أب قاس.. متخلٍّ.. اعتبر بناته سبب نحسه!! تلقيت رسالة من فتاة 27 عاماً ولشدة صعوبة وتعقيد المشكلة التى طرحتها علىَّ الفتاة أشعر بالعجز وأرغب فى مساعدتكم بطرح حلول بديلة.. هذه الفتاة ترتيبها الثانى بين ستة إخوة، والدها رجل حاد وقاسى الطباع، وهى صفات هينة ورحيمة عن تلك الصفات التى ذكرتها الفتاة فى رسالتها ويكفى أن أقول لك أن جسد كل بنت منا مليان علامات من الضرب المبرح فهو يعتبرنا نحسه فى الدنيا!! وتقول فى مقطع آخر من رسالتها الطويلة: أسعد لحظات حياتنا عندما طلق والدتى وتركنا وحرمنا من الإنفاق علينا أو الالتزام بأى مليم، وتزوج من أخرى.. قلنا إن شا الله نشحت بس نترحم من العذاب وقد رحمنا الله من عذابه منذ سبعة أعوام.. حتى بدأنا نتعافى وبدأ كل منا يشق طريق حياته وأنا عن نفسى كافحت واتمرمطت حتى استطعت أن أشعر بآدميتى وأخيراً نجحت فى إدخار مبلغ مالى قد يحقق لى الحد الأدنى لبدء حياة زوجية - إن تزوجت - الكارثة.. ظهر والدى فى حياتنا من جديد طالباً المساعدة حيث إنه تورط فى مشروع تجارى أوقعه فى دين كبير، وللأسف علم والدى من أحد إخوتى أننى ادخرت مبلغا لا يصل حتى إلى ربع قيمة المبلغ الذى يدين به والدى لشريكه فإذا به يطلب منى مساعدته وإنقاذه بهذا المبلغ الذى هو ثمرة كفاحى، بل هو ضريبة أننى تركت الكلية ولم أكمل تعليمى وتفرغت للعمل ليل نهار حتى أستطيع إتمام الشهر أنا وأسرتى بدون ذل أو اقتراض من أحد فى الوقت الذى تركنا فيه هذا الأب الذى لا أشعر أنه أب سوى اسمه فى شهادات وأوراق رسمية. ماذا أفعل.. عقلى يقول لى بمنتهى الحسم.. لا تعطيه شيئاً وخوفى من الله يقول لى: أعط لوالدك كل شىء وسيعوض الله عليك خيراً. حائرة وخائفة وغاضبة وأود أن أهرب وأختفى حتى تنتهى هذه الأزمة. - والحل صعب.. لذلك لن أطرح عليك حلولاً ولكنها فكرة قد تحتمل الصواب والخطأ.. والدك ليس طفلاً صغيراً وقد تخلى عن مسئولياته كأب ورجل وكرب أسرة وهرب، والآن هو يطلب المساعدة من الفتاة التى كان يعتبرها واحدة من أسباب نحسه فى الدنيا وأتمنى ألا يفهم حديثى بأنه تشفٍ والعياذ بالله ولكنها قراءة فى أحداث القصة والمشكلة.. فإذا كنت قد كافحت وتعبت وتعذبت حتى نجحت فى ادخار بضعة آلاف من الجنيهات حتى تتمكنى من تجهيز نفسك بنفسك عندما تتزوجين فليس من العدل أن تعطيه كل هذا خاصة أن المبلغ كما ذكرت لن يكمل ربع قيمة ما تورط به والدك، لذلك أعتقد أن تقفى بجانب والدك عاطفياً (ابنة لأبيها) وليكن هذا بمثابة اختبار.. هل يريد والدك المال فحسب.. أم يريد تعاطف ودعم ابنائه له؟! ستعرفين النتيجة بنفسك ومن ثم ستتمكنين من تقييم الموقف وتحديد رغبتك فى المساعدة. - إلى أن تصلى إلى حل نهائى.. قدمى بعض المساعدات العينية التى قد تساعده وتخفف عنه أعباء الحياة. - لا مانع من أن تشتركى أنت وإخوتك فى دفع الإيجار المتأخر عليه أو تسديد فواتير التليفونات.. كما ذكرت فى رسالتك.. قدمى ما تستطيعين لا ما يهلكك ويشقيك وينهك قدراتك ويستنفد أموالك.. كل هذه المساعدات البسيطة قد يجدها والدك قيمة كبيرة وقد لا تعنى له شيئاً على الإطلاق. - ستكتشفين بنفسك.. هل تغير والدك بحق.. أم أنها تحولات الأزمة المؤقتة؟ لكن لا تتسرعى فى إعطائه مالك وثمن شقائك.. - هذه مجرد فكرة وليست حلاً.. شاركونا الآراء والحلول..ربما لديكم الحل والخبرة الأفضل.