مع انطلاق الحملة القومية للقراءة للجميع هذا العام والتي أطلقتها السيدة سوزان مبارك نحتفل بمرور عشرين عامًا علي هذا المشروع العظيم والذي بفضله لم تعد القراءة ترفًا أو رفاهية.. بل أصبحت حقا للجميع.. وهذا هو شعار الحملة هذا العام.. «القراءة حق للجميع».. و«القراءة للحياة».. فاسترد الكتاب عرشه.. وأصبح للمكتبة مكان ومكانة في بيوتنا ونحن نحتفل بمرور عشرين عامًا علي مشروع القراءة للجميع. تهتم الحملة القومية للقراءة للجميع في صيف 2010 بالعديد من الأشياء التي تحرص علي غرسها في المجتمع المصري سواء كانوا شبابا أو رجالا أو أطفالا وكذلك الأسر في شتي الأقاليم. ولذلك تسعي إلي غرس معاني التنوير والمعرفة والثقافة والإبداع، ومما لاشك فيه أن التراث الشعبي، هو أحد الأنشطة التي حرصت الحملة علي إحيائها لما يحمله من ذخائر ثقافية ومعرفية وتنويرية في شتي أمور الحياة، بل ويعد إحياء التراث الشعبي أحد أهم المناهل التي ينهل منها طالب العلم والمعرفة، ولذا ينضم يوميا ما يقرب من ثلاثة آلاف متفرج ومشاهد وقارئ للاستماع علي مدار ساعة ونصف الساعة إلي حكايات من التراث الشعبي التي تقدمها الهيئة العامة لقصور الثقافة في محكي القلعة التي تنظمه الهيئة ويقول الشاعر مسعود شومان - رئيس الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية-: إن الإدارة تشارك في مهرجان القراءة للجميع بالعديد من البرامج منها برنامج «راوي من بلدنا»، والذي يقدم للجمهور الموجود في محكي القلعة، وقد حدث تجاوب كبير من الجمهور مع هذه الفقرة، والتي تقدم فيها العديد من المواويل ويقدم البرنامج حاليا «موال لسيرة الهلالية» والتي يقدمها الشاعر «عزت القرشي» ويتحدث فيها عن مراحل دخول بني هلال واجتياز أسوار تونس الخضراء ليروي لنا عادات العرب من الرجولة وشهادة الحق وغيرهما. وأضاف شومان أنه مهما كانت الخصومة والعداوة الثأرية بين طرفين في السيرة الهلالية إلا أن السيرة كإبداع تتكئ علي التاريخ وتطرح مجموعة من القيم العربية، وفي النهاية قال شومان: إن كتاب السيرة الهلالية زاخر بالمواقف التي يعتبر لها العرب وأنصح كل قارئ أن يقرأ قصة السيرة الهلالية لأنها تضيف لكل قارئ زادا كبيرا. ويقول ماهر مصطفي: أحضر إلي المحكي يوميا لمتابعة فعالياته خاصة برنامج «راوي من بلدنا» الذي يحكي السيرة الهلالية التي يسترسل فيها الشاعر بطريقة شيقة وجذابة، ومن أهم الأشياء التي جذبتني في السيرة عندما قال الشاعر «إحنا ولاد الشرق عرب أحرار، عهدك يا أسمر معايا، شرط لما نوصل الغرب، قلت أقوم الحرب والضرب»، وكذلك عندما روي الشاعر دور الجاذية المهم في عبور أسوار مدينة تونس الخضراء، وكيف احتالت بالدهاء والفطنة علي الحارس كي تدخل أميرات الهلايل لزيارة الأمراء الثلاثة الذين سجنوا في تونس الخضراء. ويقول ماهر: قرأت السيرة الهلالية كاملة، وعندما علمت أنها تقدم بمحكي القلعة حرصت علي سماعها في أبيات من الشعر، والحقيقة أنها أضافت لي الكثير فالقراءة والسماع ساعداني علي التذوق والتخيل لأحداث السيرة الرائعة من الثقافة والمعرفة. ويري صلاح حمدي أحد رواد المحكي أن التراث الشعبي يساعد في تنمية الفكر لدي القارئ والفنان، وكل من يستعين بهذا التراث كما أنه يعتبر من الوسائل الحقيقية لتنمية الإبداع في الفن سواء كان كتابة رواية أو قصة قصيرة أو شعر أو غير ذلك من الفنون، كما أن التراث الشعبي ساعد في تكوين فكر الإنسان، وفكرة وجوده الحقيقية، فالتراث ليس شيئاً قديماً وإنما هو تجسيد لحقائق السابقين التي نتعلم منها،لذا فالموروث الشعبي يرتبط ارتباطا وثيقا بالفن فهما نوع من التعبير عن الاحتياج، والاحتياج يدفع للإبداع ولذا بدون موروث شعبي أو أي من الفنون لايكون هناك إبداع، وقراءة التراث تنمي هذا الإبداع، فالعالم الخارجي والحياة العامة والسلوك الإنساني فنون تنمي إبداع الإنسان، فالتذوق فن والتعبير فن، والإشادة فن، وكل الحركات التي تخرج من جسد الإنسان فن لن يصل إليه إلا بالقراءة.