانوي فيقول: «مع أني درست حرب أكتوبر وأشاهد الأفلام إلا أنني أول مرة أربط بين أكثر من حرب بداية من سنة 1948 وفهمت كيف أن هؤلاء الأبطال لم يكن فقط نصر المعركة هو هدفهم وإنما رفع رأس بلدهم وأهلهم وكأنه ثأر كما قال اللواء وجلسوا الوقت الطويل علي مدي سنوات يخططون ويعدون أنفسهم فلا يأتي النجاح فجأة وبسهولة بل يجب أن يسعي الإنسان له». شيماء أحمد - الصف الثالث الإعدادي تقول: «للأسف لا نتذكر حرب أكتوبر إلا في شهر أكتوبر من كل عام فقط.. أتمني أن تكثر هذه الندوات لأن الكثير منا لا يعطي هذه الحرب حقها ولا يسعي لمعرفة المزيد عنها لأنه لم يعاصرها، لذا هذه الندوات أفضل طريقة لنفهم أسباب النصر ونحافظ عليه».