هل علينا شهر رمضان الكريم بخبراته ونفحاته ومثلما يدعو كثير منا الله أن يقدره علي حسن العبادة والطاعة في هذا الشهر الفضيل فإن كثير منا أيضا يدعو الله بالستر وتحمل مصاريفه وأعبائه المادية بدأنا في شهر رمضان الكريم وهذا يعني أننا اندمجنا بالأجواء الرمضانية.. شوفنا قمر الدين وشربنا الخشاف أما الكركديه فهذا الشهر له أجواء وطقوس خاصة في نوعية المشروبات والمأكولات وفي «لمة العيلة» ومن أشهر الطقوس الرمضانية.. العزومات فلا يوجد بيت علي الأغلب «إلا وبيعزم أو بيتعزم» فهذا الشهر يعد أفضل مناخ لصلة الرحم والتجمع العائلي.. وعلي الرغم أن الأسعار مرتفعة في كل شيء إلا أن الأهالي أصروا علي العزومات. • لذة خاصة نورهان محمود أم لأربعة أبناء تقول: علي الرغم أن كل عام الأسعار في ازدياد ولا توجد رقابة علي الأسعار إلا أننا لا نستطيع أن يمر علينا رمضان بدون عزومات.. فمهما ارتفعت الأسعار لن نغير في عاداتنا وسولكياتنا.. فغالبا في زحام الأيام العادية لن نستطيع التواصل الكامل بالعائلة أما شهر رمضان يكون حلقة وصل بين أهلنا وأقاربنا ولا نشعر بحلاوة هذا الشهر إلا وسط العزومات حيث الأطفال يلعبون والشباب يقومون بتكوين حلقات ومجموعات طبقا للفئة العمرية ويندمجوا سويا.. وعلي الرغم من أن العزومات لها ميزانية خاصة وتكاليفها عالية ماديا ومرهقة في تجهيز العزومة وفيما بعد العزومة وقت التنظيف إلا أن لها لذة خاصة وحلاوة رائعة عندما نندمج 41 فرداً جميعنا نأكل في وقت واحد ونتحدث وتتعالي الضحكات ... فالإنسان ما يتبقي له الذكريات وأجمل ذكريات تكون وسط الناس والأهل. • عزومات مقننة أما نجوي جمال تقول: العزومات في رمضان شيء ضروري وأمر مفروغ منه ولكن كل عام الأسعار تزداد وعلي أساسها تقل العزومات ليس كيفا وإنما كما بمعني أنني لا أغير نمط العزومة فاللحوم والفراخ لابد أن يكونا علي مائدة الإفطار وإنما يحدث تقليص لعدد العزومات فمثلا من سبع سنوات كانت العزومات كثيرة نقوم بعمل عزومة للأخوات وأخري لأهل الزوج وأهل الزوجة والأبناء وأزواجهم والأقارب ولكن الآن أصبحت العزومات مقتصرة علي الأهل فقط من أبناء وأزواجهم والأخوات فقط بمعني آخر أن الشهر بأكمله كل بيت يقوم بعمل عزومة أو اتنين في الشهر وستستمر العزائم مهما ارتفعت الأسعار.. لأن اللمة علي الترابيزة في رمضان ليس لها مثيل. • بقت عادة ويقول اللواء الطيار نور الدين حنفي بالمعاش وزوجته: العزومات أصبحت عادة «منقدرش منعزمش» فنحن نتجمع غالبا في شهر رمضان من خلال العزومات.. أري أن كل شيء ارتفع سعره؛ اللحوم والدواجن والسكر والزيت والأرز وبالطبع الياميش لأن هذا هو الموسم ولكن علي الأقل في الشهور السابقة كانت الأسعار أقل نوعا ما وفي الأعوام الماضية كانت الأسعار مرتفعة ولكن كان مقدورا عليها حتي عروض هذا العام ليست قوية مثل كل عام والأسعار نار.. ولكنها عادة ولن تنقطع وعادة العائلات تقوم بالعزومات فقط في رمضان وهو في النهاية شهر في السنة ومعروف أن شهر رمضان يحتاج إلي ميزانية مختلفة عن باقي الشهور لزوم متطلبات الإفطار والسحور الزبادي، الحلويات والمشروبات الرمضانية فهو شهر له خصوصيته ومميزاته في كل شيء شهر الذكر والتجمع والعزائم وشهر الألفة والود وشهر التكاليف العالية في المرق والخلق والحلق. • عايزة أجيب فخدة وديك: حنان فرج قالت: أنا قمت بتجهيز مبالغ العزومات قبل رمضان بستة أشهر فقمت بعمل جمعية مع صديقاتي حتي أستطيع أن أشتري في رمضان فخذة خروف وديك رومي فشهر رمضان لا يتحمل مصروف شهر عادي لأن المتطلبات تكون زيادة في الكميات والنوعية فلابد يوميا في رمضان تكون المائدة بها الشوربة وأحد أصناف اللحوم بالإضافة إلي الخضار والسلطة ونوع من النشويات إما المكرونة أو الأرز فما بالك أيام العزومات.. لذلك قمت بعمل جمعية وأخذتها قبل رمضان بشهر وبدأت في عمل إعداد لائحتين للعزومات التي سأقوم بها وحصر عدد الأفراد ومستلزمات كل عزومة من مشروبات وحلويات وأكلات الإفطار وبدأت في شرائها قبل رمضان ومازال الشراء مستمرا فشهر رمضان دائما يكون خارج التوقعات مهما قمنا بإعداد جيد له فدائما تنقصنا أشياء ولايزال الشراء مستمرا حتي آخر يوم إفطار. • حديثو الزواج كما قالت مني وهي متزوجة منذ أربع سنوات: رمضان معروف بالعزومات.. ففي أول الشهر تقوم والدتي ووالدة زوجي بعمل عزومة لنا وفيما بعد تنقسم العزومات علي الأخوات والأقارب.. وبالطبع لابد من رد العزومة في نهاية الشهر فنقوم نحن بعمل عزومات للأهل وللأقارب.. وتكمن حلاوة الإفطار في التجمع حول مائدة واحدة الصغير يعاون الكبير والجميع يأكل ويشرب وبعد الإفطار الجميع يجلس لنتبادل الأحاديث مع الشاي والفاكهة. فالعزومات إحدي الأسباب التي تصل الأرحام فأحيانا نري أقارب لنا لم نرهم من أشهر أو سنوات وهكذا مع الأصدقاء والجيران فهي بالفعل «قطمة وسط وماديات» ولكن لها سحرها ورونقها... فهو تعب وإرهاق ولكنه لذيذ وكأنه «شر لابد منه». • مضطرة للعزومات أما بسملة محمد تقول: العزومات بالنسبة لي أمر اضطراري وليس لدي اختيار فيه لأن الأهل يقومون بعزومتنا من جانبي ومن جانب أهل زوجي بالإضافة إلي أخواتي وأخواته وبالطبع لابد أن نقوم برد هذه العزومات وكل ما أنوي عدم إقامة عزومات وأطلب من الأهل أن يخرجونا من قائمة العزومات ولكن للأسف بنتعزم.. لا أتحدث فقط عن ارتفاع الأسعار وأن العزومة الواحدة تأكل نصف الرواتب وإنما أتحدث أيضا علي تجهيز ما قبل العزومة بيومين يكون علي ضغط كبير في شراء مستلزمات العزومة وأبدأ في تجهيزها قبل العزومة بيوم وأقوم بعمل المحاشي والبط واللحوم المختلفة ولا ينقصها إلا أن أضعها علي النار لتنضج وأظل في تعب حتي بعد الانتهاء من العزومة في تنظيف البيت بعد ذلك.. أري أننا ممكن نستغني عن العزومات وقت الإفطار تحديدا ومن الأفضل أن نقوم بعمل عزومات علي السحور أو بعد التراويح علي كيك وشاي.