هل فشلنا في أن نتعامل مع الجزائر رياضيا؟ يبدو ذلك، وإلا ما معني أن يحدث للأهلي هذا السيناريو المخيف في الجزائر.. وتستمر المهزلة الرياضية بهذا الشكل المهين! لقد عاتبنا إبراهيم حسن كثيرا علي خروجه عن شعوره في الجزائر، هذا الخروج الذي كان ربما بمثابة الشرارة الأولي لأزمات متتابعة بيننا وبين الجزائر، فإذا بلاعبي بل وإداري الأهلي يقعون في نفس المحظور، ويخرجون عن الشعور، ويستفزون الجماهير والحكم، لنخرج في النهاية وكأننا نحن المعتدون بعد أن كنا مظلومين فعلا! لقد تعامل حسن حمدي رئيس النادي الأهلي بحكمة بالغة بعد حادث الأتوبيس في الجزائر، لكن هذا التعامل لم يشفع له، بعد أن فقد اللاعبون والإداريون شعورهم، وكان هذا المظهر المشين! ماذا سيحدث إذا انهزم الأهلي في الجزائر إنها مباراة في النهاية؟ ثم لماذا الحساسية الشديدة من هزيمة الأهلي؟ لقد انهزم الإسماعيلي من الشبيبة في مصر، ولم يحدث شيء، لكن عندما انهزم الإسماعيلي من الأهلي حدث كل شيء.. ونفس الشيء عندما انهزم الأهلي، كانت الحساسية الشديدة، صحيح أن هزيمة الأهلي عقدت المجموعة بين الأهلي والإسماعيلي لأن الشبيبة ضمن إلي حد كبير الصعود للدور قبل النهائي، وبقي الصراع محصورا بين الأهلي والإسماعيلي لحجز المقعد الثاني، ولكن ليس هذا مبررا علي الإطلاق للاعتراض علي الحكم بهذه الصورة المهينة! عبنا علي لاعبي الجزائر اعتراضهم علي الحكم في بطولة أمم أفريقيا، وكان مظهرهم غير حضاري، لماذا نتصرف مثلهم، ولماذا هذا الانفلات من لاعبي مصر أمام الحكام بهذا الشكل الفظيع. لقد رأينا وائل جمعة يعترض بعنف، ووجدنا عيد عبدالملك يعترض بعنف، ووجدنا حسام غالي يعترض بعصبية، لابد أن يتعلم اللاعبون أصول اللعبة، وأصول التعامل مع الحكام، وإلا فإن سمعتنا ستسبقنا، ويكون التعامل مع اللاعبين بحساسية شديدة في كل المباريات بعد ذلك. فرصة كبيرة أمام الأهلي لكي يعوض جماهيره الأحد المقبل، ويفوز علي الشبيبة في مباراة في الملعب فقط، فرصة لكي يؤكد أنه نادي القرن بعيدا عن العصبية والنرفزة التي لا مبرر لها.. فرصة لكي يهدأ حسام البدري قليلا بعد أن أصبح لا يقبل أي نقد ولا أي كلام حول أداء الأهلي، النقد مسموح يا كابتن، وليس عيبا أن يقول النقاد كلامهم بكل حرية، وعليك أن تعترف أن الأهلي مازال أمامه الكثير لكي يصل إلي الفورمة التي ترضي جماهيره العريضة، فهو يضم خيرة لاعبي مصر، والكل ينتظر منهم أن يقدموا كرة جميلة ممتعة، وليست كرة عشوائية. بلا خطط ولا هدف، ولا أي متعة! فرصة للجمهور أن يقدم صورة حضارية عن مصر وشعب مصر وعلينا أن ننسي أو نتناسي كل الذي جري. فرصة لكل البرامج الرياضية لكي تهدأ قليلا أيضا وتكون بردا وسلاما علي نار مازالت مشتعلة ما بين الجماهير المصرية والجماهير الجزائرية في مواضع لا تستحق أبدا أن تشتعل فيها المشاعر. فرصة للكل يثبتوا أن كل ما حدث ما هو إلا زوبعة في طريقها إلي الزوال!