رغم الاضطرابات التى تمر بها مصر والشرق الأوسط، إلا أن المصريين فى الخارج يتسابقون فى علاج آلام الإنسانية من أ زمات وكوارث فى كل مكان من خلال منظمة الإغاثة الإسلامية ببريطانيا والتى من أجلها تم عقد المؤتمر الدولى لمنظمة التعاون الإسلامى فى مصر منذ أيام، انتهى باتفاق الدول الإسلامية على تحقيق الفكرة المصرية التى طرحت لحل أزمة الصومال.. فكرة من قلب منظمة الإغاثة الإسلامية التى شهدت تكريم الملكة إليزابيث والأمير تشارلز لها وللمصريين العاملين فيها. * بداية جاء سؤالى عن مدى حجم التعاون بين منظمة الإغاثة الإسلامية وبين منظمة التعاون الإسلامى ثانى منظمة على مستوى العالم بعد الأممالمتحدة -للسفير عطا المنان بخيت الأمين العام المساعد للشئون الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامى فأجابنى: - منظمة الإغاثة الإسلامية هى أكبر منظمة إنسانية عبر العالم من حيث الانتشار الجغرافى والخبرة والقدرة الفائقة فى مواجهة الكوارث الكبرى، ولهذا فنحن نعتمد على خبرتها الطويلة فى الصومال وجنوبه، فعلاقتنا بها علاقة استراتيجية ممتدة فى باكستان وليبيا ومصر وغزة ودارفور، ولهذا تم عقد هذا المؤتمر الدولى لمناقشة فكرة مصرية صاحبها المهندس لطفي السيد أحد قيادات منظمة الإغاثة الإسلامية عن حفر آبار المياه، ووجهنا الدعوة إلى ثلاثين منظمة شارك منها ثمانية وعشرون وانتهى المؤتمر بتعهد سبع وعشرين منظمة بالمساهمة فى حفر آبار المياه وإنقاذ الصومال، ونحن بدورنا كجهاز تنسيقى سنقوم بتسهيل تبادل المعلومات وإيجاد الحلول لكل القضايا المتعلقة بتسهيل الإدارة وتوفير الأمن وحشد الدعم المادى للمشروعات. * سألت: لماذا جاء اختيار مصر لعقد مؤتمر التعاون الإسلامى؟ أجاب: لأن مصر مركز العالم الإسلامى من حيث حركة النقل الجوى وإجراء دخول المنظمات وهى أيضا أكبر مركز إعلامى، فهى تستطيع أن تخاطب كل العالم، ويكفى أن تعلمى أن النشاط الذى يقوم به المصريون فى مصر وخارجها لبناء هذا البلد هو محط تقدير وإعجاب العالم، لهذا فأنا من خلال مجلتكم أحيى الشعب المصرى على هذا التغيير عقب ثورة يناير لتصحيح الأوضاع وإعادة البناء. وأنتقل إلى الحوار مع السيد المهندس حشمت خليفة رئيس إدارة تنمية الموارد عبر العالم فى منظمة الإغاثة الإسلامية ببريطانيا. * قلت: أنت مصرى مغترب منذ 19 سنة ومقيم فى بريطانيا ألا ترى أن وجود المقر الرئيسى للمنظمة فى بريطانيا يثير قلق وشكوك العقليات العربية والمصرية ؟ أجابنى: هذا غير صحيح! فالذى ساعد على نجاح منظمة الإغاثة كونها فى بريطانيا لأنها دولة قانون، فهناك فرق بين سياسة بريطانيا الخارجية وبين سياستها الداخلية، فالمواطن هناك متساوٍ مع رئيس الوزراء.. ويكفى أن أقول لك إننا كمنظمة إسلامية حصلنا على المركز الثانى على مستوى العالم فى الشفافية واختارتنا الحكومة البريطانية من ضمن 13 منظمة لكى ننفذ سياستها المالية للدولة.. وتم اختيارنا ضمن مجموعة ال D.E.C وهى اختصار لاسم «مجموعة الطوارئ»، وهى تشمل 12 منظمة لكى نقوم بعلاج أى كارثة تحدث فى بريطانيا. هذا بخلاف أننا حصلنا على خطاب من أمريكا ببراءة المنظمة من أى أعمال إرهابية، ولقد قامت الملكة إليزابيث بتكريم الدكتور المصرى هانى البنا أحد مؤسسى منظمة الإغاثة الإسلامية، ويقوم الأمير تشارلز بدعم المنظمة بمبلغ مالى مناصفة بيننا وبين الصليب الأحمر، ولقد وجه الأمير تشارلز كلمة أشاد فيها بمنظمة الإغاثة الإسلامية وكرم القيادات المصرية فيها، وذلك فى حفل عشاء أقيم خصيصا بمناسبة مرور 25 سنة للإغاثة الإسلامية فى لندن. ؟ قدمتم لمصر من خلال حملة المليار لتطوير العشوائيات تبرعات بخمسين مليون دولار كشركاء فى هذه الحملة التى يقودها الفنان محمد صبحى ما المدة اللازمة للانتهاء من هذه الحملة ونقل سكان العشوائيات؟ أجاب: الفنان محمد صبحى يسعى جاهدا ليجعل هذه المدة عاما واحدا، لكن هذه المسألة تخضع لدراستنا كمنظمة خاصة أن حجم هذاالتبرع سيتجه إلى التنمية التعليمية والصحية فى المناطق الجديدة التى ستعد لسكان العشوائيات. هذه التبرعات كلها من الجالية المصرية فى أوروبا وأمريكا وبريطانيا، وخلال الأيام المقبلة سيتم التعاقد رسميا بيننا وبين مؤسسة «معا من أجل تطوير العشوائيات». * أعلنتم عن تبرع منظمة الإغاثة الإسلامية لمصر بمبلغ عشرين مليون دولار فى صورة أدوية مقدمة للشعب المصرى.. فأين هذه الأدوية الآن؟ أجاب: الحكاية أن مكتبنا فى أمريكا قرر أن يمد مصر بهذا التبرع كأدوية لمدة خمس سنوات، وهذا عقب ثورة يناير وحدث وقتها أنه تمت استضافتنا فى برنامج «مصر النهارده» مع الإعلامى تامر أمين وأعلنا هذا القرار خلال شهر مارس من هذا العام وسلمنا المسئولين فى وزارة الصحة وقتها قائمة بالأدوية، ولكن وزارة الصحة طالبت بأدوية محددة، لكننا وضحنا لهم أن هذا هو ما لدينا المتوافر حاليا! وفوجئنا أننا كمنظمة إغاثة إسلامية قد دخلنا فى حوارات رايحة جاية بين إدارات وزارة الصحة المصرية، ولهذا الوقت لا نعلم موقف وزارة الصحة المصرية، ولم يتم قبول هذا التبرع منا إلى الآن! * أنت كمسئول كبير فى منظمة كبرى وأيضا كمصرى مغترب.. ما الذى يفتقده المصريون داخل مصر؟ عدم وجود ثقافة العمل الخيرى داخل المجتمع المصرى خاصة بعد ثورة يناير، ويكفى أن تعلمى أن بريطانيا فيها 66 مليون نسمة وفيها 200 ألف مؤسسة خيرية مسجلة، بينما مصر فيها 85 مليون نسمة وفيها 30 ألف مؤسسة خيرية، ولهذا فإن الشعب المصرى محتاج لتنميته ثقافيا فى مجال العمل الخيرى. ويقول الدكتور عصام الحداد رئيس مجلس الأمناء: يكفى أن أقول إن هذه المنظمة أصبح لها شأن كبير فهى تحضر المؤتمر السنوى لحزب العمال والمؤتمر السنوى لحزب المحافظين فى بريطانيا، وهذا معناه أن المجتمع البريطانى يقدر دورها على المستوى الدولى والمجتمع الإنسانى، والإعلام البريطانى متجاوب جدا معنا.. أما فى مصر وجميع الدول العربية فلا يزال الإعلام لا يدرك مدى الجهود التى تقوم بها. * قاطعته: وأنتم كمنظمة عالمية .. أين إعلامكم الخاص بكم وأين دور إدارة الإعلام فى المنظمة لكى تجذب انتباه ورعاية الإعلام المصرى والعربى؟ أجابنى: سيتم إعداد قسم إعلامى متخصص، ونسعى لإقامة فرع لمنظمة الإغاثة الإسلامية فى مصر - منظمة مصرية خالصة - ولقد وضعنا دراسة لإقامة قناة فضائية وهى دراسة مبدئية لم يؤخذ بها لحين توفير الماديات والتمويل اللازم لها.. وحاليا لدينا قسم الإعلام فى لندن سينتقل إلى مصر وسينتقل معه خبرته الإعلامية ليستعين بالخبرات الصحفية والإعلامية المصرية. اتجهت بحوارى إلى المهندس لطفى السيد - المصرى المغترب، ومدير قسم الشرق الأوسط فى منظمة الإغاثة الإسلامية وصاحب فكرة حفر الآبار فى الصومال التى تم عقد المؤتمر الدولى للتعاون الإسلامى من أجلها.. وعن هذه الفكرة قال لى: اقترحت هذه الفكرة وعرضتها، وتم عمل دراسة استراتيجية لها قام بها وسيم بهجة عندما سافر إلى الصومال، وهو متخصص فى المشروعات ووجدنا أن هناك أحد عشر إقليما يعانى من الجفاف يحتاج إلى 220 بئرا ارتوازية كل بئر يصل عمقها من 300 إلى 500 متر مياها نقية صالحة، وتصل تكلفة البئر الواحدة إلى 120 ألف دولار.. وإلى الآن وعقب الانتهاء من فعاليات المؤتمر وصل حجم التبرعات إلى إنشاء 600 بئر. * قلت الفكرة مصرية واجتمعت الدول على تحقيقها. قاطعنى: الفكرة مصرية والجهود المبذولة لتحقيقها جهود مصرية وعربية مسلمة، فهناك جنود مجهولون معرضون للخطر فى كل الدول المنكوبة بكوارث طبيعية أو كوارث حروب، ولقد تعرض عاملون معنا إلى القتل والسجن ومنهم من أصيب بجراح نتيجة القذف بالقنابل والرصاص فى غزة والعراق ودارفور وغيرها.. فهذه المنظمة عمرها الآن 27 عاما وضعت نفسها ضمن الكبار فى العالم وتضم مسلمين وغير مسلمين وشعارها صورة المسجد، وكل من يعمل فيها شايل عمره على إيديه وتارك وراءه أهله وأولاده. * سألته: فى الفترة الأخيرة شهدت منظمة الإغاثة الإسلامية نشاطا ملحوظا فى جذب الفنانين والإعلاميين المصريين كسفراء لها.. من صاحب هذه الفكرة ومتى بدأت وماذا حققت حتى الآن؟ أجابنى: هذه هى فكرة المهندس حشمت خليفة اقترحها منذ عدة سنوات وتعاون معه السيد طارق عبدون، وكنت أنا أول من طبقها فى مصر، وانضم إلينا الفنانة حنان ترك والكابتن نادر السيد والفنان طارق الدسوقى، ثم جاء اختيار باقى المشاهير من خلال اقتراحات الرؤساء فى المنظمة، ولقد اصطحبت هؤلاء الفنانين والإعلاميين فى زيارات ميدانية فى غزة والصومال والعراق وبلاد غيرها كنا نحقق فيها حملات لجمع التبرعات كانت تصل إلى 700 ألف يورو ومليون دولار. ويقول طارق عفيفي - مغترب فى ألمانيا: زادت الغربة الجاليات العربية المسلمة ترابطا وحقيقى مفيش فروق عربية أو دينية، لكن المصريين فى الغربة محتاجون لمشروع قومى ينشغلون به لأن معهم المال، لكن مفيش عندهم خبرة عن المشروعات المصرية، ولهذا فإن الكوارث فى العالم تبدو أهميتها من خلال دور الإعلام.. فهناك كوارث صامتة محدش سامع عنها إعلاميا، وهى أخطر الكوارث..ونحن فى ألمانيا يوجد لدينا كيان اسمه «ألمانيا تساعد» هذا الكيان نشاطه متجه فى حالة حدوث الطوارئ والكوارث فى العالم وحاليا أصبحت منظمة الإغاثة الإسلامية عضوا فى هذا الكيان من ضمن 15 منظمة ألمانية.