مع مرور الأعوام وكأنها شهور إن لم تكن أياما وبالرغم من ضغوط الحياة والمعاناة اليومية والخوف من كل شيء حولنا بعد ان كان مع كل إشراقة شمس ينبعث الأمل بداخلنا.. أجد نفسي في عيد الحب من كل عام أحمل بداخلي أحاسيس مضطربة وأفكار مشوشة وأتساءل عن السبب هل لاننا أصبحنا في زمن الطمع فيه حتي القتل أم لأننا أصبحنا نبكي علي زمن الحب حتي الموت؟ هل يمكننا في هذا اليوم وهذا الزمن ان نتكلم فقط عن علاقة الحب بين الرجل والمرأة بالقطع لا فالأحاسيس والمشاعر الإنسانية تحتاج لمعجزة كي تستطيع ان تعيش وتنتفس وتنمو وتنفتح للحياة وتسعد بإشراق الشمس وجمال النجوم والليل وتنعم بكل ما أعطاه الخالق لنا من نعم وجمال سواء علي الأرض أو في السماء فكيف يحدث هذا ونحن أصبحنا في عالم مختلف كل الاختلاف عن عالم الحب الذي فيه الناس أكثر ودا والألوان اكثر إشراقا والطعام أجمل وأكثر مذاقا عالم كل مافيه يشع بالعطاء والطمأنينة والصدق تماما كما كان الامر عندما كنا أطفال عالم كان فيه البشر يكنون لبعضهم الحب والود.. كان الكثيرون منهم يشعرون بالرضا عن انفسهم عند مواجهتها وعندما مقابلة وجه كريم كانوا مختلفين كل الاختلاف عن الكثيرين من الناس الان الذين يحاربون الاخرين في رزقهم ويلهثون وراء المال والنفوذ ويتخلون عن ضمائرهم في كل آعمالهم وأقوالهم من اجل مصالحهم الشخصية.. كان عالم الحب في الزمن الماضي الجميل فيه الناس يشعرون بان الحياة تحمل معاني جميلة سامية, بعيدة كل البعد عن جشع المادة.. فيه الحب للبشر جميعا يتمتع فيه الناس بتسام روحي كبير.. كان المحبون يرون العالم من خلال عدسات ناعمة نقية صافية تضيء وتشع السلام والأمان والحب علي الجميع ولا يرونها من خلال عدسات مشروخة تمثل حالاتهم النفسية المتأزمة. وفي النهاية لانستطيع ان نتكلم عن الحب في عيده دون ذكر مقولة الاستاذ والكاتب الكبير مصطفي أمين صاحب فكرة الاحتفال بعيد الحب, الحب الحقيقي ليس نزهة بين عاشقين, وإنما هو قصة كفاح يشترك فيها رجل وامرأة يصنعان فيها شيئا جميلا ويضيفان معا للحياة جمالا فوق ما فيها من جمال.