«التربيطات» تحسم المقاعد الفردية ب«النواب»

استمرار التصويت بالمرحلة الأولى.. ومرشحو العائلات والقبائل يشعلون المنافسة أمام الأحزاب

مع بدء ماراثون انتخابات مجلس النواب رسميًا واستمرار إدلاء المصريين فى الداخل بأصواتهم فى المرحلة الأولى والتى تضم 14 محافظة، دخلت المعركة الانتخابية مراحل الحسم النهائية فى ظل المنافسة الشرسة التى شهدتها بعض الدوائر خلال فترة الدعاية الانتخابية وتستمر حاليا بمحافظات المرحلة الثانية.
وتعد دوائر الصعيد أكثر الأماكن التى شهدت تنافسًا قويًا بين المرشحين خاصة مع وجود عدد كبير ممن تم الدفع بهم على المقاعد الفردية، سواء من قبل أحزاب أو مستقلين ينتمون لعائلات وقبائل، وأمام التنافس الحاد شهدت اللحظات الأخيرة تربيطات وتحالفات انتخابية بين المرشحين على المقاعد الفردية بما قد يحسم اقتناص المقاعد فى الدوائر التى شهدت تحالفات على الفردى بين المرشحين.
نواب سابقون وكوادر لهم تاريخ سياسى ويتم دعمهم بشكل قوى من قبل عائلاتهم فى الصعيد والدلتا شكلوا تحالفات فيما بينهم لضمان الفوز على المقاعد الفردية خاصة فى ظل دفع الأحزاب الكبيرة على رأسها مستقبل وطن وحماة الوطن والجبهة الوطنية والشعب الجمهورى بمرشحين أيضا على الفردى.



ويعد أشهر التحالفات التى أثارت جدلًا فى الموسم الانتخابى هو ما حدث خلال الأسبوع الماضى فى دائرة نجع حمادى بمحافظة قنا التى يتنافس فيها أكثر من 30 مرشحًا على 3 مقاعد فقط، وأبرز المرشحين فى الدائرة النائب الحالى خالد خلف الله عن حزب مستقبل وطن، والنائب الحالى هشام الشعينى عن حزب الجبهة الوطنية، ومحمد كمال موسى المرشح المستقل، كما يخوض المنافسة فى الدائرة نفسها النائب السابق فتحى قنديل «مستقل»، ونبيل بخيت «مستقل»، واللواء محمد عوض مرشح حزب العدل، ومحمود المنوفى «مستقل»، واشتعلت الأمور داخل الدائرة مع إعلان النائب الحالى هشام الشعينى خلال مؤتمر جماهيرى انضمامه إلى تحالف انتخابى يضم 3 نواب على المقاعد الفردية وهم: النائب خالد خلف الله، وهشام الشعينى، ومحمد كمال موسى، بل ودعا الشعينى المواطنين إلى دعم التحالف واختيار مرشحيه لتمثيلهم تحت قبة البرلمان.
نفس التحالفات تكررت فى دوائر كثيرة منها دائرة جنوب بنى سويف حيث تم عقد مؤتمر حاشد منذ أيام بحضور هشام سليم المرشح بدائرة جنوب بنى سويف عن حزب حماة الوطن لدعم مرشحى التحالف الوطنى على المقاعد «الفردية والقائمة»، فى مقدمتهم النائب الدكتور عبدالله مبروك والنائب طه الناظر مرشحا حزب مستقبل وطن، والمهندس أحمد شكرى ونهى الأزهرى مرشحا حزب حماة الوطن، كما تكررت التحالفات الانتخابية فى محافظات متعددة بينها الغربية والبحيرة والإسكندرية والقاهرة.



تنسيق المعارضة
ومن جهة أخرى، تعمل تحالفات ما يسمى التيار المدنى على دعم المرشحين التابعين لهم فى المحافظات على المقاعد الفردية، بما يضمن وجود معارضة قوية فى مجلس النواب المقبل وفى مقدمتها الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى الذى يسعى إلى تعزيز تواجده من خلال 34 مرشحا فى 15 محافظة بعدما حصل على 9 مقاعد فى القائمة الوطنية، وهناك تنسيق مستمر مع حزبى العدل والإصلاح والتنمية على المقاعد الفردية، بحيث تم ترك بعض الدوائر لمرشحى أحزاب بعينها.
ويتنافس فى انتخابات مجلس النواب الحالية 2598 مرشحًا بالنظام الفردى، و4 قوائم بنظام القائمة المغلقة، ورغم استمرار التصويت فى محافظات المرحلة الأولى ما زال هناك حراك كبير من المرشحين خاصة فى محافظات المرحلة الثانية التى انطلقت فترة الدعاية بها لحشد المرشحين للتصويت لصالحهم والتوعية بأهمية المشاركة فى هذا الاستحقاق الدستورى، كما تواصل الأحزاب السياسية تحركاتها لدعم مرشحيها ممن يخوضون السباق الانتخابى أمام المستقلين.
وبينما تشتعل المنافسة على المقاعد الفردية فى المحافظات المختلفة تأتى المعركة الانتخابية هذا الموسم فى ظل تراجع المنافسة من قبل النساء على المقاعد الفردية، وهو ما كشفه الائتلاف المصرى لحقوق الإنسان والتنمية فى تقرير له حول تمثيل النساء فى انتخابات مجلس النواب 2025، وقال عبدالناصر قنديل مستشار الائتلاف المصرى والخبير فى النظم الانتخابية إن التقرير رصد أنماط ترشح وتمثيل النساء فى انتخابات مجلس النواب 2025، ومقارنتها بانتخابات عام 2020، وتركيبة الدوائر على فرص المرأة فى المنافسة على المقاعد الفردية والقوائم.



وأوضح قنديل فى تصريحات خاصة ل«صباح الخير» أن التقرير كشف أن الانتخابات تشهد فجوة كبيرة وتراجعا عن ترشيح السيدات يصل إلى نسبة النصف تقريبًا من انتخابات 2020، مشيرًا إلى أن هناك 5 محافظات بلا ترشيح نسائى؛ حيث اقتصر ترشيح السيدات على المقاعد الفردية فى 22 محافظة فقط مع غيابهن بشكل تام فى 5 محافظات وهى الأقصر وبورسعيد والبحر الأحمر وشمال سيناء وجنوب سيناء.
وتابع: المنافسة قوية فى جميع الدوائر باستثناء دائرة شلاتين، التى يخوض فيها مرشح واحد السباق الانتخابى بينما تشهد الدوائر المفتوحة منافسة ساخنة بين المستقلين ومرشحى الأحزاب، خاصة مع دخول عدد من النواب الحاليين السباق كمستقلين بعد استبعادهم من قوائم أحزابهم، وبالتالى المعركة قوية فى الدوائر الفردية التى تشهد مواجهات مع وجود نواب حاليين يخوضون الانتخابات كمستقلين.
المرحلة الثانية
وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة القاضى حازم بدوى، مقار وأرقام اللجان الفرعية والفرز فى الانتخابات التى بلغت نحو 5606 لجان، التى تجرى بالمرحلة الأولى داخل محافظات الجيزة وبنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والوادى الجديد والفيوم والإسكندرية ومطروح والبحيرة.
وتم ندب رؤساء وأمناء لجان الانتخاب بالخارج فى انتخابات مجلس النواب من أعضاء السلك الدبلوماسى بوزارة الخارجية، حيث تجرى الانتخابات فى الخارج فى عدد 136 سفارة وقنصلية فى 117 دولة حول العالم.



فى السياق ذاته، انطلقت يوم الخميس الماضى الدعاية الانتخابية للمرشحين بالمرحلة الثانية داخل 13 محافظة هى القاهرة، القليوبية، الدقهلية، المنوفية، الغربية، كفر الشيخ، الشرقية، دمياط، بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، شمال سيناء، جنوب سيناء والتى تستمر حتى يوم 20 نوفمبر، حيث تتوقف فيها الدعاية لإتاحة الفرصة أمام الناخبين لحسن اختيار من يمثلهم فى المجلس القادم.
وتجرى الانتخابات على مرحلتين يتنافس فيها 2598 مرشحًا بالنظام الفردي، و4 قوائم بنظام القائمة المغلقة، وتكون قائمة واحدة عن دائرة من الدوائر الأربع المخصصة لهذا النظام، وجرى الاقتراع بالجولة الأولى للمرحلة الأولى بالخارج يومى 7 و8 نوفمبر، ويستمر حاليا التصويت فى الداخل 10 و11 نوفمبر، على أن تعلن النتيجة الرسمية يوم 18 نوفمبر، وتُجرى الإعادة بالخارج 1 و 2 ديسمبر وبالداخل يومى 3 و4 ديسمبر، ويتم إعلان نتيجة الإعادة 11 ديسمبر المقبل.