مائة يوم وأكثر هو عمر الثورة المصرية حتي الآن.. ومنذ اليوم الأول فيها تحملت القوات المسلحة علي عاتقها مهمة تأمين البلد، وحفظ استقراره الداخلي.. ولكن هل كانت الثورة كلها إيجابيات علي القوات المسلحة؟ أم أنها مثل كل ثورة لها إيجابيات وسلبيات.. ذهبنا إلي اللواء دكتور طلعت أحمد موسي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية ليجيب لنا عن هذه الأسئلة. في البداية يوضح اللواء طلعت موسي الدور الذي لعبته القوات المسلحة منذ اليوم الأول للثورة وحتي الآن بعد مرور 100 يوم عليها قائلا: القوات المسلحة المصرية لها دور محدد وهو تأمين الجبهة الخارجية والحدود لمصر، وأيضاً حماية الشرعية الدستورية في الدولة، وإن المادة 180 من الدستور الذي تم إيقاف العمل بها تنص علي أن القوات المسلحة هي ملك للشعب. لكن بعد أن تخلي الرئيس السابق عن الحكم، وكلف المجلس الأعلي بإدارة شئون البلاد تحملت القوات المسلحة المسئولية الكاملة لحفظ الاستقرار والأمن الداخلي للبلاد، والتزمت بالحيادية التامة منذ اليوم الأول الذي نزلت فيه الشارع ولم تنحز إلا لإرادة الشعب المصري الذي أراد التطهير. • وهنا سألته: دائماً ما كانت هناك ثقة بين الشعب وقواتنا المسلحة.. هل نستطيع القول بأن من أحد إيجابيات الثورة تعميق هذه الثقة؟ فأجاب: بالطبع لقد قامت الثورة بتعميق ثقة الشعب في القوات المسلحة كما أنها أوضحت جوانب إيجابية في القوات المسلحة كان يجهلها الشعب المصري مثل: الصبر والحكمة وعدم الانفعالية بالرغم من تعرض المجلس العسكري والقوات المسلحة لاستفزازات مقصودة من بعض الفئات ذات المصالح الخاصة والمأجورة، فاتسمت بضبط النفس، ولم تطلق طلقة واحدة أو تصعد الموقف في الوقت الذي قامت به بعض العناصر بإشعال النيران في بعض مركباتها. ويضيف اللواء طلعت: إنه من أهم الإيجابيات ظهور جانب التعامل العقلاني للمجلس الأعلي مع بعض الأقلام ذات المصالح الخاصة التي حاولت زرع الفرقة بين الشعب والقوات المسلحة وبين القوات المسلحة والمجلس الأعلي في حين أنهم كيان واحد يأتي علي رأسه المجلس الأعلي.. فكل هذه أشياء إيجابية وطدت التعارف والثقة بين الشعب والقوات المسلحة. تعتبر الاعتصامات والمطالب الفئوية من السلبيات التي تشكل عبئاً علي قواتنا المسلحة.. • كيف تري تأثير هذا علي المجلس العسكري خلال المائة يوم السابقة؟ - المجلس العسكري يعلم تماماً أن الكثير من مطالب الناس هي حقوق مشروعة لهم لكن المشكلة أن ظهورها والمطالبة بها في وقت واحد يمثل ضغطاً علي المجلس الأعلي والذي لن يستطيع إصلاح أخطاء 30 سنة في ثلاثة شهور. وهناك أيضاً مشكلة أخري وهي أن الناس لاتدري أن وظيفة المجلس هي إدارة شئون البلاد وليس حكمها؛ أي أن المنوط بهذه المطالب هو مجلس الوزراء، وبالرغم من كل ذلك فالمجلس قد تعهد بتلبية جميع هذه المطالب لكن تدريجياً لذلك علي الشعب أن ينتظر قليلاً ويمهل المجلس العسكري الوقت اللازم ولايضغط عليه، وأنا أري أن قوة تحمل الجيش في ال (100 يوم) السابقة تؤهله للحصول علي نوبل للسلام. • وماذا عن طول فترة بقاء القوات المسلحة في الحكم وكيف ستؤثر سلباً علي المجلس؟ - لقد تولت القوات المسلحة مهمة حماية الوضع الداخلي للبلاد بصورة مؤقتة اقتضتها ظروف البلاد، وقد أعلن المجلس الأعلي أنه لايرغب في امتداد تلك الفترة، ولايرغب في السلطة، وأنه يسعي إلي تقصير هذه المدة إلي أقصي فترة ممكنة حتي يعود إلي مكانه الطبيعي لحماية حدود الدولة ضد التهديدات الخارجية، فطول فترة بقائه في الحكم قد تؤثر سلباً وتشغله عن التركيز في حماية الجبهة الخارجية للبلاد. • في رأيك.. هل من الممكن أن تتأثر كفاءة الجندي المصري بسبب بقائه في الشارع لمدة طويلة؟ - لا، فتدريب القوات المسلحة مستمر ولاينقطع طوال العام كما أن تأمين الجبهة الداخلية يتم بجزء من القوات المسلحة بقدر ما يلزم هذا التأمين، وهذا الجزء تقترب مهامه الأساسية من مهام تأمين الجبهة الداخلية مثل أفراد الشرطة العسكرية. • وألا تري أيضاً أن بقاء الجنود فترة طويلة قد يجعلهم ينخرطون مع الشعب ومشاعره كما حدث مع الرائد أحمد شومان ومحمد عمر؟ - بالتأكيد، فمن الخطورة جداً انحياز أحد أفراد القوات المسلحة لأي طرف، وما حدث سببه بالفعل بقاء الفرد في الشارع مدة طويلة لكنهم مالبثوا أن استعادوا أنفسهم، وهذا وارد وكما قلت سابقاً فإن انتهاء المجلس من مهمته في أقصر وقت يمنع هذا. • وأخيراً.. ماذا يجب علي الشعب المصري أن يفعل كي يقلل الضغط علي القوات المسلحة، ويساعد المجلس العسكري علي إنهاء مهمته في أقصر مدة؟ - أولاً إيقاف الإضرابات والاحتجاجات وثانياً: علي الإعلام أن يتحلي بالشفافية والدقة والموضوعية، ويقوم بتوعية الجماهير بالالتفاف نحو الوحدة الوطنية. كما علينا جميعاً مقاومة الشائعات المغرضة التي تحاول التقليل من قواتنا المسلحة مثل شائعة قبض القوات المسلحة علي بعض شباب ثورة يناير، وأيضاً علينا أن ندرك أن القوات المسلحة تعمل من أجل خدمة الشعب المصري لذا يجب أن نساعدها علي قدر استطاعتنا.