عندما وقعت عيناي علي إعلان عريض يحتل مساحة كبيرة علي كوبري أكتوبر لمحمد فؤاد كتب أسفله «بين إيديك» غمرني شعور أنني سألتقي مع هذا الألبوم ربما بشقيقي صديق قديم عزيز جداً، ابن عم لم أره منذ أيام الصبا، وإحساس بالقرب شديد يربطني بهذا المطرب الجميل. ففؤاد هو نموذج للشخصية المصرية التي احتار فيها علماء الاجتماع فقد اختزل سنوات طفولته وشبابه متنقلا ما بين أحياء شعبية كثيرة في القاهرة العباسية مسقط رأسه عام 1961، أو حلوان أو عين شمس وهو أخ لثمانية من الأشقاء، عشق كرة القدم وتمني أن يحترفها إلا أنه ظل في مقاعد المشجعين احترف الغناء بصدفة جمعته بعزت أبوعوف، كل معلومة مما سبق تركت أثراً كبيراً علي هذه الشخصية فأنتجت لنا مطربا حساسا يميل لكل ماهو مصري، يعشق هذا الوطن رغم ما نعانيه داخل أسواره. بين إيديك ألبوم جديد لفؤاد يحمل رقم عشرين في طريقه الفني الذي بدأ بألبوم في السكة عام 85 واستمرت الرحلة ليصدر عام 1991 ألبوما يحمل اسم فيلم أمريكا شيكا بيكا، ثم كان ألبوم الحب الحقيقي هو شدة توهجه عام 1998 ثم القلب الطيب عام 2000 وهكذا حتي عام 2007 وألبوم ولانص كلمة والذي لم يلاقي نجاحاً كغيره من ألبوماته، لذلك توقف فؤاد ثلاث سنوات، ربما فكر خلالها بالاعتزال تماماً لأن معايير السوق قد تغيرت، أصبح أرباع المواهب نجوماً أما النجوم الكبار فإنهم قابعون في منازلهم والأمثلة كثيرة جداً. بين إيديك ألبوم يعود به فؤاد بعد توقف دام ثلاث سنوات ولا أنكر أنه الألبوم الوحيد الذي أقدمت علي شرائه بلا تردد بعدما زاد صوت الغث وسيطرت اللغة الركيكة علي الأغاني وتشابهت الأصوات فأصبح من الصعب أن تكتشف من هو المطرب أو المطربة. إلا أن مع فؤاد فالأمر مختلف فإنه يملك رصيدا كبيرا من الحب والقرب والألفة لدي كل إنسان مصري استمع له وعشق صوته، كل من شاهد فؤاد وهو يهتف وقد ضاع صوته بعد تشجيعه بلاده في المباراة أمام الجزائر، فإنه ومع كل خطوة يخطوها إنما يزداد قرباً منا يرسخ لمكانته وقدره لدينا. يكفي عزيزي القاريء أن أقول لك إن أول الألبوم أغنية اسمها «ابن بلد» كلمات أمير طعيمة ألحان عزيز الشافعي توزيع مجدي داوود، وكلمات لايمكن أن نصدقها إلا من محمد فؤاد ذلك المطرب الذي اختزن أفضل ما في المصريين ليبلوره ويقدمه غناء أما آخر أغنية فإنها بعنوان ساعات بشتاق يقول مطلعها ساعات بشتاق ليوم عشته وأنا صغير/ لشكلي قبل ما أتغير/ لأيام فيها راحة البال / عشان كنا/ ساعتها عيال وهكذا وأغنية من أجمل أغاني الألبوم علي الأطلاق. آخر حركة : محمد فؤاد وألبوم بين إيديك وإحساس بالونس كنت فقدته منذ فتره مع الأغاني الحديثة.. لقاء مع إنسان قريب جداً مني.