حققت عدة مدن مصرية المرتبة السابعة بإقليم الشرق الأوسط فى مؤشر أفضل المدن، حتى اختيرت ضمن أفضل 100 وجهة سياحية حول العالم, وأطلقت مؤخرا مبادرة «الكريسماس المشرق» لجذب أكبر عدد من السياح، بالتزامن مع احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة، لتنشيط الحركة السياحية، بالإضافة إلى عدة مبادرات أخرى مثل مبادرة وزارة الشباب والرياضة ومبادرة «اعرف بلدك». أصبح هناك تنافس بين الكثير من الشركات السياحية والجروبات، التى تقدم العديد من عروض رحلات «اليوم الواحد» فى عدد من المناطق والمدن وأصبحت واحة سيوة، مع الغردقة، وشرم الشيخ، والأقصر، وأسوان ضمن خريطة اليوم الواحد، هذا إلى جانب العديد من الرحلات المتنوعة داخل القاهرة، للاستمتاع بالمعالم السياحية والأثرية والترفيهية بها.
كوبرى ستانلى بالأسكندرية أحد أهم مراكز الجذب
ولم تقتصر تلك الرحلات على الصيف فقط، بل بدأت تنشط فى جميع فصول السنة وخاصة الشتاء، ومع المناسبات والاحتفالات والأعياد، حتى أصبحت «بزنس مزدهر» لتلك الشركات، ومخططا يتم العمل عليه، وتحديد برامجه لجذب أكبر عدد من محبى تلك النزهات. بل أصبحت المزارات الثقافية والدينية، مجالاً ترويجياً واسعًا لتلك الشركات، ودمجها مع برنامج ترفيهى لجذب المحبين لها، مع توفير عروض الأسعار المختلفة والبرامج التى تحتوى على عدد من المزارات والرحلات، فمثلا فى جنوبسيناء تتنافس الشركات على إدراج زيارات لأماكن محددة لعملائها، مثل رحلة لوادى جنى بمنطقة الثرى بولز بدهب، وتسلق أعلى قمة جبلية فى مصر، ودير سانت كاترين، والشجرة المعلقة، ومقام النبى هارون، ورحلة السفارى، والسهرات البدوية، وغيرها من تنظيمات ترويجية. وتختلف قيمة كل رحلة بحسب المدينة وبعد المسافة إضافة إلى برنامج الرحلة، بمتوسط أسعار يبدأ من 150 إلى 600 جنيه، وتشمل الانتقالات والوجبات والجولات الحرة، فى حين أن بداخل البرنامج زيارات ومزارات ورحلات داخلية اختيارية وبتكلفة إضافية، وبذلك فقد تتخطى تكلفة الرحلة الأصلية 1000 جنيه للفرد، وتبدأ متوسط رحلة رأس السنة من 800 جنيه. الأجندة السياحية تحدث محمد كارم، خبير السياحة لصباح الخير عن اعتماد أغلب شركات السياحة الفترة الماضية رحلة اليوم الواحد ال «داى يوز»، على مدينتى الإسكندرية، والعين السخنة. وأوضح التغيير الذى طرأ على الأجندة السياحية خلال الفترة الحالية، بإضافة مدن مثل بورسعيد، والإسماعيلية، وجنوبسيناء، ودير سانت كاترين، ودهب ونويبع، والغردقة، والفيوم. وقال إن بورسعيد، والعين السخنة، والإسكندرية، من أكثر المدن إقبالاً لقضاء يوم، والاستمتاع به، خاصة فى إجازة أعياد الميلاد لقربها من القاهرة، كما أن هناك مناسبات تجذب الكثيرين لقضاء اليوم، مثل حضور مهرجان الطيور المهاجرة فى مدينة بورسعيد، ما يؤكد على تغيير شكل المقصد السياحى للداى يوز فى مصر، وخاصة أن المصريين كانوا يفضلون السفر لقضاء 3 أيام فى الغردقةوشرم الشيخ، وخاصة فى فصل الشتاء باعتبارها أرخص فى الأسعار وأفضل فى التوقيت.
وأشار كارم إلى تنافس الشركات على تخفيض الأسعار هذا الموسم موضحًا أن تكلفة الفرد فى رحلة اليوم الواحد تبدأ من 150 جنيهًا، وتكلفة الأسرة تتراوح بين 500 و600 جنيه، مضيفًا أن تكلفة بعض رحلات «الداى يوز» تتراوح بين 125 و300 جنيه، فى حين أن هناك بعض الأماكن مثل جنوبسيناء وكاترين، تبدأ من 350 إلى 600 جنيه، وذلك لاختلاف برنامج كل رحلة والمزارات والخدمات المقدمة. خطوط موازية من جانبه حذر الدكتور حسام هزاع، الخبير السياحى، عضو الاتحاد العام المصرى للغرف السياحية تنامى حجز رحلات اليوم الواحد فى عمل السوشيال ميديا موضحًا الفرق بين شركات «السياحة المعتمدة» والخاضعة لرقابة الدولة، وتراقب عليها وزارة السياحة وبين شركات أو مكاتب «الخدمات السياحية»، التى تقوم برحلات اليوم الواحد. وأشار إلى أن شركات الخدمات السياحية يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعى فى الترويج لرحلاتهم، ويحصلون الأموال عبر الحسابات البنكية أو التحويل على أرقام هواتف وهم غير مضمومين إضافة إلى أنهم يؤثرون سلبًا على الاقتصاد الرسمى وإخضاعهم للرقابة. وأضاف هزاع أن هناك فارقًا كبيرًا بين ما تقوم به شركات السياحة وبين الأنواع الأخرى من المكاتب أو ما يطلق عليهم سماسرة السوشيال ميديا. وتوقع هزاع أن يشهد الموسم الشتوى 2023 والكريسماس، معدلات إقبال مرتفعة ونشاطًا للرحلات السياحية الداخلية والخارجية، قائلاً إن محبى السياحة الدينية، سيذهبون إلى دير سانت كاترين وجبل موسى وغيرها، وهناك محبو السياحة الشاطئية من دول أوروبا الشرقية، ويذهبون إلى شرم الشيخوالغردقة، وهناك من يفضلون السياحة الأثرية والشاطئية معا، ويقضون أسبوعًا داخل القاهرة ثم يذهبون للغردقة، وهناك السائح الهندى الذى يفضل السياحة الثقافية فقط، أما السائح الوافد من دول أوروبا الغربية مثل فرنسا وإنجلترا وألمانيا، فيفضل السياحة الثقافية إلى جانب الترفيهية، أما الخليجيون فيستمتعون بأجواء القاهرة. أما عن سماسرة السوشيال ميديا فبحسبة بسيطة نجد أن الجروب غير الرسمى ينظم رحلات اليوم الواحد بمعدل 20 يومًا فى الشهر، ومتوسط الفوج الواحد 50 فردًا، تكلفة الواحد 200 جنيه فى المتوسط، مما يعنى أن هناك 200 ألف جنيه يتم تحصيلها من كل جروب غير رسمى شهريًا، وتبلغ نسبة الإنفاق منها على إيجار الأتوبيسات والعمالة نسبة تصل إلى 50 %، أى أن هناك صافى ربح 100 ألف جنيه شهريًا.
من جانبها قالت الدكتورة هناء فايد، عميد كلية السياحة جامعة الفيوم، إن ممارسة بعض الشركات أو الأشخاص لرحلات «الداى يوز» أو رحلة ليومين بحسب المدينة، فقد تكون غير مرخصة، وهذا ما يخلق المشكلات مثل التكدس فى الأماكن والمزارات، وتعرض البعض لعمليات النصب، وهو ما يحتم ضرورة التأكد من مقدم الخدمة للاستمتاع بالرحلة.