صباح أحد أيام الأسبوع الماضى.. بشرتنا صحيفة قومية بسقوط استجواب قدمه بعض النواب من المعارضة والمستقلين.. حول انهيار العملية التعليمية فى مصر!! قبل أن تفرح وتعتقد أن الاستجواب سقط لأن العملية التعليمية فى المحروسة على خير ما يرام وأن التعليم لدينا ينافس التعليم فى أرقى بلاد العالم.. سأعطل عليك هذه الفرحة الوهمية وأذكر لك ما قالته الصحيفة بكل فخر.. إن الاستجواب سقط بعدما فشل مقدموه فى تقديم الدليل على صحة ما ذهبوا إليه فى أن التعليم منهار..! وبناء عليه ثار نواب الأغلبية واعتبروا أن هذه الاستجوابات تضييع لوقت المجلس الموقر.. هذه الحادثة المحزنة تتكرر للأسف بشكل منتظم فى مجلسنا الموقر وربما فى كل مجالسنا الموقرة.. ليس فى مجال التعليم فقط ولكن فى كل المجالات التى تشهد انهيارا تعجز عن وصفه.. ولكن نواب الأغلبية لا يرون ولا يريدون تضييع وقتهم الثمين فى مناقشته. بداية.. أنا لا أعرف كيف فشل مقدمو الاستجواب فى تقديم دليل على انهيار العملية التعليمية.. ولو كان أى واحد منهم أحضر معه عيل فى المرحلة الإعدادية وطلب من نواب الأغلبية امتحانه فى قطعة إملاء أو طلبوا منه قراءة خبر فى أى جريدة.. لكان ساعتها سيقدم دليلا حيا ليس على انهيار العملية التعليمية فقط.. ولكن على عدم وجود عملية تعليمية من أساسه. بلاش.. سيبك من المراحل الدراسية قبل الجامعة.. ألم يستطع واحد من مقدمى الاستجواب رصد عدم دخول جامعة من جامعاتنا أى تقييم سنوى لأحسن الجامعات فى العالم..؟! لا أريد أن أظلمهم.. لأنى اعتقد أنه لم تتح لهم الفرصة لذكر كل هذا.. أو ربما ذكروا به ولكن أحد من نواب الأغلبية لم يسمع.. ليس لضعف حاسة السمع لديهم لا سمح الله.. ولكن لأنهم لا يريدون ذلك. وهذا يقودنا لسؤال: كيف يتمكن السيد أحمد عز من حشد نواب الأغلبية لتأييد الوزراء فى مواجهة الاستجوابات المقدمة من المعارضة.. خاصة عندما يتعلق هذا الحشد بقضية مصيرية كقضية التعليم.. ما نوع غسيل المخ الذى يجرى مع نواب الأغلبية ليطلبوا إسقاط استجواب مثل هذا! أيهم أهم لدى السيد أحمد عز.. وفريق الأغلبية، خروج الوزراء منتصرين ومشاكلنا تتفاقم أم أن تكون القضية المطروحة هى الأهم بالنسبة لهم بصرف النظر عن انتصار الوزير من عدمه..؟! بدون لف أو دوران فى الكلام.. ما الغرض من وجود مجلس الشعب.. كمجلس رقابى.. مادامت الأغلبية تنازلت عن دورها فى الرقابة؟ وإذا كان د. فتحى سرور استند إلى أن إلغاء السنة السادسة من التعليم الابتدائى.. بكل ما أحدثته من انهيار فى العملية التعليمية بتأكيد الخبراء وبدليل الرجوع عن هذا الإلغاء عن طريق المجلس برضه.. استند إلى أن قرار الإلغاء خرج من مجلس الشعب ليبرئ ذمته منها.. فهذه الجلسة تحديدا هى خير دليل يمكن أن نقدمه للدكتور سرور وهو سيد العارفين كيف يخرج القرار من مجلس الشعب عن طريق حشد الأغلبية.. وهو سلوك لم يأت به السيد أحمد عز من عندياته.. ولكنها الوراثة والجينات على ما يبدو والتى تجعل كل المجالس الموقرة بعون الله شكل بعضها..!! لم يعد يمر شهر إلا وتطالعنا الصحف بحادثة جديدة ومبتكرة عن توظيف الأموال.. ومقالات وتحقيقات وكلام عمن يطلقون عليهم ضحايا.. كل واحد منهم يؤكد أنه أودع لدى النصاب عشرات الآلاف من الجنيهات بعدما وعد بأرباح عالية وأن استلام الأرباح كان منتظما، وبالتالى فكل واحد له معارف يريد خدمتهم يتوسط لدى النصاب ليقبل أن يستثمر لهم أموالهم.. إلى أن يختفى الجمل - فجأة - بما حمل.. وتبدأ تحقيقات نيابة ثم حديث عن تكثيف الجهود للعثور على النصاب.. وهكذا حديث ممل ومكرر بكل تفاصيله.. إن حد يتعلم؟! أبدا..!! طبعا آخر حدوتة تفطس من الضحك هى ما ظهرت مؤخرا بالنصب من خلال الإنترنت.. يعنى الغباء منقطع النظير فى مثل هذه الحوادث وصل إلى حد أن يودع واحد أمواله فى يد معرفة من الهوا.. وبعد كل هذا يصرخون مطالبين بأموالهم.. وتجد السلطات القضائية لديها من الوقت والجهد لتنغمس كل فترة فى حدوتة من هذا النوع.. ليه؟! ما أعرفش.. اشمعنى هنا القانون يصر على حماية المغفلين.؟ من منطلق أنانى بحت.. كان اهتمامنا بما تحفل به أحياء العاصمة من قذارة وأكوام زبالة.. كانت منتهى الأنانية من الإعلام.. وبالطبع لا أعفى نفسى من تهمة الأنانية. ولكن تكفيرا عن ذنب ساهمت فيه.. أنشر اليوم شكوى لأهالى قرية كفر شنوفة - مركز شبين الكوم - منوفية.. يصرخون من أنهم يدفعون رسوم نظافة إجبارية شركاء فى الهم.. ومع ذلك فمنذ ما يقرب من العام وهم يطلبون من رئيس الوحدة المحلية للقرية أن يتكرم بإرسال الجرار الذى يجمع القمامة المتراكمة فى القرية.. ولكنه للأسف لم يعطهم إلا الطرشة.. هم يطالبون بحقهم فى النظافة مثلما تحصل منهم الدولة على حقها المالى.. خاصة أن الأمراض والأوبئة تهدد الجميع وليس شوارع العاصمة الكبرى فقط. سنة بأكملها يا ظلمة لم يذهب الجرار لرفع القمامة.. حتروحوا من ربنا فين..؟!؟