عندما نزلت من بيتي في المهندسين اكتشفت أن في يدي المنديل الكلينكس اللي كنت لفه فيه ساندوتشات العيال، فكرت أن أرميه علي السلم وما حدش واخد باله، ثم تراجعت، وبدأت أبحث عن أي صندوق قمامة في هذا الشارع الحيوي والمزدحم دون جدوي.. قلت أرميه في الشارع، يعني هي جت علي المنديل.. والزبالة في الشوارع بقت مزارات سياحية، ولكن ضميري وجعني، وقلت خليني متحضرة شوية ومسيري آلاقي صندوق في أي حتة إن شاالله صندوق بوستة، وخلال رحلتي للمجلة في شارع قصر العيني ظللت أبحث عن ذلك المستحيل الرابع اللي اسمه صندوق الزبالة أو القمامة من باب الأدب يعني، سار التاكسي في شارع التحرير العامر بالكناسين كل كناس يأتي باسما ويقول: «كل سنة وأنت طيبة يا مدام ما تعرفش بمناسبة إيه؟!».. فأطبق علي منديلي جيدا، فليس من المعقول أن أعطيه المنديل لمجرد أنه بيقول كل سنة وأنت طيبة فقد ركبني العند وأخذتني العزة بالأثم وحلفت ألا أرمي المنديل إلا في صندوق قمامة وطوال رحلة التاكسي وأنا أحاول التركيز علي أي صندوق للقمامة رغم محاولات إلهائي من قبل سواقة السيدات الرائعة.. ومع أني واحدة منهن إلا أنني أعترف وأحذر.. «إوعي تمشي ورا أي ست.. زي ما إوعي تمشي علي يمين أتوبيس نقل عام.. المهم ساعة كاملة في الطريق ولم أجد ذلك الصندوق وعندما وصلت للمجلة ممسكة بمنديلي وجدت سلة المهملات في المجلة.. ولكن شيئا غريبا منعني من رمي المنديل... يمكن العشرة اللي ما تهونش.. وقررت الاحتفاظ بالمنديل ذكري لرحلة طويلة للبحث عن صندوق قمامة.