سقط المنتخب الوطني لكرة القدم في الجولة الثانية للتصفيات المؤهلة لكأس الأمم 2012 بعد أن انهزم أمام النيجر بهدف نظيف ليخسر النقطة الرابعة علي التوالي وبعد أن تعادل من قبل أمام منتخب سيراليون في بداية التصفيات. صراحة ودون لف أو دوران لم يظهر منتخب مصر بمستواه المعهود وظهر ضعيفاً أمام منتخب النيجر - عديم الخبرة - الذي لم يتأهل من قبل إلي نهائيات الأمم الأفريقية.. اتسم أداء لاعبي المنتخب بالعشوائية أكثر منه تنظيمياً وتاه لاعبو الوسط ولم نشعر بوجودهم طوال زمن المباراة. جاء هدف الانكسار أو الهزيمة نتيجة خطأ قاتل لعبدالشافي عندما قلش الكرة في لعبة مشتركة مع «أمادو» مهاجم النيجر الأسرع والأكثر قوة ليضع الكرة - لحظة تقدم الحضري لملاقاته - داخل الشباك. ظهر من البداية التخبط في أداء لاعبي المنتخب بصورة لم نعتدها من قبل وخلل واضح في وسط الملعب وسقطات دفاعية متكررة وفي المقابل استغل لاعبو النيجر المساحات المتاحة للضغط علينا وإن ظهرت العشوائية في أداء الفريقين إلا أن منتخب النيجر ظهر أكثر قوة وصلابة واتسم أداؤه بالروح القتالية العالية إلي جانب ظهور تراجع واضح في درجة اللياقة البدنية للاعبي المنتخب الذين ظهروا بعيدين تماماً عن مستواهم وفي المقابل كان لاعبو النيجر هم الأكثر قوة وانتشاراً والأسرع في نقل الكرة واستطاعوا أن يفرضوا أسلوبهم علي مجريات المباراة. ورغم وجود فارق شاسع بين تصنيف المنتخبين علي المستويين الدولي أو العالمي أو في الوقت الذي نحتل فيه المركز التاسع في التصنيف نجد أن منتخب النيجر في المركز 154 ولا وجه للمقارنة إطلاقاً إلا أن منتخب النيجر استطاع أن يسقط البطل الأفريقي في مفاجأة مدوية من العيار الثقيل ولولا وجود الحضري الذي ذاد عن مرماه ببسالة وأنقذ شباكه من العديد من الأهداف المؤكدة لنال المنتخب الوطني هزيمة ثقيلة. لم تكن الخسارة وليدة الصدفة أو مجرد لعبة حظ إنما كانت هناك أخطاء ساذجة ارتكبها لاعبو المنتخب ويسأل عنها الجهاز الفني بالدرجة الأولي لاسيما أن نتيجة المباراة تمثل درساً قاسياً للاعبي مصر وجهازهم الفني ولدرجة أننا لا نستحق أيضاً أن نتعادل أمام النيجر، بعد أن غلب علي أدائنا السلبية إلي جانب اختفاء الروح القتالية التي كان يتسلح أو يتميز بها لاعبو المنتخب من قبل وبعد أن فقدوا التركيز تماماً وأدوا المباراة بعشوائية شديدة وتراجعت لياقتهم البدنية بشكل ملحوظ في الوقت الذي ظهر فيه الفريق المنافس أكثر قوة ولياقة. كما أن طريقة أداء اللاعبين للمباراة أعطت الضوء الأخضر للاعبي النيجر في شن الهجمات المتوالية وتشكيل خطورة دائمة علي مرمي الحضري طوال زمن المباراة ولم يظهر المنتخب بخطة واضحة المعالم وافتقد التشكيل، الذي تم الدفع به، الكثير من مستواه في كل النواحي وللأسف خسرنا أمام فريق أقل ما يقال عنه إنه ضعيف لكنه وقف أمامنا عملاقاً لأننا الأسوأ. هل ما حدث فجأة مجرد قصور من اللاعبين أم هو نوع من عدم تحمل المسئولية أم أننا تشبعنا بما حققناه من قبل من بطولات وبدأ العد التنازلي بهبوط المنتخب ولاعبيه فليست هذه صورتهم المعتادة التي نعرفها عنهم، أم هي مسئولية الجهاز الفني بقيادة «حسن شحاتة» ورفاقه خاصة أن المنتخب الوطني ظهر بدون شخصيته المعروفة عنه ولدرجة أن الفريق المنافس - النيجر - كان يؤدي وكأنه هو بطل أفريقيا وليس العكس. وبصراحة نستحق الهزيمة بجدارة بعد أن فقدنا الكثير من مستوانا المعروف رغم أن لاعبي النيجر أنفسهم كانوا متخوفين جداً من اسم أو صيت «منتخب مصر» البطل المتوج علي عرش القارة السمراء. يا ألف خسارة بعد أن خسرنا أمام فريق لا يملك الخبرة أو التاريخ لم يعرف بعد طعم الوصول لنهائيات كأس الأمم الأفريقية ولو مرة واحدة لكنه في النهاية استطاع أن يفرض أسلوبه علي لاعبي المنتخب الوطني وجهازهم الفني وكانت له اليد العليا في كل الأمور مما جعل منتخب مصر يدفع الثمن غالياً وهو الدخول في «حسبة برما» والابتعاد عن قمة المجموعة ليكون تحت رحمة الآخرين. وأخيراً لم تكن هزيمة أو خسارة المنتخب وليدة اليوم أو مجرد صدفة أو حظ إنما ما حدث من قبل أمام منتخب سيراليون الضعيف أيضاً يجعلنا نضع أيادينا علي قلوبنا علي مستقبل المنتخب الوطني أو فيما هو آت بعد أن تراجع شكل وأداء المنتخب بصورة لم تكن من قبل وظهرت السلبيات العديدة داخل صفوفه التي لم يتنبه لها الجهاز الفني ولدرجة أنهم لم يشغلوا بالهم بقراءة الفرق المنافسة جيداً. وبهذه الخسارة دخلنا في حسبة معقدة وتقلصت فرصتنا في الصعود لنهائيات الأمم الأفريقية ودخلنا دائرة الخطر بعد أن أصبحنا تحت رحمة الآخرين.