مع انطلاق الحملة القومية للقراءة للجميع هذا العام والتى أطلقتها السيدة سوزان مبارك نحتفل بمرور عشرين عامًا على هذا المشروع العظيم والذى بفضله لم تعد القراءة ترفًا أو رفاهية.. بل أصبحت حقا للجميع.. وهذا هو شعار الحملة هذا العام.. القراءة حق للجميع.. والقراءة للحياة.. فاسترد الكتاب عرشه.. وأصبح للمكتبة مكان ومكانة فى بيوتنا ونحن نحتفل بمرور عشرين عامًا على مشروع القراءة للجميع. خيمة القراءة للجميع بحديقة الأزهر، إحدى الخيام التى تم إنشاؤها هذا العام، وإن كانت قد شاركت فى المشروع منذ عدة سنوات، ولكنها هذا العام تعمل تحت شعار رفعته محافظة القاهرة «القراءة والاستمتاع بالخضرة والطبيعة». فتم تزويد هذه الخيمة بأكثر من عشرة آلاف كتاب تتناسب مع جميع الأعمار، ويبدأ العمل بهذه الخيمة من العاشرة صباحاً حتى الثامنة مساء، طوال أيام الصيف، وشهر رمضان، لما تقدمه الخيمة من وعى وتوجيه للأطفال والشباب. وتقول سامية بيومى المشرف على الخيمة: إنها تشهد إقبالاً عظيماً من القراء من مختلف المستويات والفئات العمرية بين أطفال وشباب وفتيات، إلى جانب الإقبال الضخم على أجهزة الكمبيوتر وإن كان فى الأسبوع الأول قد واجهنا انخفاضا فى الرواد ولكن بعده وضع عدد من الملصقات واللوحات الإرشادية إلى جانب اللافتة الكبيرة التى تحمل شعار «القراءة للجميع» التى وضعت أمام الحديقة من الخارج وقد ساهمت فى تعريف القراء بالخيمة، ومن الأشياء الجميلة أن العديد من الأسر تأتى كاملة للقراءة، وهناك بعض الأمهات اللائى يقدمن أبناءهن ويساعدنهم فى القراءة. ونظراً لوجود الخيمة بين الخضرة والطبيعة وإمكانية التجول بالكتاب بين الأشجار فهناك العديد من الشباب ممن جاءوا للتنزه فى الحديقة، وصارت الخيمة بالنسبة لهم هى الملتقى اليومى الذى يجلسون فيه للقراءة والمناقشة والاستمتاع بالهواء النقى. وتقول مها عبد الرءوف إحدى رواد الخيمة، والتى كانت تشرح لابنتها الصغيرة فى أحد الكتب الملونة وهى من سكان المنطقة إن خيمة القراءة للجميع ساهمت فى رفع ثقافة الشباب، وإنها لم تكن تعلم شيئا عن وجود الخيمة حتى رأت اللوحة أمام الحديقة فصارت تقضى معظم أوقاتها بين أروقة الخيمة هى وابناها الاثنان، وتقول إن هناك إقبالا على الخيمة، ولكن الإقبال ضعيف بعض الشىء لوجود أغلب الناس فى المصيف. وتضيف مها أن مشروع القراءة للجميع ساعدها على تكوين مكتبة منزلية لأطفالها منها: الفرعون الصغير، الحمام يحلق بعيداً، الاختراعات، هيا نقرأ، وإنها منذ جاءت إلى المكتبة كانت قد أعدت بحثاً لابنها شارك فى مسابقة من مسابقات الحملة، من أجل الذهاب فى إحدى الرحلات التى تعدها المحافظة. ويقول نبيل حسنى - طالب بالصف الثانى الثانوى: جذبتنى بعض الكتب الموجودة فى الخيمة، فرغبت فى قراءتها حتى إننى رجعت من المصيف سريعاً، وأقضى معظم الأوقات فى الحديقة والطبيعة، حتى إن لم اقرأ، فأنا استمتع بالخضرة والطبيعة، وقرأت ما يزيد على الألف كتاب ومنها العديد من كتب المهرجان، وآخر الكتب التى قرأتها حالياً، كتاب السيرة الهلالية للأبنودى، هذا إلى جانب كتب الفكر والفلسفة، وبعض المعارف العامة التى أسعى من خلالها إلى زيادة رصيدى من المعارف العامة، وذلك لرغبتى الشديدة فى الالتحاق بأكاديمية الفنون وأسمع أن هناك العديد من الاختبارات الشخصية التى تعتمد على المعرفة العامة والثقافة المتنوعة هذا إلى جانب كتب اللغات والروايات المترجمة، ونظراً لعدم توافر هذه الكتب عندى فإن المكتبة توفرها لنا. وتقول منة حسنى: نحن من أسرة فنية يعمل أغلبها فى العمل المسرحى، الذى أعشقه بدورى ولا أرغب إلا فى العمل المسرحى، ولذا قرأت كل ما يتعلق بالعمل المسرحى فقرأت كيفية العمل المسرحى، مسرح الشعب، الجذور الشعبية للمسرح العربى، كتاب فجر السينما، السينما والأدب، وصناعة التشويق فى حرفية الكتابة للفيلم، وفن المونتاج فى الدراما التليفزيونية، والمكتبة الشخصية عندى تحتوى على أغلب الكتب المسرحية وكتب الفنون، وذلك لرغبتى فى العمل المسرحى على المستوى الفنى والأكاديمى. ويقول عمر تمام -30 سنة: أحرص على القراءة منذ الصغر، وكانت عندى فرص جيدة للاطلاع، خاصة عندما بدأ مشروع مكتبة القراءة للجميع، الذى أتاح لنا فرصة عظيمة فى الاطلاع على العديد من الكتب العلمية والثقافية والفنية والقصص، والشعر والأدب، ويضيف عمرو: إن هذه المكتبات أعطت الفرصة لكل الشباب على اختلاف أذواقهم ورؤاهم، مما ساهم فى توسيع المفاهيم الفكرية لديهم، فالمكتبات منتشرة بصورة كبيرة فى مختلف أنحاء الجمهورية، كما أنها تضم مجموعة مختلفة ومتنوعة من الكتب للصغار والكبار ولمختلف المراحل العمرية على حد سواء، وأنها تفيد جميع الأجيال، وتنمى الجانب الثقافى والمعرفى لديهم، وأتمنى أن يستمر هذا المشروع العملاق، ليبقى منارة للعلم والمعرفة على مر الأجيال.