تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. فتحى سرور: البرلمان ليس في عصمة الحكومة

وسط كل هذه السخونة فى جلسات مجلس الشعب ولجانه والتى تشهد المناقشات حول القوانين الهامة والاستجوابات المقدمة وطلبات الإحاطة والأسئلة.. ووسط كل هذا الحراك السياسى استقبلنا الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب.. ليجيب بصراحة مطلقة عن كل التساؤلات عن المشهد السياسى وحرية التعبير والأحزاب وأيضاً الاعتصامات على «رصيف» المجلس.
صباح الخير: كيف ترى المشهد السياسى الآن فى ظل كل هذا الحراك؟!
- د. فتحى سرور: المشهد السياسى الآن أراه فى عدة نقاط النقطة الأولى مناخ حرية التعبير وهذا واضح فى الصحف، وفى القنوات الفضائية الرسمية والخاصة، حرية مطلقة فى التعبير، هذا المناخ لم يكن موجوداً من قبل.
النقطة الثانية العوامل الداخلية عندنا أحزاب وقوى سياسية غير حزبية مثل الإخوان المسلمين، وحركات مثل حركة كفاية، وغيرهما.. هناك كلام كتير، بالإضافة إلى 24 حزبًا عدد كبير منها غير نشط، وغير ممثل فى البرلمان.
وفى بعض الدول الديمقراطية.. الحزب الذى لا يكون له تمثيل فى البرلمان أكثر من مرتين يشطب، وبالتالى ليست العبرة بعدد الأحزاب، وإنما العبرة بفاعليتها، وعنوان الفاعلية للحزب هو أنه يجد الرضا الشعبى، والرضا الشعبى ليس فى المظاهرات، وإنما بالتمثيل داخل البرلمان وحزب لا وجود له فى البرلمان ليست له فاعلية.
الناس زعلت حين قلت عندى أربعة أحزاب، وهو ليس رأياً شخصياً وإنما معيار علمى. النقطة الثالثة: عامل خارجى فى المنطقة نفسها، حيث يوجد بها وللأسف انشقاق سياسى بين بعض الدول العربية، وخارج المنطقة، يوجد دول تحاول مد نفوذها إليها، ثم هناك عالمية حقوق الإنسان، والتشبث بهذه العالمية للتحرك باسم حقوق الإنسان داخل الدول، هذه هى الخريطة السياسية التى تحكم المشهد السياسى، ولهذا فإن المشهد السياسى المصرى الحالى لا يمكن مقارنته بمشهد سياسى سابق بدون العوامل نفسها، فلو قارنت المشهد السياسى الحالى بالمشهد السياسى أيام الرئيس عبدالناصر أو الرئيس السادات، تكون المقارنة خاطئة، إذا لم تضع فى اعتبارك العوامل التى تحدد نطاق المشهد السياسى.
صباح الخير: كيف كان المشهد السياسى أيام الرئيس مبارك والرئيس السادات وحتى 2005؟
-د. فتحى سرور: المشهد السياسى أيام الرئيس عبدالناصر كان الحزب الواحد.. الاتحاد الاشتراكى، ولا يوجد قوى سياسية أخرى، وكان الخطاب السياسى، خطاب التحريض ضد الاستعمار، وضد القوى الاستعمارية، فهو خطاب يلقى القبول، وبالتالى كان الرئيس عبدالناصر له يد مطلقة للتحرك أمام الخطاب السياسى فكان الحزب الواحد.
وعندما جاء السادات أجرى مرحلة انتقال نحو الديمقراطية، المنابر وغيرها، هذه مرحلة السادات كانت مرحلة انتقال، وجاء الرئيس مبارك وبدأ الإصلاحات بتحقيق الديمقراطية مع التركة المثقلة التى ورثها.
صباح الخير: قبل أن نكمل ماذا عن التعبير الشهير «الديمقراطية ذات الأنياب»، والوضع السياسى فى ذلك الوقت؟
- د. فتحى سرور: الديمقراطية ذات أنياب.. والديمقراطية أنيابها بالقانون، وليست أنياب الديمقراطية بالفوضى، إنما بالقانون، والقانون يحدد الفواصل بين حرية التعبير والتجاوز فى استخدام حرية التعبير، وعندما أقول الديمقراطية لها أنياب، هذا لا يعنى البطش بالأحرار الذين يلتزمون بحدود القانون، ولا البطش بأحد، إنما يعنى أنه من يخرج عن حدود حرية التعبير، يناله بطش القانون، وليس بطش السلطة.
صباح الخير: نرى على الساحة الآن مجموعة من الشعارات والتحركات التى يمكن أن نسميها فوضى ، وأنياب الديمقراطية لا تصل لها؟
- د. فتحى سرور: هذه التحركات كلها وليدة مناخ الحرية، ولكن الذى ينقصنا فى الواقع هو التدريب السياسى والتعليم، هناك شباب محترم، رؤية سليمة، ولكن لو قارنت بعض هؤلاء الشباب بشباب آخر، فى دول أخرى متعلمين سياسياً تجد المنطق يختلف، الشباب لديه طاقة، ولديه رؤية، ولكنه يحتاج إلى تدريب سياسى.
- ولا أعنى بالتدريب السياسى تدريبًا سياسيًا لفكر معين، وإنما الأصول التى تحكم الحركة السياسية، يجب أن يعلمها الشباب جيداً، حتى يعرف الصحيح من الخطأ، وهذا يتطلب وعيًا، فيمكن إن أنشر شائعة معينة، أو خبرا معينا، ويحدث ضجة، ويحدث إثارة، وممكن أن أروى آراء معينة، ويتقبلها الناس بسرعة، وينفعلوا فى ضوئها، دون أن تكون لديهم خبرة أو خلفية سياسية تمكنهم من التمييز بين السليم وغير السليم.
صباح الخير: التربية السياسية وتنمية الوعى الديمقراطى لدى الشباب مسئولية من؟
- د. فتحى سرور: مسئولية ثلاثة: 1- دور التعليم 2- المجلس الأعلى للشباب 3- الأحزاب. وفى رأيى أن التعليم هو أهم العناصر.. فمن لم يجد حظه فى تعليم راق سيصبح لقمة سائغة فى يد أي حركة من حركات التطرف.
صباح الخير: وماذا بعد حرية التعبير؟
- د. فتحى سرور: حرية التعبير يجب أن يقابلها فى نفس الوقت الاستجابة للطلبات التى يمكن تحقيقها من حيث الواقع ومن حيث القانون.
فزعت عندما علمت أن بعض موظفى مراكز المعلومات فى المحافظات متظاهرون أمام مجلسى الشعب والشورى وأنهم جامعيون، لأننى عرفت أن رواتبهم ، ما بين مائة ومائة وخمسين جنيهاً، وقلت إن هؤلاء الشباب قد ضُلل بهم وغُرر بهم، إذ عينوا على أنهم موظفون، مرتباتهم مائة ومائة وخمسون جنيهاً، منهم من تزوج ومنهم من يعول أسرة، وقلت إذا كان هذا مصير خريج الجامعة فلتغلق الجامعات، وهذا تصريح من مسئول سياسى يمثل البرلمان وقلته بكل حرية، كم تتكلف الجامعة فى سبيل تربية أبنائها؟ تتكلف الكثير من أجل أن تساهم، فى حركة التنمية، فإذا كان أبناؤها لن يساهموا فى حركة التنمية، وإذا كانت الجامعة بتخرج «بطالة»، يصبح الثمن الذى نصرفه على الجامعة باهظاً بلا عائد، وبالطبع «عندما قلت غلق الجامعات» كان كلاماً ساخراً وليس دعوة جدية، إنما هى دعوة ساخرة.. نوع من الضغط السياسى من جانبى فى تأكيد هذا.
لا أتحدث من واقع أننى قيادة فى الحزب الوطنى، والحكومة حكومة الحزب الوطنى، لا أعرف هذا الكلام، رئيس البرلمان لا يعرف تلك القيود الحزبية، ويتحرك من موقع مستقل، ويحمل أمانة تمثيله بواسطة النواب للتعبير بأمانة عن رأى البرلمان، والبرلمان ليس فى عصمة الحكومة، وإنما الحكومة فى عصمة البرلمان، بمعنى أننا لا نردد ما تقوله الحكومة، وإنما نحن الذين نوجه الحكومة، وعلى الحكومة أن تستمع إلينا.
البرلمان يملك سحب الثقة من الحكومة، وهذا ما حققناه فى التعديلات الدستورية الأخيرة 2007.
صباح الخير: نعود للمشهد السياسى الحالى؟
- د. فتحى سرور: المشهد السياسى الحالى يتطلب الشفافية والمصارحة من جانب جميع السلطات، وجميع السياسيين، لا مكان للخديعة، ولا خداع للجماهير، ولا محل لاختيار الألفاظ الجميلة لإرضاء الناس وإنما يجب المصارحة والشفافية.
صباح الخير: إلى أى مدى الحكومة التى تُسأل أمام مجلس الشعب تُطبق هذا المبدأ من الشفافية والمصارحة؟
- د. فتحى سرور:الدستور أعطى للأعضاء حق الرقابة من السؤال إلى الاستجواب، ولقد شهد هذا البرلمان أكبر عدد من الاستجوابات الموجهة للحكومة، رغم أن المعارضة أسرفت فى عدد الاستجوابات، حتى إن عدد الاستجوابات وصل إلى رقم لا نظير له فى أى بلد من البلاد، وما يعتبر سؤالاً ارتفع إلى مستوى الاستجواب، ورغم هذا فإننا عمدنا إلى عرض أكبر قدر من الاستجوابات وتبقى الفرصة متاحة للحكومة أن ترد.
أنا شخصياً عندما كنت وزيراً كنت أسعد بأى استجواب، يعطى الفرصة كى أرد وأوضح، و«ماكشش» من الاستجواب، وبعدين الحكومة مدعومة بحزب الأغلبية، إنما السؤال، الاستجواب نفسه بيدى فرصة لأن يقول اللى هو عايز يقوله، ما يتردد فى الشارع، ليس بالضرورة أن الصحيح معروف فى الشارع، قد يقوم الوزير بعمل جيد، ولكن عمله غير معروف، وعلى العكس توجد الشائعات قد تلوث أو تشوه هذا العمل، وفى ضوء هذه الشائعات تُقدم الاستجوابات، وتكون مهمة الوزير هى أن يوضح الأمور، فإذا عجز عن التوضيح، فلا يلومن إلا نفسه، واحنا عندنا أسئلة وطلبات إحاطة واستجوابات بأعداد كبيرة.
ولما وجدت أن الجلسات العامة لا تتسع للاستجوابات وطلبات الإحاطة، حولت بعضها إلى اللجان، فاللجان رغم أنها لجان دراسات وتُمهد لما يُعرض على المجلس، إنما جعلتها بمثابة جلسة عامة، بيعرض فيها الأسئلة وطلبات الإحاطة بمنتهى الصراحة، والحرية والشفافية موجودة فى البرلمان وفى لجانه وجلسته العامة، ولن تدعم ثقة الشعب بالحكومة إلا بالشفافية والمصارحة، لو «حرقنا» الأسئلة وطلبات الإحاطة فهذا يعنى عدم الشفافية، مما يؤدى إلى انتشار الشائعات وانتشار الأخبار المغرضة.
وكثير من الاستجوابات لا ترقى إلى مستوى الاستجواب، وكثير من الاستجوابات متشابهة، لو انضمت بعضها فى استجواب واحد لكان أفضل لكن هنعمل إيه كل واحد عايز يثبت ذاته.
صباح الخير: الاستجوابات بمستندات أم مجردة؟
- د. فتحى سرور: تقدم مستندات ولكنها ليست بالمستندات الحاسمة ولا الفاصلة.
صباح الخير: وفى ظل المشاحنات التى تحدث كيف تستطيع أن تنتقل بسهولة بين الحزم المسيطر على النواب والمحافظة على هدوئك لإدارة الجلسة؟
- د. فتحى سرور: رئاسة البرلمان عموماً ليست بالمهمة السهلة، أولاً: رئيس البرلمان مهمته أن يمكن الجميع من إبداء آرائهم، ومهمته أن يحمى الأقلية، والمعارضة تُمثل أقلية، والأغلبية تُريد أن تفترس المعارضة، ورئيس البرلمان إذا كان من الأغلبية تكون مهمته دقيقة، يجب أن يخلع رداء الأغلبية، عندما يجلس على المنصة، ويكون محايداً، ولهذا تجد كل واحد «متعشم فيه»، الأغلبية تقول «بتاعنا»، والمعارضة بيقولوا «بتاعنا»، ويبقى موضوعى، وليس محايداً فقط، بمعنى أن قراراته يبقى لا تتغير كل مرة، أما كيف أستعيد هدوئى وأحزم بقدر الموقف، بحيث بعد الموقف ما ينتهى ما افتكرش أنا عملت إيه، لأننى لا آخذ أى مسألة مسألة شخصية، كما أننى حريص على العلاقات الإنسانية المتوازنة مع المعارضة والأغلبية سواء مع بعضهم، كلهم أصحابى، كلهم علاقتى بهم طيبة، والخلاف السياسى لا يرتبط بأى خلاف من الناحية الشخصية، فالحزم هو أسلوب أداء، بعد ذلك التعامل كما يجب
لقد كانت لك تصريحات كثيرة عن الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الدينية، وخططها فى الاستيطان، كيف ترى الموقف فى ظل تشدد الحكومة الإسرائيلية، وأيضاً ثبات الموقف الأمريكى؟
-د.فتحى سرور:للأسف الشديد أمريكا وأكرر للأسف الشديد بعد خطاب الرئيس أوباما فى جامعة القاهرة وفى أسطنبول تفاءل العرب بأنه فى قدرة الولايات المتحدة أن تمارس ضغطاً على إسرائيل، لكى تصل إلى الحل النهائى سريعاً، ولكن هذا التفاؤل ما لبث أن تبدد، لأن إسرائيل استطاعت أن تمعن فى سياستها الاستيطانية، وأن تماطل فى تحقيق التسوية الكاملة، وبالتالى أدى إلى صعوبة موقف الرئيس الأمريكى أمام العرب، وأوروبا تمارس ضغوطاً ولكن الضغوط الأوروبية أضعف على إسرائيل من الضغط الأمريكى، لأن اللوبى اليهودى مؤثر تأثيراً كبيراً فى الولايات المتحدة، والسؤال الآن هل ضعف التأثير الأمريكى يرجع إلى القوة الإسرائيلية والضعف العربى، أم يرجع إلى أسباب أخرى؟
إسرائيل قوتها فى نفوذها السياسى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب أن المصالح الأمريكية تعتقد أن إسرائيل هى التى ستحققها إذا ما تعرضت لخطر، وبالتالى إسرائيل تعتبر مخلب قط فى يد الولايات المتحدة فى المنطقة، ومن ثم تساندها إلى جانب النفوذ اليهودى فى الولايات المتحدة، والنفوذ الاقتصادى والنفوذ السياسى فى نفس الوقت، ومن هنا فازت إسرائيل بالقوة داخل مواقع القرار فى الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح على الجانب العربى أن يكون لديه قوة أخرى، لأن العلاقات السياسية لا تقوم على الأخلاق ولا على المبادئ وإنما تقوم على المصالح، مصلحتى فين، الدول العربية كان أمامها كارت البترول، وكارت رأس المال.للأسف الشديد فإن هذه الكروت لم تستخدم بالأسلوب المناسب، بل على العكس من ذلك نشهد تمزقاً عربياً بل تمزقاً فلسطينياً،
مما أضعف الجانب العربى، وعلى الجانب الآخر نجد تمزقا إسلاميا، إيران لها وجهة نظر معينة ضد الغرب، الدول الإسلامية الأخرى لها وجهة نظر مختلفة، تمزق إسلامى من ناحية العقيدة، تمزق من ناحية الدول الإسلامية، وتمزق عربى، بينما توجد وحدة يهودية إسرائيلية تحقق أهدافها وتزيد أنصارها، هذا التمزق العربى، وتمزق الدول الإسلامية أدى إلى ضعف أمام الجانب الأمريكى، ليس هؤلاء الذين سيحققون لنا مصالحنا.
ومن هنا فإن كل المنطق العربى أصبح فى نظر الأمريكان فى بعض الأحوال بمثابة ضجيج، والحل الوحيد أننا نكسب احترام العالم وأن تكون لدينا القوة، والقوة ليس معناها «القنبلة الذرية أو القنبلة النووية»، ولكن القوة بمظاهر اقتصادية، والقوة الثقافية، بحيث لا يستهان بنا.
عندما أذهب إلى الولايات المتحدة فى كل مرة لا أجد للعرب وجودا حقيقيا، أجد المنشقين على مصر، أو المنشقين عن الدول العربية لهم صوت، إنما اللوبى العربى فى الولايات المتحدة لا يتحرك بنفس القوة التى يتحرك بها اللوبى اليهودى.
القوة الوحيدة التى نملكها الآن، والتى علينا أن نتشبث بها فى العالم المتحضر هى القوة الثقافية، وهذه يجب أن نعتنى بها كل العناية، ولهذا النفوذ الثقافى والنفوذ الحضارى، نخاطب به من؟ بنخاطب العقلاء.
ليس فى عالم السلاح ولا عالم المصالح نتكلم بلغة المبادئ، وهم يتكلمون بلغة الخروج على القانون، لهذا جاءت بكل - بجاحة- ازدواج الشرعية ما يقال بالأمس، لا يقال اليوم، حين تقع جرائم حرب فى غزة، يدينها المجلس الدولى لحقوق الإنسان، ثم تتعسر طرق التبليغ عن جرائم الحرب ولا يتحرك مجلس الأمن، لأن جرائم الحرب التى ينادى بالمحاكمة فيها هم العرب، الذين ليس لهم نفوذ اقتصادى.
هل تحركت الولايات المتحدة داخل مجلس الأمن لمحاكمة عمر البشير تحت دعوى المبادئ الدولية، أم أن هناك مصالح أخرى، يراد تحقيقها فى السودان تحت هذه الحقوق، وهل عمر البشير وحده هو رئيس الدولة الأجنبى الذى وجهت إليه الاتهامات مثل ما اتهم به، كم من جرائم ارتكبت فى أماكن أخرى، ثم نال أصحابها النياشين والأنواط.
صباح الخير: فى قضية الأمن المائى لمصر هل ما تراه هو حالة من التمرد من دول حوض النيل؟
- د. فتحى سرور: يجب أن أميز بين الناحية القانونية والعلاقات الدولية، والجانب القانونى فى صالحنا، فنحن لنا حصة محددة، والاتفاقية مستوفاة قانونيا، صحيح أننا وقعناها وقت الاحتلال البريطانى، لكن وفقا لاتفاقية «فيينا» المعاهدات بتتوارث بغض النظر إن كانت قد تمت وقت الاحتلال أو غيره.
لكن لا تجوز أن تكون علاقتنا فقط بدول حوض النيل علاقة قانون، إنما احنا يجب أن تكون علاقة أخوة، فنحن جميعا نعيش على شريان واحد هو النيل، وبالتالى علاقتنا بدول حوض النيل جيدة، لكن يجب أن ترقى إلى درجة التكامل الاقتصادى والثقافى والسياسى، ونحن فى البرلمان المصرى عملنا منتدى برلمانات حوض النيل وعملنا اجتماعين لما بنجتمع بنتفق أسرع مما تتفق الحكومات، والخلافات تذوب سريعا لأنه دائما الشعوب عندها قدرة على التفاهم أسرع من الحكومات لأن مصالحنا بندركها أكثر، ويجب حل مشكلة حوض النيل بسرعة عن طريق العلاقات الدولية وليس فقط الناحية القانونية.
صباح الخير: هل هو نوع من التمرد؟!
- د. فتحى سرور: لا، هذا خلاف ولا يجوز أن يتحول الخلاف إلى فصام، ولا يجوز أن نترك الخلاف يتصاعد إلى درجة التمرد، فهذا يعتبر خيبة سياسية!
صباح الخير: إلى متى سيستمر تسلل الجماعات المحظورة تحت عباءات مختلفة داخل البرلمان؟
- د. فتحى سرور: أى عدد فى البرلمان بيعكس الوجود السياسى ودخول 88 عضوا من الإخوان المسلمين معناه حقيقتان، أولا ضعف حزبى، ثانيا فراغ سياسى، ملأته جماعة الإخوان المسلمين.
صباح الخير: فكيف نعالج هذا الموقف؟
-فتحى سرور:نحن عالجناه بالدستور، فلا يجوز السماح بأى نشاط، سياسى يكون له أى مرجعية دينية، أنا عندما قلت أربعة أحزاب فقط هى التى على الساحة غضب الكثيرون لدرجة أن أحدهم قال هارفع عليك قضية، روح للشعب أثبت إن أنا غلطان، فوجودك فى البرلمان هو المعيار. كل الأحزاب على عينى وراسى. لكن هل تحيا بالهتافات ولا بالوجود داخل البرلمان، فهناك دول لو لم يدخل الحزب مرتين البرلمان يتم شطبه، وفى أكثر من حديث قلت أنا عاوز وجود حزبى، للأحزاب كلها وتكون ممثلة فى البرلمان.. وفى هذه الحالة الإخوان المسلمون لن يكون لهم وجود، فليس من المعقول أن يكون هناك «جحر» مفتوح ولا تتحرك لسده.. وعليك أن تملأ هذا الفراغ السياسى.. الإخوان المسلمين سيزيد عددهم أو يقل بقدر الفراغ السياسى.
صباح الخير: ما رأيكم فى التجربة الشبابية فى مجلس الشعب؟
- د. فتحى سرور: مطلوب الشباب يدخل المجلس ويتكلم بحرية ولا يهمه حاجة، فالشباب متحمس وجرىء ومندفع ولو شاب ومش جرىء ومش متحمس إذا هو ليس بشاب، ولو رجل عجوز وجرىء ومنفعل ومندفع دا يبقى شاب، ليس معيار العمر هو معيار تحديد الشباب من ناحية التصرفات.
أنا منطقى الحوار ولا أتجاهل أحدا، وأى جماعة لها وجود يجب أن يتم الحوار معها لمناقشة مطالبهم وأفكارهم لأن تجاهل أى جماعة يؤدى إلى قوتها، لذا يجب مقارعة الحجة بالحجة.
صباح الخير: وهل مصر ما هى إلا بلطجة وجنس وعنف كما تظهر فى بعض الأفلام السينمائية؟
- د. فتحى سرور: «أنا بابقى مكسوف من نفسى» مما أراه فى التليفزيون المصرى وفى القنوات الفضائية من أفلام مصرية تعكس الهبوط فى اللغة، والهبوط فى البيئة لأنى عندى أحفاد وعندى أولاد هيتعلموا الكلام الفارغ ده، المفروض أن أدعو إلى القيم، التليفزيون إحدي وسائل الإعلام التى تدعو إليها وتدعمها، لا بأس أن الأفلام بتعرض مختلف البيئات الاجتماعية، لكن ما تركز عليه هذه الأفلام البيئات الاجتماعية المنحطة، واللغة المنحطة كأن هذا هو شباب مصر، وأهلها، بدعوى الواقعية. وأصبحنا النهارده لقمة سائغة تمضغها أفواه أعداء مصر.
صباح الخير: وماذا عن برامج «التوك شو» حضرتك فى أكثر من مداخلة دخلت صححت؟!
- د. فتحى سرور: أنا مع حرية التعبير، بس حرية التعبير حصل فيها تجاوز، يجب أن يكون لدى الناس غيرة وطنية غيرة على ثقافتنا، على بيئتنا، وعلى قيمنا. إحنا كل تجاوزاتنا بنعرضها علنى، كيف يحترمنا الخارج؟!
صباح الخير: هل سيادتك ترى أن وجود النائبة المرأة فى البرلمان من الممكن أن يحد من تجاوزات الرجال ، والحد من التراشق بالألفاظ ورفع الحذاء،هل هناك معايير للحد من هذه الأمور ؟
- د. فتحى سرور: للأسف الشديد ليست هناك معايير حسن السمعة، وكل التجاوزات التى نراها فى البرلمان يوجد مثيلاتها فى كل برلمانات العالم، ولهذا نفرق بين ما يسمى بالشروط وأخلاقيات الممارسة غير أخلاق وأخلاقيات الممارسة.. يعنى قواعد الممارسة وآدابها.. ولو عايزة تأدبى أى اجتماع من الاجتماعات ضمى له سيدة. وتحديد الكوتة كان لتدعيم المرأة وتمكينها، وهذا لمدة عشر سنوات فقط، عشان بعد كده تثبت وجودها بشخصيتها.
المرأة فى البرلمان ناقشت كل الموضوعات ولم تكن مرآة للمرأة فقط، مرآة للمجتمع المصرى كله، ولو اقتصر دور المرأة على مناقشة قضايا المرأة فى البرلمان لكانت امرأة فاشلة، فالمرأة لا تمثل جنسها، وإنما تمثل المجتمع ككل، وفى الواقع المرأة على مدى التاريخ البرلمانى أثبتت وجودها، وعندما تسافر للخارج بتكون مرآة مشرفة، عندنا مثلا الدكتورة زينب رضوان وكيلة المجلس بيسموها المرأة الحديدية، لما بترأس وفود وهى ممثل مجلس الشعب المصرى فى اللجنة التنفيذية لاتحاد البرلمان الإسلامى، بتتكلم وحاسمة، وبتظهر بمظهر المرأة المشرفة جدا.
المجتمع بيستهين بالمرأة لأننا مازلنا مجتمعا ذكوريا، حتى لما نلاقى واحدة ست عملت عمل كويس يقولوا لها والله دا أنت راجل نأمل أن يكون أكثر رقيا مما هو عليه الآن، وخاصة فى القرى والأماكن الفقيرة؟!
صباح الخير: الجانب الآخر من د. فتحى سرور مختلف.. الأديب وكاتب القصة؟
- د. فتحى سرور: أنا بدأت أديبا منذ كنت طالبا فى الثانوى، أميل للقراءة وكنت فى الإجازة الصيفية أذهب إلى سور الأزبكية أشترى الكتب، أو أذهب إلى دار الكتب الأصلية أو الفرع بتاعها اللى فى المنطقة، والعبارات اللى تعجبنى أنقلها فى الكراسة، ومادمت نقلتها تثبت فى ذهنى على طول، فى البداية كنت أقرأ الروايات البوليسية عشان فيها أكشن وبتعطى الواحد قوة خيال.. وبعد الروايات البوليسية كان الأدب والكتب الأدبية.. أما كتب السياسة فلم أكن أهتم بها على الإطلاق، فقد كنت أنظر إلى السياسيين على أنهم مجتمع من المخادعين والمنافقين.
كان تفكيرى وأنا طالب وقد أكون مخطئا، حيث لم أكن أنظر إلى السياسيين نظرة احترام، إنما كنت أنظر فقط إلى الأدباء وإلى المناضلين نظرة الاحترام.
وعندما ألفت قصة أرسلتها للصحف ووقعتها باسمى كاملا أحمد فتحى مصطفى كامل سرور، ولا أحد سأل فيّا، قلت طيب أنا هاشوف الناس دى موضوعية ولا لأ، رحت كاتب نفس القصة اللى بعتها ووقعتها باسم الدكتور أحمد فتحى، وبعدين بعثت أشكى للتابعى وكان رئيس تحرير «آخر ساعة» وقلت له تصور أنا بعثت حاجات ومحدش بينشر لى حاجة، وبعدين لما كتب الدكتور أحمد فتحى سرور اتنشرت، فرد على فى خطاب بخط إيده وهذه هى عظمة هذا الإنسان المعلم.
فمجرد عناية المسئول الكبير بالرد على شاب صغير أعطاه قيمة وأعطانى إحساسا بالاعتزاز بالنفس.
ثم كتبت مسرحية وذهبت بها لمدير الفرقة المصرية يوسف وهبى وكنت وقتها فى ثالثة ثانوى، ولابس بنطلون شورت، وقدمت له كراسة فيها قصة اسمها «الأب» مازلت فاكر اسمها، فنظر لى من فوق لتحت فى نظرة سخرية، وقال لى يا ابنى ناقلها منين الرواية دى، قبل ما يقرأها قلت له أنا مؤلفها، فقال لى أجيب لك كازوزة، وطبعا ولا سأل فيها، وتلاقيه ولا قرأها ولا حاجة، وهذا لم يفت فى عضدى، حصلت علي الثانوية العامة ودخلت كلية الحقوق، لأننى كنت رئيس جمعية الخطابة فى المدرسة الثانوية ورئيس جمعية الصحافة - مشاغب يعنى - وأخطب فى وسط الطلبة وأطلعهم فى إضراب، لكن لا أخرج فيه، وعندما التحقت بكلية الحقوق كان يصدر عنها مجلة اسمها الأفق وكنت باكتب فيها شعر، وبعدين بدأت أكتب فى مجلة روايات الأسبوع.
مثلث مهم، لأى شخص يريد أن يعمل فى مجال التعبير، سواء صحفيا أو إعلاميا أو سياسيا هذا المثلث أول حاجة به هو علم النفس، أنا دارس علم نفس مش بس كنت أدبى وأدرس علم نفس، دا كان تخصصى فى معهد الدراسات للعلوم الجنائية، علم النفس الجنائى، دراسة سنتين سنة علم نفس عام، ثم علم نفس تطبيقى على المسائل الجنائية، درست التحليل النفسى، أنا ممكن أنظر للواحد من عينيه وأعطى عنه تشخيصا مبدئيا، وأتعامل معه على ضوء الفكرة التى أخذتها عنه، وعلى ضوء هذا أقدر أسيطر على الموقف، مش أسيطر عليه، ولهذا ساعات واحد قبل ما يتكلم، أعرف هيقول إيه.
ثانيا القدرة على التعبير للإقناع باستخدام أولا الألفاظ، ولكن ليس الألفاظ الإنشائية، إللى دمها تقيل، لو حبيت تقيمى أى واحد بيتكلم لخصى أفكاره، لو عجزت عن تلخيص أفكاره وكتبت ألفاظا فقط، يبقى دا كان بيتكلم كلام فارغ، الضلع الثالث المادة العلمية يجب على الإنسان يبقى عنده قراءة واطلاع.
أنا الكتب فى كل مكان فى بيتى فى غرفة نومى وفى الصالون والسفرة، بالإضافة لغرفة المكتب التى أصبحت كالمخزن ولو عزمتكم الآن على الغذاء فى بيتى أعتقد أنكم ستنصحون زوجتى بطلب الطلاق نتيجة كثرة هذه الكتب.
وأنا نفسى عندما أدور على كتاب بآخذ حرصى أحسن أقع وبعدين بعد ما أقرأه أقول أنا هأتميز عنه وأجيب حاجزة زيادة، الرغبة فى التفوق والتميز عندى مهمة جدا، لذا لما كنت محامى كنت أسعد جدا لما أكسب القضية،لأن الإحساس بالنصر والتفوق والسيطرة له رحيق خاص، إذا المثلث، علم نفس، قدرة على التعبير، مادة علمية، غير هذا يكون المتحدث كالطبل الأجوف.
صباح الخير: الدول تتقدم بالعلم، كيف ترى التقدير للعلماء ؟
- د. فتحى سرور: أنا لا تعجبنى جوائز الدولة، للعلوم والفنون والآداب فقد أصبحت الجوائز فى كثير من الأحيان هى جوائز تمنح بالأقدمية، أو بالشهرة إننا نود أن تكون هناك جوائز لا بالشهرة ولا بالسمعة، وإنما بالعمل العلمى الابتكارى الذى يتم تحكيمه بواسطة لجنة رفيعة الشأن، يجب أن نميز بين نوعين من الجوائز.. جوائز عن مسيرة الحياة ونشاط الإنسان العلمى، وهذه الجائزة فى هذه الحالة أقرب بالوسام الذى يقدم لمجهود الإنسان أكثر من أن تكون جائزة، الجائزة الوحيدة التى عن عمل مُحكم هى جائزة الدولة التشجيعية، ثم جائزة التفوق عن أعمال علمية، وأنا حاصل على جائزة الدولة التشجيعية منذ كنت مدرسا، رغم أن الذى ينالها هم أساتذة، وبعدها أخذت التقديرية وكنت وقتها رئيس مجلس الشعب، وبعدين رُشحت لجائزة مبارك من جامعتين وتنازلت.
صباح الخير: كيف ترى الانتخابات البرلمانية القادمة والمسألة المثارة عن الإشراف القضائى؟
- د.فتحى سرور:من يتخوف من عدم وجود إشراف قضائى أحب أن أؤكد أن الذين يقومون على شأن الانتخابات ناس عندهم ضمير وعندهم قيم فى عملهم. ولابد أن الجميع يعرف أن عمل القاضى فى الإشراف على الانتخابات ما هو إلا عمل إدارى مش عمل قضائى.
صباح الخير: وماذا عن النواب المتهمين باستغلال قرارات العلاج على نفقة الدولة؟؟
- د. فتحى سرور: لم يأت لى التقرير، حتى نعرف هل هى تجاوزات من النواب ولا مسئولية المندوبين.
صباح الخير: حضرتك انتصرت للنائمين المعتصمين، على رصيف مجلس الشعب وانتصرت أيضا لمن مرتبه أقل من مائة جنيه، هل هذا انتصار، النائب بمجلس الشعب أم رئيس مجلس الشعب؟!
- د. فتحى سرور: هو انتصار رئيس مجلس الشعب، هؤلاء قادمون من عدة دوائر، وأنا متعايش مع مشاكل الجماهير بصفتى نائبا عن دائرة السيدة زينب، عايش معهم. أميل إلى مساعدة الفقراء جدا، وتجدنى «أضع رجلا على رجل» أمام الناس الكبار، لكن الفقير أحترمه وأنحنى له، لذلك أقمت مبرة فى مشيخة ابن طولون توفر الطعام لخمسمائة شخص يوميا، ولا أدعى أن تمويلها من أموالى فقط، بل من كل أصدقائى أيضا، فعلى نائب الشعب أن يسخر كل الموارد لخدمة أبناء دائرته، حتى يصبح قريبا من الناس، وروشتة لكل نائب عايز يكسب المعركة الانتخابية أقول له 1- كن قريبا من الفقراء والبسطاء، 2- كن قريبا من الشباب 3- ساند المرأة فالشباب، والمرأة والفقراء يكسبونك معركتك الانتخابية.
صباح الخير: «رصيف مجلس الشعب»، وهل تراه يعكس خللا ما بين النائب والشعب ؟
- د. فتحى سرور: لا يعكس خللا فهؤلاء ناس مطالبين بحقوق ما. وهذا مظهر حضارى، إحنا يجب «يبقى عندنا دم»، وندرس هذه المطالبات ونحققها، ونحقق المشروع منها، وإنما فى نفس الوقت يجب تخصيص مكان، للاحتجاج يذهبون إليه بدلا من رصيف مجلس الشعب، لأن الرصيف حرام، صغير، فيجب نشوف لهم مكان أوسع من كدا.
صباح الخير: كيف تقيم ما يدعو إليه الدكتور البرادعى، وهو لم يقل حتى الآن إذا كان سيرشح نفسه أم لا؟
- د. فتحى سرور: أعرف الدكتور البرادعى كسفير سابق، وكرئيس لمنظمة دولية سابقة، ولكن لم أعرفه بعد كرجل سياسى، لم أسمع أن أول عمل سياسى يقوم به رئيس منظمة دولية سابق كان محروما بحكم وظيفته من العمل السياسى الوطنى والحزبى، أن يكون أول عمل سياسى يقوم به هو رئاسة الجمهورية، لم أسمع الحكاية دى من قبل.
والدعوة لتغيير الدستور، من حق كل شخص أن يدعو بما يؤمن به، ومن حق كل شخص أن يُعبر عما يراه من أفكار، كل هذه الدعوات، وهذه الآراء مشروعة مادامت تتم بالطرق المشروعة، مادامت لديه القدرة على إقناع الآخرين بفكرته، والقدرة على إقناع الآخرين تعتمد على أحد محورين أو الاثنين معا أولهما الحجة والمنطق.
- ثانيهما- الأنصار فلو هناك شخص واحد ضعيف بيقول أى كلام، سيصبح كمن يتحدث فى فناء، لكن عندما أكون أنا رجل لى نفوذ وأنصار بحيث كلمتى لما أقولها يرددها ملايين، تبقى كلمتى مسموعة، وبالتالى أى دعوة لكى تلقى طريقها إلى التنفيذ أمامها دعامتان.. الدعامة الأولى المنطق والحجة المقنعة، والثانية المؤيدون لها.
صباح الخير: هل مصر تغيرت على المستوى السياسى والمستوى البرلمانى وعلى مستوى المجتمع نفسه نتيجة للحراك السياسى ؟
- د. فتحى سرور: نعم مصر تغيرت، مصر أصبحت أكثر انفتاحا نحو الديمقراطية، وهناك حراك سياسى، ودعوات إصلاح وآراء متعددة ويوجد تنوع ثقافى شديد وتنوع فى الآراء.. مصر تغيرت. ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.