هل يتوقف التغيير على الأحسن؟! هل نذوب مع هذا الزمن ونتغير نحن بالتالى؟! هل نستطيع أن نصمد ونحتفظ ببراءتنا وحماسنا وإقبالنا على الحياة؟ هل لايزال بداخلنا شىء عزيز ندافع عنه، نتشاجر من أجله؟! خواطر كثيرة تراودنى هذه الأيام ونحن نحتفل بعيد ميلاد صباح الخير، وكذلك ذكرى غالية على نفسى ونفس كل من تعلم فى هذه الدار دار روزاليوسف، وأعنى هنا جيلى مثل سهام ذهنى وسلوى الخطيب ونجلاء بدير ومحمود سعد، والجيل الذى سبقنى.. كريمة كمال ودرية الملطاوى وماجدة الجندى وناهد فريد ومنى سراج.. وذكرى ميلاد حسن فؤاد 62 يناير، يعنى لى هذا التاريخ الكثير من المعانى والشجون، أفضل أن أتذكر ميلاده عن ذكرى رحيله. كنا مجموعة مفعمة بالحماس والحيوية، كان ذهابنا إلى المجلة عيدا يوميا نحتفل به، نرتدى أزهى ملابسنا لنجتمع، لنلتقى بجيل الأساتذة.. أستاذ رءوف توفيق، أستاذ لويس جريس، وعلاقة متميزة جدا مع هؤلاء، كان حلمهم أن يصنعوا بداخلنا ضميرا يفصل القبيح عن الجميل، ولا أقصد هنا ملامح الوجوه فما أسهلها، وإنما أقصد ملامح وجداننا الذى كان يفرز كل شىء يمر أمامنا ونشاهده: أفلاما، أغانى، كتبا، وجوها، أشخاصا، كيانات إنسانية، وجدانا صنعه هؤلاء فأحببنا مع عبدالحليم ثم منير وفيروز وأحمد زكى ونور الشريف وعادل إمام. كم من قيم تربينا عليها! لم يمارسوا معنا دور الكبير، بل كانوا صغارا مثلنا يملكون قلب عصفورة وعقل مفكر ووجدانا يحلم بالتغيير. أعود إلى أبى الروحى حسن فؤاد، كم أفتقده هذه الأيام! كم أفتقد هذا الجو فى هذه الأيام! لماذا هذا العام تحديدا؟! أعلم السبب.. نعم أعلمه. فقد خرجت زميلتى كريمة كمال على المعاش هى ودرية الملطاوى.. أشخاص يذكروننى بهذا الزمن الجميل، زمن كان فيه الكبار يحرصون على إخراج أفضل ما لدينا جميعا، هذه كريمة وهى عائدة من رحلة إلى أوروبا بعد أن أرسلها حسن فؤاد لتعود وتحكى تجربتها، وتلك منى سراج التى اقترحت استفتاء بين الشباب فحملنا الاستمارات وانتشرنا فى الجامعات المصرية لنستطلع رأى الطلبة فى السياسة والحب والوطن، وهذه زميلتى نجلاء بدير تنهر كل من لا يعجبه محمد منير، بل تقاطعه! كان الكبار وعلى رأسهم حسن فؤاد يصنعوننا ويفتحون وجداننا الذى اعتاد الحماس. أين نحن الآن من هذا الفيض؟! رحل حسن فؤاد عام 58، صدمنا رحيله، لم تفارقنا جميعا المرارة ونحن نرى ذوبان القيم وانهيار ما تميزت به مؤسسة روزاليوسف ومجلة صباح الخير التى كانت معروفة دائما بتميز كتابها ورساميها وشبابها، كنا قوة ضاربة فى الصحافة المصرية. أعود فأتساءل: هل نستطيع أن نصمد، هل نستطيع أن نحتفظ بحماسنا وبراءتنا وسط بركان يهز كل ما هو ثابت بداخلنا؟! * آخر حركة يا طير يا طاير فى السما طظ فيك.. ما تفتكرش ربنا مصطفيك.. بكره تاكل دود وللطين تعود.. تمص فيه يا حلو ويمص فيك.. عجبى.