«الآن أخرج عن صمتى» شعار رفعه الفنان محمد فؤاد بعد أن فضل أن يظل أسير الصمت تجاه المشكلات، التى عاناها مع شركة روتانا فى الفترة الماضية. حيث تسبب تكرار تلك المشكلات فى ألبومه الأخير فى أن يفصح ل«الشروق» عن أسرار الأزمة وعن الطرق المثلى للتخلص من أعبائها المتزايدة. فؤاد تحدث فى بادئ الأمر عن لمساته الخاصة التى أضفاها على ألبومه الجديد فقال: كنت حريصا على تقديم أغانٍ وألحان وتوزيع تواكب العصر الذى نعيشه الآن، ولكن بقدر يحفظ احترامى لجمهورى واحترام الجمهور لى وتعوده على ما أقدمه له من جديد ومحترم. ● وما سبب اعتمادك على مؤلف واحد فى سبع أغانٍ بالألبوم؟ أنا نوع خاص من الفنانين أحب أن أتعايش مع المؤلف لكى نصل فى النهاية إلى أفكار لها هدف وفكرة ومضمون ليظهر فى نهاية ذلك التعايش نجاح الألبوم، وقد جربت من قبل أسلوب شراء أغنية جاهزة، ولكنى وجدت أن هناك فرقا بين المعايشة والشراء، حيث يقدر المؤلف إحساسى بروح الأغنية والحالة، التى أعيشها أثناء غنائى لها، وهو ما وجدته مع أمير طعيمة، فهو من المؤلفين المتميزين وله أسلوبه الخاص الذى يعبر بكلماته عما أريد أن أقول، وهو ما يلمسه الجمهور فى أغنيات «بين إيديك، اعتب عليا، بسهولة كده، ابن بلد، قلة عقل، خبينى، ساعات بشتاق» وقد كنت أتعامل مسبقا بتلك الطريقة عندما كنت أتعامل مع شاعر غنائى واحد فى أكثر من أغنية مثل مصطفى كامل، الذى حققت معه نجاحات كثيرة. ●تعودنا أن تقدم جرعة كبيرة من الأغانى الرومانسية والحزينة، وفى الألبوم الأخير وجدنا غير ذلك.. لماذا ؟ أنا من أكثر المطربين الذين قدموا هذه النوعية من الأغانى، ولكنى فى الألبوم الأخير فضلت عدم وجودها بكثافة كى لا يكون اللون رتيبا ومتكررا، وفى واقع الأمر دائما ما أشعر بحيرة لأنى عندما أكثف من كم الأغانى الحزينة أتهم بالكآبة وعندما أقلل منها أسأل عنها. ولكنى هنا تعمدت أن يكون الألبوم به ألوان مختلفة بمعنى أنه يضم حزينا مثل «بسهولة كده» ورومانسيا مثل «خبينى»، وخفيف «ابن بلد» وعن الانتماء للوطن بأغنية «ساعات بشتاق»، التى أحبها بشكل خاص لأنها تدعو الشباب للانتماء للوطن والالتفاف حول كل ما يتعلق به من أغانٍ جميلة. ●هل تعتقد أن أغنية «ابن بلد» تعبر عن شخصية محمد فؤاد؟ يضحك ويقول: فى البداية كنت متخوفا من فكرة الأغنية عندما عرضها علىّ أمير طعيمة لأن الناس لديها فكرة عن فؤاد إنه ابن بلد و«مجدع»، وقد يعتقد البعض أننى أتحدث عن نفسى فيها. ولكنى بعدما وقفت أمام معانيها وجدتها رسالة لابد، وأن أوجهها لكل أولاد البلد لأنه يتحدث عن الشخص الذى لا يتجنى على أحد ويتعامل مع الناس بشهامة وأخلاقيات عرفت منذ القدم عن الشاب المصرى بشكل عام. ● فؤاد بعيد عن الفيديو كليب.. لماذا؟ بالفعل ذلك صحيح.. لأن مفهوم الفيديو كليب اختلف كثيرا عن السابق، فأنا كنت من أوائل المطربين، الذين قدموا أغانى فيديو كليب محترمة، وكنت أهدف أن أحافظ على احترام الجمهور والأسرة المصرية عند مشاهدتها له، ولكنى قررت أن أقوم بتصوير أكثر من أغنية بعد العيد حيث أجرى الآن اختيار تلك الأغانى وغالبا سأنتهى إلى تصوير أغانى «ابن بلد، وخبينى وساعات بشتاق، وبين إيديك»، وسيتم تصوير الفيديو كليب بشكل جديد ومختلف أتمنى أن يستحوذ على إعجاب الجمهور دون المناظر الجارحة فى كليبات هذه الأيام. ● وماذا عن حقيقة خلافك مع روتانا؟ ليس خلافا بمعنى الكلمة.. لأنى أرتبط معهم بعلاقة صداقة حميمة خاصة مع سالم الهندى، ولكن الأحداث الأخيرة مجرد خلاف تنظيمى وإدارى، وأنا دائما ما أخاف على شغلى وعلى حب الجمهور وما صنعته من تاريخ مشرف بالنسبة لى فهو ما يدفعنى لكى أحصل على أعلى جودة وخدمة فى ألبومى لكى يظهر بالشكل المتوقع منى فوجدت عدم التزامهم بالشروط، التى اتفقنا عليها فيما يخص الجودة وغيرها من الأمور المهمة، وحاولت أن أفهمهم وأوضح أن يتم الالتزام من جانبهم بالشروط فوجدت عدم الاهتمام بتلك المطالب من جانبهم. ●هل يتسبب ذلك الاختلاف لأن تتركها؟ منذ فترة كبيرة وأنا أعانى من تلك المشكلات لذلك قررت أن أترك الشركة قبل إصدار الألبوم ووجدت قرارى صحيحا بعد ذلك لأن الألبوم عندما طرح نجح فنيا فقط، وحدثت له كوارث تختص بالدعاية فأول شىء تم التلاعب بالتصميم وشكل البوستر، الذى اتفقت عليه مع الشركة، وكان من المفترض ألا يغيرها أحد ليكون نزولها بالشكل المتفق عليه، وظهر البوستر كأن عيناى بهما بعض الحول، فضلا عن أننا اتفقنا قبل صدور الألبوم على الأماكن، التى يعلق عليها البوستر، ووجدت كل تلك الاتفاقات لم تنفذ. وما زاد قلقى نحو استمرارى مع الشركة أننى لم أجد أحدا أتحدث معه عن هذا الأسلوب+ السيئ، التى ظهرت به الدعاية ففضلت ألا أجدد عقدى مع روتانا مرة أخرى وعلى رأى المثل «شيل ده من ده يرتاح ده عن ده». ● وفيماذا تفكر بعد انتهاء عقدك مع روتانا؟ حاليا أفكر فى الخطوات المقبلة التى ستكون بحساب شديد. ومنذ عام خططت لها نظرا لمشكلاتى الدائمة مع روتانا، وأرجو أن تعذرنى لأنى لن أفصح عنها فى الوقت الحالى. ●هل كان هناك من يتربص بفؤاد داخل روتانا؟ لا أعتقد أن هناك من يتربص بى داخل روتانا ولكنى لا أعرف حتى الآن سببا واحدا لما حدث. ● هل أنت ندمان على فترة وجودك مع روتانا؟ بالطبع لا.. فما حدث لا يوصلنى لدرجة الندم، لأنى لا يمكن أن أنكر أننى قدمت من خلالها ألبومات ناجحة مثل «القلب الطيب»، و«ولا نص كلمة» و«بين ايديك»، ولكن كما ذكرت هناك خلافات إدارية مهمة، وهو ما يعكر الصفو، وللعلم مسئولو روتانا متمسكون بى حتى الآن. ● هل من الممكن أن تعود عن فكرة تركك للشركة إذا زاد تمسكهم بك؟ ولِمَ لا.. فليس لدىّ مشكلة على الإطلاق ما داموا سيلتزمون بشروط التعاقد بيننا لذلك ستكون تلك العودة بشروط يتم تنفيذها بحذافيرها لكى لا يحدث ما حدث فى السابق. ●هل من الممكن أن تنتج لنفسك كما فعل بعض المطربين من قبل؟ فكرة إنتاج ألبوماتى ليست مستبعدة خصوصا بعد معاناتى الأخيرة من روتانا ولكن دعنا ننتظر الأيام المقبلة ولا نتحدث عن شىء قبل أوانه. ●وما رأيك فى هذه الخطوة من قبل المطربين؟ فى رأيى أن ما دفع هؤلاء المطربين إلى إنشاء شركة إنتاج لعمل ألبوماتهم هو التحكم الزائد من جانب المنتجين وفرض السيطرة عليهم بشكل كبير وعدم التزامهم بالشروط المبرمة فى العقد هو ما دفعهم لفعل ذلك رغم صعوبة الأمر عليهم، ولكن ذلك قد يكون أهون من المعاناة التى يواجهونها مع أصحاب شركات الإنتاج. ● هل هناك عروض من شركات إنتاج أخرى؟
بالفعل لدىّ عروض من شركات إنتاج لكى أنضم لأحد منها، ولم أحدد موقفى بعد. ● قدمت من قبل ألبوم «فؤاد.. قلبى وروحى وعمرى» عندما توفى والدك.. فهل فكرت فى عمل أغنية خاصة لوالدتك بعد وفاتها؟ بنبرة صوت حزينة.. لم أفكر فى ذلك.. فهناك خط أحمر على والدتى لا أحب أن يراه الناس حتى لا أحملهم همومى وأظهر حزنى لهم، لأنى أعتبر هذا الأمر شخصيا، والحزن موجود فى القلب. ●هل تشغل بالك الجوائز خصوصا جائزة الميوزيك آوورد وهل تسعى لأن تحصل عليها؟ بابتسامة خفيفة.. «لو رخص ثمن الجائزة من الممكن أن أشترى اتنين ولو وجدت أقل بكثير من الممكن أن أشترى خمسا»، وفى واقع الأمر أعتبر جائزتى الحقيقية والأهم هو حب الجمهور الذى يعد أفضل من جوائز العالم كله وأهم من مليون جائزة. خاصة أن مثل هذه الجوائز مشبوهة ويتم شراؤها بأموال كثيرة. ●هل استشعرت لهفة جمهورك عند عودتك بعد غياب 3 سنوات؟ أعتقد أن ما قدمته فى السابق من ألبومات وأغانٍ كونت لى رصيدا لا يستهان به عند الجمهور، الذى صنع محمد فؤاد، وهذا الجمهور ما زال موجودا ينتظر ألبوماتى حتى وإن تأخرت عن إصدارها، فرصيدى عند الناس كبير وهذا ما أجده فى أعينهم عندما يقابلونى فى الشارع ليعرفوا موعد الألبوم الجديد، فالحمد لله أنا موجود حتى وإن تأخرت فى طرح ألبومى.