بقدر صدمتى من هذه الرسالة بقدر غيظى واستفزازى، فالمشكلة لفتاة عمرها "82" عاماً.. تعمل فى أحد الفنادق الكبرى، تحكى عن صدمتها فى زميلها الذى يكبرها بعدة سنوات وهو متزوج وله طفلان، ذلك الزميل الذى كانت تعتبره الأخ الوفى والصديق المخلص وكاتم الأسرار. كانت تعدد لى صفاته الطيبة الكثيرة، وبين السطور كانت تذكر أنها كانت تتضايق من تعمده بإصدار ألفاظ غير لائقة، ومحاولات لمعاكستها على سبيل الهزار، وزاد الأمر لمحاولة لمسها والتحرش بها، وهو مالم تكن تفهمه، وكم من مرات قالت له إنها لا توافق على هذا النوع من المعاملة والهزار، وأظهرت ضيقها الذى وصل إلى الخصام والمقاطعة لأيام، وما كان منه إلا الاعتذار ثم معاودة نفس الطريقة. أما الجزء الذى استفزنى فى رسالتها فهو رد فعلها المفاجئ لى حيث قالت إنها بعد فترة وقعت فى حب ذلك الشاب وتحولت العلاقة من أخوة إلى حب وتعلق، رغم علمها بأنه متزوج. والآن، وبعد مرور الوقت.. فهى تشعر بالألم لأنها تعلقت بشدة به، خاصة أنها وحيدة وكانت تتمنى الارتباط بشاب مناسب لكنه لم يظهر فى حياتها حتى تلك السن، ثم فجأة قال لها: "رغم مشاكلى وتعاستى مع زوجتى إلا أننى لا أستطيع هدم بيت وتشريد أطفال وظروفى لن تسمح لنا بالزواج"!! الرسالة مليئة بتفاصيل القصة، وكلها تفاصيل مستفزة بالنسبة لى على الأقل.. وبمنتهى الصدق أقول لهذه الفتاة: أنت اخترت اختيارا مؤذيا منذ الوهلة الأولى، ولا أعلم إذا كنت تدركين أم أنك غائبة عن فهم حقيقة أن ذلك الشخص لا يمكن أن ينتمى لفئة "الأخ"، وهذا الأمر واضح منذ بداية معرفتك بسلوكه، بطريقة تعامله التى لا تحمل أى نوع من أنواع النخوة والاحترام بين الأخ وأخته. ذلك الشخص الذى استغلك عاطفياً، وأنت سمحت له بهذا الابتزاز وبمنتهى السهولة، ولا أعلم إذا كانت سذاجتك هى التى أوصلتك لهذه الغفوة أم ماذا؟! أنت ارتكبت الخطأ الأكبر بأنك صدقت وهماً وكذباً.. أنت صانعته فكيف تسمحين بأن تطلقى شرف كلمة "أخ" على شخص كان يتحرش بك رغم رفضك وضيقك بهذه المعاملة، فهو لم يصنك ولم يحترم رغبتك فى العلاقة المحترمة. الخطأ الثانى أنك سمحت لنفسك بخيانة شخص ثالث "لا حول له ولا قوة" وهى زوجة ذلك الرجل الخائن أيضاً. ليس لدى ما أقوله لك سوى أن تحاولى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتنسحبى من هذه العلاقة بشكل حاسم وسريع، وعليك مراجعة نفسك بمنتهى الصدق بأنك كنت مخطئة فى تقديرك وفى تقييمك لهذا الشخص وألا تتسرعى فى تلقيب أى شخصة بكلمة "زى أخويا".. إلا لمن يستحق.