«وقفة شكر» عفوية امتنانا للسيدة الأولى سوزان مبارك قام بها ذوو الاحتياجات الخاصة الذين طال احتجاجهم أمام مجلس الشعب .. وأعلنت السيدة الأولى تضامنها مع مطالبهم كحق مشروع لابد أن يحصلوا عليه مما دفع الأمر فى اتجاه إصدار قانون خاص بذوى الاحتياجات الخاصة يلبى كل مطالبهم. وإن كانت السيدة الأولى وهى تبذل كل هذا الجهد الدءوب بإصرار وجلد فى سبيل الارتقاء بتفاصيل حياة المهمشين فى هذا الوطن وأسرهم وأبنائهم وأطفالهم .. لا تنتظر جزاء ولا شكورا وإنما كل سعادتها فى إحداث إضافة جديدة تنتصر للضعفاء الأكثر احتياجا فتغير من وجه حياة الآلاف من الأسر المصرية البسيطة. إلا أن «وقفة شكر» واحدة للسيدة الأولى لا تكفى .. ولا حتى مئات السطور المكتوبة تعبيرا عن عرفان وامتنان وتحية فى بيان كل هذا الجهد الذى تحقق إنجازا على أرض الواقع .. يفتح طاقات التفاؤل ويبعث على الأمل وسط كل هذه التفاصيل الضاغطة بقسوة على حياة الآلاف من الأسر المصرية البسيطة. ونظرة واحدة على مساكن زينهم والحال الذى صارت إليه اليوم بعد الحال الذى كانت عليه كبؤرة لليأس والفساد والجريمة تكفى لقياس حجم المسافة الشاسعة بين الحالين..السابق والحالى. وتأمل بسيط لما حققه مهرجان القراءة للجميع من إتاحة ثقافية وتعليمية لشباب حلم القراءة عنده ممتنع بسبب التكلفة .. أصبح الآن يمتلك مكتبة كاملة من الكتب باختلاف أنواعها ومصادرها بتكلفة زهيدة. وزيارة واحدة إلى مدارس خضعت للتطوير فى برنامج السيدة الأولى لتطوير المدارس .. تكشف كيف كان من المحال تسمية هذه المدارس بتعبير المدارس وقد غابت عنها كل المقومات الإنسانية للتعامل مع أطفال تتشكل شخصياتهم فى أولى سنوات الدراسة .. فتبدلت المدارس لتؤدى رسالتها النفسية والتربوية والتعليمية. وقراءة سريعة فى قانون الطفل وأهداف المجلس القومى للمرأة تكفى لبيان حجم المكتسبات التى تحققت للمرأة الأم والمرأة المعيلة وضمان حق الطفل فى حياة تتوافر لها أبسط قواعد الإنسانية تحت مظلة حماية من استغلال يستنفد ملامح طفولته واتجار يقضى على مستقبله. لقد تابعنا جميعا الحال الذى وصل إليه معهد الأورام من الناحية الإنشائية ومن حيث صلاحية المبنى وقدرته على تحمل كل هذه الأعداد المترددة عليه من المرضى المحتاجين إلى علاج لا يستطيعون - تحت أى ظرف من الظروف - تحمل تكلفته الباهظة .. فإن كانت تكلفة العلاج متاحة ليوم فإنها مستحيلة فى معظم الأيام. وكثر الجدل حول مصير المعهد.. ما بين الترميم فى محاولة الإبقاء عليه يؤدى نفس الخدمة .. وبين الهدم وإنشاء معهد جديد تتوافر له كل الإمكانيات اللوجيستية الطبية وعلى أعلى ما وصل إليه العلم والطب فى هذا المجال .. تنجح مساحته الإنشائية فى استقبال كل هذه الأعداد من المرضى طالبى العلاج دون تكدس ودون تهميش ودون ترحيل. وليس سرا أن الجدل كان من الممكن أن يمتد لسنوات وسنوات دون الوصول إلى قرار ناجز .. خاصة أن طرفى الجدل يملك كل منهما مبرراته العملية والموضوعية التى ترجح رأيه .. وفى هذا السياق كان من المقدر أن يبقى الحال على ما هو عليه سنوات وسنوات أيضا، بينما المرضى المحتاجون للعلاج والمصارعون للألم فى تكدس وانتظار لما يجود به القدر. وهذا الأسبوع وكعادتها تنتصر السيدة الأولى لاحتياج الآلاف من مرضى السرطان وآلامهم وحقهم فى تلقى العلاج بعد أن ضاق بهم معهد الأورام القديم الذى يئن أيضا من عدم الصلاحية ومخاطر انهيار مبناه. أعلنت السيدة سوزان مبارك إطلاق المشروع القومى لبناء امتداد لمعهد الأورام بمدينة السادس من أكتوبر، ودعت جميع الأطراف والمجتمع المدنى والجمعيات الأهلية وأصحاب الأعمال والقادرين إلى المشاركة والإسهام فى التمويل اللازم فى إطار حملة قومية لخدمة أبناء مصر. وكانت السيدة الأولى قد شعرت فى زيارتها لمعهد الأورام بتكدس الأعداد خاصة أن هناك أعداداً كبيرة تأتى من المحافظات مع أسرهم قائلة : «مع تزايد انتشار المرض الذى يعد مأساة حقيقية بالنسبة لأى أسرة، كانت هناك حملة قومية لإنشاء مراكز تعالج المرض فى المحافظات، وقد افتتحت منذ ما يقرب من أسبوعين أعمال التطوير فى معهد الأورام بأسوان الذى ضم أحدث الأجهزة والأساليب الجديدة فى علاج الأورام .. وبالرغم من تعدد المراكز فى المحافظات إلا أن معهد الأورام هو الملاذ مما يتطلب التغيير». وأكدت أن المجتمع فى حاجة ماسة إلى مبنى جديد خارج القاهرة ليستوعب احتياجات المرضى النفسية والعلاجية. وأكدت السيدة الأولى سعادتها بتبنى هذه الخطوة خاصة أن هناك أيادى بيضاء كثيرة فى مصر تدعم الخير وتقدمه.. وأوضحت أن امتداد معهد الأورام سيكون على مساحة 50 فداناً من أرض جامعة القاهرة فى السادس من أكتوبر، وأوضحت أن هناك تصوراً للمشروع نستطيع من خلاله أن نفتخر اليوم بالمعهد الجديد الذى سيتبع جامعة القاهرة. التصميم المبدئى لمعهد الأورام الجديد - كما يؤكد د.حسام كامل رئيس جامعة القاهرة - سيتيح التوسع أفقيا، وزيادة قدرته الاستيعابية. . كما أن قوائم الانتظار من المرضى - كما يشير د. حسين كامل نائب رئيس جامعة القاهرة - ستختفى.. حيث يضم المعهد 280 سريراً بالإضافة إلى العمليات وغرفة العلاج الكيماوى والإشعاعى. . كما أن تكلفة المبنى الذى سيكون امتداداً لمعهد الأورام القديم ستزيد على نصف المليار جنيه وسيستغرق إنشاؤه من 3 إلى 4 سنوات. عمل جليل يستحق العديد من وقفات الشكر والمئات من سطور المقالات فى بيان التقدير والعرفان والامتنان للسيدة الأولى التى وافقت على إشرافها على المؤسسة التى ستتولى الإنشاء ومتابعة المشروع .. كضمان حقيقى يتيح الإنجاز فى التوقيت المحدد وبالأسلوب المحدد وعلى الصورة المحددة .. مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال شاهد على إنجاز الأيادى البيضاء.